جزيرة بريطانية للبيع بـ7.4 مليون دولار.. مغامرة خفية في الغرب الأسكتلندي

طُرحت جزيرة شونا Shuna الخاصة، الواقعة قبالة الساحل الغربي لاسكتلندا، للبيع للمرة الأولى منذ نحو ثمانين عامًا، بسعر يبلغ 5.5 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل نحو 7.44 مليون دولار)، وذلك عبر شركة Knight Frank المتخصصة في العقارات الفاخرة.
وتغطي الجزيرة النائية مساحة تتجاوز 1,100 فدان، وتمتد بطول يقارب ثلاثة أميال وعرض يبلغ ميلًا ونصف الميل، وتضم ثمانية منازل سكنية، من بينها سبعة مخصصة للإيجار كبيوت عطلات خلال موسم الصيف، إلى جانب أطلال قلعة قديمة، وقطعان من الأغنام.
وتفتقر الجزيرة لطرق ممهدة أو بنية تحتية للاتصالات، ما يجعلها ملاذًا مثاليًا لعشاق العزلة والطبيعة.
من حلم العائلة إلى فرصة استثمارية
تعود ملكية الجزيرة لعائلة غولي Gully منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي، عندما اشترتها الفيكونتيسة سيلبي بعد الحرب العالمية الثانية.
وبحسب الرواية العائلية، دخلت الفيكونتيسة أحد مكاتب العقارات في لندن وسألت ببساطة: "هل لديكم جزر للبيع؟" وقد كانت شونا الجزيرة الوحيدة المتاحة في ذلك الحين.
عقار فاخر للبيع في جزيرة فيرجن جوردا مقابل 49.5 مليون دولار
يقول جيم غولي، الحفيد الذي نشأ على أرض الجزيرة: "كانت شونا مكانًا مثاليًا للنمو والمغامرات. ساعدنا لاحقًا في تشغيل منازل العطلات والزراعة على الجزيرة".
وكَرس إدوارد غولي، حياته لشونا، حيث أسّس أعمالًا في تأجير المنازل وتنظيم رحلات الصيد.
لكنه انتقل مؤخرًا إلى جزيرة مجاورة ويبحث اليوم عن من يواصل الحلم: "نأمل أن يأتي شخص أو عائلة جديدة لديها رؤية لتجديد الحياة في الجزيرة".
مرافق بدائية وتجارب استثنائية
رغم أن الجزيرة خارج شبكة الكهرباء العامة، إلا أن الطاقة تأتي من ألواح شمسية وتوربينات رياح ومولدات احتياطية، ويمكن الوصول إليها بالقوارب في رحلة لا تتجاوز عشر دقائق من الساحل، كما تتوافر نقاط هبوط للطائرات المروحية وإن لم تكن هناك مهبط رسمي.
تتسع منازل العطلات لقرابة 52 ضيفًا، وتُؤجر من أبريل حتى أكتوبر، بأسعار تتراوح بين 675 و1,300 جنيه أسبوعيًا، ويُوفَّر لكل بيت قاربًا خاصًّا للاستكشاف، إلى جانب أنشطة مثل الرماية وسط أنقاض القلعة، أو المساعدة التطوعية في جمع الأغنام.
تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين
تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن شونا كانت مأهولة قبل نحو 9,000 عام، وقد وُجدت سيوف تعود للعصر الحديدي في أحد مستنقعاتها خلال القرن التاسع عشر، وفي عام 1321، منحها الملك روبرت بروس لعشيرة كامبل، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى عشيرة ماكلين.
ماذا تعرف عن "لاحق" أول جزيرة سكنية في السعودية؟
في عام 1910، اشتراها المليونير جورج باكلي، الذي جمع ثروته من حمى الذهب الأسترالية، وبنى فيها "قلعة" بأسلوب تقليدي وأبراج، تُقدّر كلفتها اليوم بين 10 و30 مليون جنيه، ويُقال إن المهندس المعماري الذي صممها لقي حتفه في حادث غرق تيتانيك أثناء رحلته إلى أمريكا.
يرى غولي أن الجزيرة قد تجذب مطوّرًا يسعى لتحويلها إلى منتجع بيئي فاخر، تماشيًا مع موجة إعادة التوطين الطبيعية (rewilding) التي تجتاح اسكتلندا. لكنه لا يستبعد أيضًا أن يشتريها شخص واحد "يريد فقط الهروب من صخب العالم المعاصر".
اختتم جيم غولي، تصريحه بالقول إن العائلة "قدمت ما في وسعها في ظل إمكانيات محدودة"، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان ليأتي مستثمر جديد يمتلك رؤية وإمكانات كافية لإعادة الحياة إلى هذا الموقع الاستثنائي.