لوحة نادرة تُخلّد الشقيقين غالاغر في مزاد مرتقب بلندن

تعتزم دار Sotheby’s في لندن عرض لوحة فنية نادرة تحمل توقيع الفنانة الأمريكية إليزابيث بيتون، وذلك خلال مزاد يُقام مساء الرابع والعشرين من يونيو 2025، بتقدير أولي يتراوح بين مليون ونصف ومليوني جنيه إسترليني. 

تحمل اللوحة عنوان Liam & Noel (Gallagher)، وتُجسّد بأسلوب شاعري الشقيقين ليام ونويل غالاغر، مؤسسي فرقة Oasis، في مشهد يتجاوز صورتهما الإعلامية الصاخبة، ويُظهرهم في لحظة تأملية بعيدة عن ضوضاء النجومية، ما يجعلها واحدة من أبرز أعمال بيتون خلال ذروة البريتبوب البريطاني.

نُفّذت اللوحة عام 1996، بعد النجاح الأسطوري لحفل كنيبروث، الذي بيعت تذاكره بالكامل (ربع مليون تذكرة) خلال 24 ساعة، وفيما كانت وسائل الإعلام ترسم صورة الإخوة المتنافرين، جاءت بيتون بعدسة فنية حساسة لتوثّق جانبًا مختلفًا تمامًا: التوتر العاطفي، والحنين، والهشاشة تحت قناع الشهرة.

اقرأ أيضًا: لوحة عثمانية تعود للضوء بعد قرن من الغياب

سحر التحوّل في ضربات الفرشاة

يعتمد العمل على صورة ترويجية التقطها المصوّر البلجيكي الراحل ستيفان دي باتسيلييه، لكن ترجمة بيتون تتجاوز المادة الأصلية، فتغمر الأخوين بلمسات من الضوء والنعومة والشفافية، ما يمنح المشهد طابعًا تأمليًا شبه حُلُمي.

 ليام يُسند ذقنه على كتف شقيقه، في لحظة تجمع بين القرب والاغتراب، فيما تنم تعابير الوجهين عن ارتباط هشّ ومرهف لا تخطئه العين.

تنتمي اللوحة إلى سلسلة أعمال رسّخت شهرة بيتون في تسعينيات القرن العشرين، تزامنًا مع صعود الفنانين البريطانيين الجدد والانعطاف الموسيقي العالمي نحو بريطانيا.

 وكما يذكر الناقد جون سافاج، فإن بيتون تمنح رموز الثقافة الشعبية نظرة "أنثوية"، تُظهر الجانب الإنساني خلف قشرة الأيقونة، وهو ما يتجلى هنا في تماثل الأخوين بصريًا، تقاسمهما الشعر ونمط الملابس، وتورّدهما الخفيف.

تجدر الإشارة إلى أن عملًا آخر للفنانة يُصوّر الأخوين غالاغر محفوظ في مجموعة المتحف الحديث في سان فرانسيسكو، ما يعكس القيمة المؤسسية لموضوعها، والوزن الثقافي لتلك اللحظة الفاصلة في التاريخ الموسيقي البريطاني.