دراسة تكشف: الرجال أم النساء الأكثر تفوقًا في الأحداث الرياضية؟
كشفت دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة Frontiers in Physiology أن النساء قد يتمتعن بكفاءة أيضية أعلى من الرجال في البيئات القاسية والظروف الرياضية الممتدة، الأمر الذي قد يمنحهن ميزة نسبية في سباقات التحمل مثل "تحدي ألاسكا للتزلج الجبلي" ومسابقات "Yukon Arctic Ultra" شديدة البرودة.
تحليل واقعي يتحدى مختبرات الأبحاث
على الرغم من أن معظم الأبحاث المتعلقة بالفروقات البدنية بين الجنسين تأتي من بيئات مختبرية خاضعة للرقابة، فإن الدراسة الجديدة استخدمت بيانات حقيقية من مشاركين خاضوا مغامرات شتوية لمسافات تتجاوز 200 كيلومتر في مناطق برية مجمدة.
وخلال هذه التجارب، أظهرت الإناث معدل استهلاك أقل للطاقة مقارنة بالرجال عند حمل الأحمال، وهو ما يشير إلى كفاءة أيضية أكبر لدى النساء تحت ظروف الضغط الحراري والجسدي.
دراسة: النساء يستفقن أسرع من الرجال بعد التخدير العام
عوامل بيولوجية تؤثر على الأداء
يعزو العلماء هذه النتائج إلى الفروقات الهرمونية والكروموسومية بين الجنسين. فهرمون التستوستيرون، الذي يتضاعف في جسم الذكر خلال سن البلوغ، يساهم في زيادة الكتلة العضلية والقوة.
في المقابل، تميل الإناث إلى امتلاك نسبة دهون أعلى، وهرمون الإستروجين لديهن قد يعزز من أكسدة الدهون.
لكن المفاجأة تكمن في أن هذه الفروقات لا تؤدي بالضرورة إلى تفوق الذكور في كل الظروف، بل قد تكون الكتلة الدهنية الأعلى لدى النساء مفيدة في البيئات الباردة من خلال توفير طاقة إضافية وتقليل الفقد الحراري.
دراسة: 5 عوامل خطيرة تقلل عمر الرجال لأكثر من 10 سنوات!
الأداء المتساوي في سباقات شديدة القسوة
تشير البيانات المستخلصة من "Yukon Arctic Ultra"، وهو أطول وأبرد سباق في العالم، إلى أن معدل نجاح النساء في إتمام السباق يعادل تقريبًا نظيره لدى الرجال، رغم اختلاف البنية الجسدية. كما أن أي مشارك يقل مؤشر كتلة جسمه عن 22 كجم/م² لم يتمكن من إتمام السباق، ما يؤكد أهمية الكتلة الدهنية في مقاومة البرد.
ولاحظ الباحثون ظاهرة تُدعى "التحول القطبي" لدى الإناث، وهي تشير إلى تفعيل آلية التدفئة الداخلية عند درجات حرارة أقل مقارنة بالرجال، مما يساعد في الحفاظ على الطاقة أثناء التحديات الطويلة.
مقارنة بالعمليات العسكرية
استُخدم نموذج الصيد البري في ألاسكا كتمثيل افتراضي للعمليات العسكرية. إذ يقوم المشاركون، رجالاً ونساءً، برحلات تستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع وسط البرية، مزودين فقط بحقيبة ظهر وبندقية وهاتف متصل بالأقمار الصناعية.
وخلال هذه التجارب، تبين أن معدل استهلاك الطاقة لكل وحدة من الكتلة العضلية كان متساويًا تقريبًا بين الجنسين، مما يدل على قدرة الإناث على تحمل الإجهاد الجسدي بصورة مماثلة للرجال.
مستقبل الأبحاث
يعتزم الباحثون إجراء المزيد من التحاليل المتقدمة باستخدام عينات من البلازما، والعضلات، والأنسجة الدهنية، لدراسة تأثير الظروف البيئية القاسية على وظائف العضلات لدى الجنسين.
كما يهدفون إلى استكشاف كيف يمكن للنساء تحقيق أداء بدني مماثل أو متفوق رغم امتلاكهن كتلة عضلية أقل.
