بعمر ال ٩٤ عاما.. المستثمر المخضرم وران بافيت يعتزل عالم الأعمال
أعلن المستثمر الأسطوري وارن بافيت، الذي يُعد خامس أغنى شخص في العالم، مساء أمس عن تقاعده من الشركة التي أسسها، في خطوة فاجأت محبي عالم المال والأعمال. بافيت، البالغ من العمر 94 عامًا والمُلقب بـ "أوراكل أوف أوماها" نسبة إلى مسقط رأسه، أذهل الحضور في اجتماع الشركة السنوي بيركشاير هاثاواي عندما أعلن عن قراره. الحضور لم يخفِ إعجابهم، إذ قوبل الخبر بتصفيق حار ووقوف للحفاوة.
وبعد عقود من النجاح الباهر، استطاع بافيت تحويل شركة بيركشاير هاثاواي من شركة نسيج متعثرة إلى إمبراطورية استثمارية تقدر قيمتها اليوم بـ 870 مليار دولار. مع ثروته التي تبلغ حوالي 116 مليار جنيه إسترليني، تعهد بافيت بتوزيع 90% من ثروته خلال حياته.
تعيين خليفته
سيخلف بافيت في منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي، الرئيس الحالي لمجلس الإدارة، غريغ أبيل. ومع هذه الخطوة التاريخية، تنتهي مسيرة بافيت في القيادة، ولكن إرثه سيظل حيًا عبر استثماراته الكبيرة وأثره الدائم في عالم المال.
اقرأ أيضاً وارن بافيت يحذر من 5 أخطاء مالية تدمر ثروة الطبقة المتوسطة
أفضل وأسوأ استثمارات بافيت
على مدار مسيرته، قام بافيت بعدد من الاستثمارات التي أثبتت أنه "أوراكل" حقيقي في سوق المال. من أبرز استثماراته الناجحة:
التأمين: كان استثمار بافيت في شركات التأمين مثل "National Indemnity" عام 1967 من أولى خطواته نحو النجاح. وقد ساعدت الأموال التي جمعها من التأمين على تمويل العديد من استثمارات بيركشاير الأخرى.
الأسهم الكبرى: استثمر بافيت في أسهم شركات كبيرة مثل "أمريكان إكسبريس" و"كوكا كولا" و"بنك أوف أمريكا"، رغم الأوقات العصيبة التي مرت بها هذه الشركات في ذلك الوقت. هذه الاستثمارات كانت محورية في بناء ثروة بافيت، وتقدر قيمتها الآن بأكثر من 100 مليار دولار.
أبل: رغم تحفُّظه سابقًا عن الاستثمار في الشركات التقنية، بدأ بافيت في شراء أسهم "أبل" في 2016 بعد أن فهم دور الشركة في السوق الاستهلاكي وولاء عملائها. ارتفعت قيمة استثماراته في أبل إلى أكثر من 174 مليار دولار قبل أن يبدأ في تقليص حصصه فيها.
BYD: في خطوة جريئة، استثمر بافيت في شركة "BYD" الصينية لصناعة السيارات الكهربائية عام 2008. مع ارتفاع قيمة حصته إلى أكثر من 9 مليار دولار، أظهر بافيت رؤية فريدة في مجال السيارات الكهربائية.
استثماراته المفقودة والأخطاء الكبيرة
لكن ليس كل شيء كان ناجحًا في سجل بافيت. من أبرز أخطائه:
شركة "ديكستر" للأحذية: في عام 1993، دفع بافيت 433 مليون دولار لشراء شركة "ديكستر" للأحذية، ليكتشف لاحقًا أن هذه كانت واحدة من أسوأ صفقاته بسبب استخدامه أسهم بيركشاير في الصفقة.
فرص مفقودة: واحدة من أكبر أخطاء بافيت كانت عدم استثماره في شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "أمازون"، "جوجل" و"مايكروسوفت" في بداياتها. كان بإمكانه تحقيق مليارات الدولارات لو استثمر في هذه الشركات في وقت مبكر.
بيع البنوك في وقت مبكر: قرر بافيت التخلص من أسهمه في العديد من البنوك مثل "ويلز فارجو" و"جي بي مورجان" قبل جائحة كورونا، ليشهد بعدها نموًا هائلًا في أسهم هذه البنوك.
اقرأ أيضاً عادات وارن بافيت السرية للحفاظ على حدة ذهنه في عمر 94
الاستثمار في المستقبل
من الواضح أن بافيت، رغم الأخطاء التي ارتكبها، يظل أحد أبرز المستثمرين في التاريخ. استثماراته كانت أساسًا في بناء إمبراطورية مالية ضخمة، وله تأثير كبير على الاقتصاد العالمي. ورغم تقاعده، ستظل استراتيجياته الاستثمارية نموذجًا يُحتذى به لسنوات قادمة.
