نقانق فولكس فاغن تتفوق على سياراتها!
في وقت تواجه فيه شركة فولكس فاغن الألمانية تحديات اقتصادية وهبوطًا حادًا في الأرباح والمبيعات، برز منتج غير متوقع كرمز للتفاؤل والصمود: نقانق "كاري فورست"، التي تجاوزت مبيعاتها السنوية 8.5 ملايين قطعة، لتنافس بذلك أرقام مبيعات سيارات الشركة نفسها.
بعيدًا عن عالم المحركات والهيكل المعدني، وجدت فولكس فاغن ملاذًا شعبيًا في "كاري فورست"، نقانق تحمل شعارها وتُعد وفق وصفة سرية منذ عام 1973.
وتُقدَّم يوميًا في 30 مقصفًا تابعًا لمصانعها، كما تُباع في متاجر السوبر ماركت القريبة. ويصفها مدير الموارد البشرية بالشركة، غونار كيليان، بأنها "الوقود اليومي" لعمال المصنع.
وقد أعلنت الشركة أن مبيعات "كاري فورست" سجّلت رقمًا قياسيًا في عام 2024 بلغ 8.5 مليون قطعة، متجاوزة مبيعات الشركة من سيارات بعض علاماتها، ما يؤكد شعبيته المتزايدة حتى في ظل التحديات المالية.
كاتشب فولكس فاغن يدخل على الخط
لم تكتفِ فولكس فاغن بالنقانق فقط، بل رافقتها بتوزيع منتجها الخاص من الكاتشب، تحت رقم القطعة ZDK-259-101، والذي بيع منه نحو 629 ألف زجاجة و25 ألف دلو كبير في العام نفسه. وقد امتد انتشار الكاتشب إلى السوق الأميركية، حيث نفد من رفوف الشركة هناك.
انكماش اقتصادي وتحديات كبرى
في المقابل، كشفت النتائج المالية السنوية عن تراجع أرباح فولكس فاغن بنسبة 30.6% في 2024 مقارنة بـ2023، لأسباب تعود إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتراجع المبيعات في الأسواق الكبرى مثل الصين، إلى جانب نزاعات طويلة مع النقابات أدت إلى اتفاق يقضي بخفض 35 ألف وظيفة بحلول 2030.
وأشارت الشركة إلى بيئة معقدة تتمثل في الغموض السياسي العالمي، وتنامي التوترات التجارية، وغياب وضوح السياسات الأمريكية المتعلقة بالرسوم الجمركية.
سجق يحمل رقم قطعة ويثير الجدل
ما يعكس أهمية هذا المنتج داخليًا، هو منحه رقم قطعة رسمي داخل كتالوغ الشركة (199 398 500 A) واعتباره "قطعة أصلية". حتى أن قرار إزالة السجق من قائمة الطعام في مقر فولفسبورغ عام 2021، أثار احتجاجات العمال وغضب المستشار السابق غيرهارد شرودر، ما دفع إدارة الشركة لإعادته استجابة للمطالب.
اقرأ أيضًا: من ملاعب جولف إلى وجبات للكلاب.. تعرف على أغرب طلبات الأثرياء أثناء سفرهم
الطعام الذي صمد حين لم تصمد السيارات
في خضم الاضطرابات الاقتصادية، باتت نقانق فولكس فاغن أكثر من مجرد وجبة، بل رمز لاستمرارية أحد أعمدة الصناعة الألمانية. وبينما تعيد الشركة هيكلة أعمالها وتواجه سوقًا متقلبة، يظل كاري فورست وفياً لجذوره... في كل قضمة.
