وسط توترات جيوسياسية.. الأسواق الخليجية تمنح صناعة الرفاهية العالمية طوق نجاة
مع تراجع الزخم في الأسواق الأميركية والصينية، باتت أنظار شركات الرفاهية العالمية تتجه إلى الشرق الأوسط، حيث يشكّل الطلب المحلي وتدفقات السياح مصدرًا رئيسيًا للنمو.
ورغم الاضطرابات التي أثارها النزاع الأخير بين إسرائيل وإيران، تُواصل المنطقة تأدية دورها الحيوي كملاذ للأسواق الفاخرة، مستفيدة من انفتاح الأجواء الجوية واتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أميركية.
أرقام نمو في الخليج
خلال العام الماضي، بلغت مبيعات الرفاهية في دول الخليج نحو 12.8 مليار دولار، مسجّلة نموًا بنسبة 6%، بحسب مجموعة شلهوب للاستشارات، مقارنة بانخفاض عالمي بلغ 2%. وشهدت علامات تجارية كبرى مثل Hermès وPrada ارتفاعًا في مبيعات الربع الأول بنسبة 14% و26% على التوالي.
ورغم الأداء القوي، تُشير شركة Bain & Co إلى أن نحو 50% إلى 60% من تلك المبيعات تعود للسياح، ما يجعل السوق عرضة لتقلّبات السفر.
ألمانيا تعزز علاقاتها مع دول الخليج بمبادرات سياحية رقمية جديدة
وعززت الماركات الكبرى حضورها في المنطقة من خلال افتتاح متاجر جديدة وتنظيم عروض ضخمة، فقد نقلت علامة Zegna عرض أزيائها إلى دار الأوبرا في دبي، فيما احتفلت Elie Saab بمرور 45 عامًا على انطلاقها بعرض في الرياض.
كما نظمت Louis Vuitton فعالية فجرية في صحراء دبي، واستضافت Chanel مأدبة عشاء في أبوظبي احتفالًا بإطلاق مجموعة مجوهرات راقية.
وقال ماكس هاينمان، الرئيس التنفيذي لشركة Gebr Heinemann المختصة بتجارة السفر، إن سوق السفر في الخليج يُظهر مرونة طويلة الأمد رغم الاضطرابات، مضيفًا: "قد نشهد بعض التراجعات، لكن مسار النمو سيبقى قائمًا".
المخاطر تلوح في الأفق
أشارت وكالة السفر الفاخر Global Travel Moments إلى أن الحجوزات طويلة الأمد للمنطقة لم تتأثر حتى الآن، لكن هناك حذرًا واضحًا في إتمام خطط السفر بسبب الأحداث الأخيرة، مثل الضربات الجوية بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو الماضي والتي تسببت مؤقتًا بإلغاء رحلات جوية وإعادة توجيهها.
ومن جانبه، قال فيديريكا ليفاتو، الشريك الأول في Bain & Co: "لم نغيّر توقعاتنا للنمو طويل الأمد في المنطقة، لكن مستوى التقلّب في المدى القصير ارتفع، ومن المرجّح أن يستمر".
دول الخليج خيار مثالي لعشاق السيارات الرياضية الخارقة.. لهذه الأسباب
ولم يقتصر الشرق الأوسط على استقطاب الزبائن المحليين، بل يُعد نقطة وصل إلى مستهلكين أثرياء من روسيا والهند، لا سيما مع القيود المفروضة على التوسع في الأسواق الهندية بسبب الضرائب المرتفعة، وإعادة توجيه الرحلات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورغم المشهد الجيوسياسي المتوتر، تبدو شركات الرفاهية مصممة على ترسيخ وجودها في المنطقة كأحد أبرز المحركات العالمية لنمو القطاع خلال السنوات القادمة.
