ما الذي يجعل وجه المرأة أكثر جاذبية عالميًّا؟
في دراسة نفسية واسعة النطاق نشرت في منصة bioRxiv، شملت أكثر من 12 ألف شخص من أكثر من خمسين دولة، تبيّن أن الوجوه النسائية تُصنَّف على نحو أكثر جاذبية من الوجوه الرجالية، سواء من قِبل الرجال أو النساء، إلا أن النساء تحديدًا كنّ الأكثر سخاء في التقييم.
الفريق البحثي الذي ضم علماء أعصاب ونفس من مؤسسات مرموقة، استند إلى بيانات مستقاة من 28 دراسة سابقة، وقرابة 11 ألف صورة لوجوه بشرية تم تقييمها بصريًّا.
حلل الباحثون ما يُعرف بـ"الفرق الإدراكي في الجاذبية" من خلال إجراء اختبارات إحصائية لفهم مدى تأثير البنية الوجهية في تقييم الجاذبية.
وأشارت النتائج إلى أن ثلث الفرق في التقييم يمكن تفسيره بعوامل بنيوية مثل شكل الفك وعرض الوجنتين (Zygomatic bone)، في حين أن الثلثين المتبقيين نتج عن المعرفة المسبقة بهوية الوجه، أي ما إذا كان ينتمي لامرأة أو رجل.
بعبارة أخرى، حتى عندما تتشابه السمات الوجهية، تظل الوجوه النسائية تُقيّم بأنها أكثر جاذبية، بمجرد أن يدرك الشخص أن الوجه المعروض يخص امرأة.
المثير في نتائج الدراسة هو أن النساء، وليس الرجال، من قدّمن أعلى التقييمات لجمال النساء الأخريات.
الباحثون افترضوا احتمالات متعددة لتفسير هذه الظاهرة، من بينها وجود نوع من التعاطف أو التقدير المتبادل بين النساء، أو أن الثقافة المجتمعية تسهم في رفع معايير الإدراك البصري لدى النساء تجاه أشكال الوجوه النسائية.
تُشير الفرضيات أيضًا إلى أن النساء قد يقيّمن الوجوه الرجالية بناء على عناصر أكثر تعقيدًا، كالثقة والود والانطباع العام، ما يخفف من شدة الحكم المرتبط بالمظهر فقط.
استثناء إفريقي لافت
التحليل أظهر أن دول إفريقيا جنوب الصحراء كانت الاستثناء الوحيد، حيث لم تكن الفروقات الإحصائية في التقييم واضحة بين الرجال والنساء.
ورجع الباحثون هذا إلى تقارب السمات الوجهية في بعض الشعوب، إضافة إلى اختلاف معايير الجمال من ثقافة إلى أخرى، مما يقلل من تأثير النمط العالمي في التقييم.
اقرأ أيضًا: دراسة: الحلقات القزحية تجعل الرجال يبدون أكثر صحة ولكن ليس أكثر جاذبية
أبرزت الدراسة كيف أن الانطباعات الجمالية ليست نتيجة للبنية فقط، بل تُشكَّل إلى حد كبير عبر الثقافة والتجربة والخلفيات الاجتماعية.
ويفتح هذا الاكتشاف المجال لنقاشات أوسع حول تأثيرات التصورات الجمالية على المجالات المهنية والشخصية والإعلامية.
