بعد حادث جائزة بريطانيا الكبرى.. كيف يتدرّب مسعفو الفورمولا E على إنقاذ السائقين؟
بعد المشهد النادر الذي أسقط فرناندو ألونسو وأربك لويس هاميلتون في جائزة بريطانيا الكبرى للفورمولا 1، تعود الأضواء لتُسلّط على الجانب الأهم خلف السباقات: كيف يتعامل المسعفون مع الحوادث الصعبة؟ وماذا لو تطلّب الأمر إخراج السائق من السيارة في لحظة حرجة؟
في سباقات الفورمولا E، حيث تبلغ السرعة ذروتها داخل حلبات المدن الضيقة، يجري تدريب الفرق الطبية على عمليات إخلاء السائقين المصابين من سياراتهم بدقة مذهلة، وفي أضيق حيز من الزمن، لأن كل ثانية قد تصنع فارقًا بين النجاة والإصابة المستديمة.
@andrettife Ever wondered what the medics are doing during a @Formula E ♬ original sound - Andretti Formula E
مشهد تدريبي.. لكنه يحاكي أسوأ السيناريوهات
في فيديو نادر نشر مؤخرًا من داخل ورشة تدريبية لفريق إنقاذ الفورمولا E، يظهر كيف تتم عملية الإخراج المعقّدة للسائق من مقصورته بعد وقوع حادث اصطدام محتمل.
التدريب ليس نظريًا، بل يتم كما لو أن الحادث وقع بالفعل، مع سائق يتظاهر بالإصابة وعدم القدرة على الحركة.
يقوم الفريق الطبي في هذه التدريبات بتنفيذ بروتوكول متكامل يبدأ بدخول السيارة، وتأمين الرأس والرقبة عبر أكثر من يد مختصة، ثم نزع الخوذة بعناية شديدة دون التسبب بأي ضغط على العمود الفقري.
هدف واحد: إنقاذ حياة السائق دون تحريك عموده الفقري
أحد أخطر ما قد يحدث في حوادث الفورمولا هو إصابة الرقبة أو العمود الفقري. ولهذا، فإن الجزء الأهم في التدريب يتمحور حول تثبيت الرأس. ورغم أن المشهد يبدو غريبًا مع هذا الكم من الأيدي التي تدعم الرقبة، فإن كل يد لها وظيفة محددة لتقليل الضغط ومنع أي حركة غير محسوبة.
السيارات الكهربائية في الفورمولا E صغيرة الحجم ومحكمة الإغلاق، ومقاعدها مصممة لتُعانق جسد السائق وتثبّته لأقصى درجة. لكن هذا يجعل عملية إخراجه أثناء الإصابة شديدة الدقة والخطورة. لذلك يُنظَّم هذا النوع من التدريب الإجباري بانتظام لكل طاقم طبي مشارك في البطولة.
حين تصبح الثواني أغلى من الذهب
وتُعد هذه التجارب أيضًا وسيلة لاختبار مدى جاهزية التجهيزات، من أدوات التثبيت إلى لوحات النقل والإشراف المباشر من الطاقم الفني للفريق.
وفقًا للمسؤولين في الفورمولا E، الهدف من هذه التدريبات هو تقليص زمن الإخلاء إلى أقل من 90 ثانية، وهو رقم يُعد مثاليًّا في حالة الطوارئ.
مشاهد مثل تلك التي تابعناها في حادث جائزة بريطانيا، تُذكّرنا بأن الحوادث ليست احتمالًا بعيدًا، بل جزء من طبيعة الرياضة. لكن خلف كل سباق، هناك منظومة كاملة تعمل في الظل، هدفها الأول ليس التتويج، بل الحفاظ على حياة السائقين.
