الذكاء الاصطناعي ينتحل هويات مشاهير لسرقة الأموال في بريطانيا
تعرّض بول ديفيس، وهو رجل بريطاني يبلغ من العمر 43 عامًا ويقيم في مدينة ساوثهامبتون، لعملية احتيال رقمي غير تقليدية بعدما تلقّى رسائل مزيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منسوبة لنجمة مسلسل "فريندز" جينيفر أنيستون.
الرسائل كانت جزءًا من حملة احتيال متقنة عبر الذكاء الاصطناعي، مدعومة بصور مزوّرة لوثائق رسمية ومقاطع فيديو مُفبركة تظهر شخصيات شهيرة، على رأسها مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك.
في أحد المقاطع المصممة بتقنية "ديب فيك"، ظهرت جينيفر أنيستون لتعبّر عن مشاعر حب تجاه بول، وتطلب منه تحويل 200 جنيه إسترليني.
كما تلقّى صورة توحي بأنها رخصة القيادة الخاصة بالممثلة، ما زاد من مصداقية الرسالة في نظره، ولسوء الحظ، صدّق بول القصة، وأرسل المبلغ المطلوب على هيئة بطاقات Apple غير قابلة للاسترجاع.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي لا يُجيب مجانًا.. من يدفع الثمن؟
لا تقف الحيلة عند هذا الحد، فقد أكد بول أنه يتلقى يوميًا رسائل مكثفة من حسابات وهمية تدّعي أنه فاز بجوائز مالية ضخمة أو سيارات فاخرة.
بعض الفيديوهات كانت تُظهر زوكربيرغ المصطنع وهو يطمئنه بقوله: "هذا ليس احتيالًا، صدقني"، كما تلقى رسائل مزعومة من إيلون ماسك تزعم منحه نصف مليون جنيه إسترليني.
وأوضح بول أن أحد معارفه خسر أكثر من ألف جنيه إسترليني في احتيال مشابه باستخدام بطاقات الهدايا، وأكّد أن تلك الرسائل غالبًا ما تتضمن "شهادات مزورة" أو وثائق تحمل شعارات شركات كبرى مثل فيسبوك، لإضفاء مصداقية على العروض الوهمية.
الدكتورة جينيفر ويليامز، الباحثة في الذكاء الاصطناعي بجامعة ساوثهامبتون، علقت بأن هذه الأساليب تمثل نسخة متقدمة من هجمات التصيّد الاحتيالي، لكنها تستند إلى أدوات رقمية مرعبة الدقة.
وأوضحت أن المحتالين يستخدمون معلومات بسيطة عن الضحية لتوليد صور وفيديوهات مفبركة يصعب كشفها.
وأشارت ويليامز إلى أن الرسائل المزيفة غالبًا ما تتضمن مؤشرات لُغوية غريبة، وصورًا ذات جودة متفاوتة، ونصوصًا مشحونة عاطفيًا مثل "لا تخف" أو "أحبك"، مصممة لتحفيز الاستجابة العاطفية.
