لوحة عثمانية تعود للضوء بعد قرن من الغياب
في واحدة من أبرز مفاجآت موسم المزادات الفنية هذا العام، تستعد دار سوثبيز في لندن لطرح لوحة "تحضير القهوة" للفنان العثماني عثمان حمدي بك، بعد اختفاء دام أكثر من قرن، في مجموعات خاصة أوروبية.
ستُعرض اللوحة في 29 أبريل الجاري ضمن مزاد الفن الاستشراقي، بسعر تقديري يتراوح بين 1 و1.5 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 1.3 إلى 2 مليون دولار تقريبًا).
اقرأ أيضًا: قطع نادرة من حياة أبراهام لينكولن تُعرض في مزاد تاريخي مطلع مايو
من إسطنبول إلى لندن مرورًا بفيينا
تعود ملكية اللوحة إلى حوالي عام 1910، عندما اقتناها الأمير الجورجي صادق ياديجاروف، وانتقلت عبر الورثة إلى مجموعة خاصة في فيينا منذ ثلاثينيات القرن الماضي، قبل أن تعود إلى الضوء في السنوات الأخيرة.
تُصوّر اللوحة امرأتين في مشهد داخلي خيالي، يشبه أجواء قصر طوب كابي، وهما تُحضّران القهوة في مشهد يفيض بالرمزية والثقافة العثمانية.
ويُبرز العمل تفاصيل مثل الزرافات النحاسية، والبيئة الغنية بعناصر الديكور العثماني من بلاط مملوكي، ومزهريات صينية، وبيضة نعام مزخرفة، كما يتضمن نقوشًا بالخط الكوفي من القرآن، ممّا يربطه بأعمال حمدي الأخرى المعروضة مثلًا في متحف اللوفر بأبوظبي.
اقرأ أيضًا: تمثال نادر لجياكوميتي يُباع بـ4.9 مليون يورو في مزاد استثنائي
جسر بين الشرق والغرب
تتميز اللوحة بأسلوب أكاديمي فرنسي اكتسبه حمدي بك خلال دراسته في باريس، لكنه سخّره لتقديم رؤى دقيقة عن الثقافة الإسلامية والعثمانية، وهو ما يجعل أعماله فريدة كمزيج بين الغرب والشرق، والحداثة والتقاليد.
وبحسب كلود بينينج، خبير سوثبيز، فإن اللوحة ستجذب اهتمامًا عالميًا من مقتني الفنون، خصوصًا أن أعمال عثمان حمدي أصبحت جزءًا من مجموعات متاحف في الولايات المتحدة وأبوظبي وماليزيا.
