احتفل بالعيد في هذه المناطق غير المألوفة واكتشف جواهرها الخفية
العيد مناسبة للفرح والاحتفال، كما أنه فرصة مثالية للسفر، وغالباً ما يتم قضاء العيد في وجهات تقليدية، ولكن ماذا عن تجارب غير تقليدية هذا العام؟
هناك العديد من الأماكن الفريدة التي يمكنها أن تضيف لمسة جديدة ومثيرة لـ عيد الفطر، بعيداً عن الوجهات المعتادة المزدحمة، وسواء كنت تبحث عن المغامرة أو استكشاف ثقافات جديدة أو مجرد الإسترخاء، فإن هذه الوجهات توفر لكم فرصة مثالية للانغماس بشكل كلي بثقافات مختلفة تحتفل بالعيد على طريقتها.
كيف تخطط لرحلة لا تُنسى في عيد الفطر؟
بطبيعة الحال كل شخص يفضل وجهات معينة تتناسب مع ذوقه وشخصيته والغاية من رحلته، ولكن بشكل عام فإن التخطيط لرحلة عيد فطر مميزة يحتاج الى التخطيط والاستعداد الجيد، ويمكنك ذلك من خلال:
- أولاً: التعامل مع الأساسيات:
تحديد الوجهة هو الخطوة الأهم التي ترتبط جميع تفاصيل الرحلة، مثل مدة الإجازة والميزانية، واختيار الوجهة يعتمد على ما تبحث عنه، سواء كانت وجهة عائلية، ذات طابع ثقافي أو مليئة بالمغامرات، بالإضافة إلى ذلك يلعب القرب الجغرافي، دوراً هاماً، خاصة أن إجازة عيد الفطر غالباً ما تكون قصيرة، لذلك يفضل اختيار وجهات قريبة لتوفير وقت السفر، ولكن في حال كانت الاجازة طويلة يمكن التفكير بمناطق أبعد، مع وضع وقت السفر بالحسبان، وبعد تحديد الوجهة والتواريخ المناسبة، يجب وضع الميزانية وتخصيص مبالغ للنقل، والاقامة، الطعام والأنشطة المختلفة.
- ثانياً: الحجز بشكل مسبق ومبكر:
عيد الفطر يعتبر موسم سفر مزدحم، لذلك من الضروري الحجز بشكل مسبق، لضمان الحصول على الخيارات المناسبة، ولتجنب المشكلات، وبعد الحجز خطط للنشاطات التي تنوي القيام بها، مع الحرص على تأمين المواصلات اللازمة، سواء من خلال درس خيارات التنقل العام أو إستئجار سيارة.
- ثالثاً: دمج تقاليد العيد:
عند اختيار الوجهة أو الفندق أو مكان الاقامة، احرص على تحديد موقع أقرب مسجد لأداء صلاة العيد، وفي حال كنت ترغب في أداء الصلاة في مسجد معين مشهور أو ذي أهمية خاصة، قم بترتيب جميع الأمور اللوجستية مسبقاً لضمان وصولك في الوقت المناسب، وبعد الصلاة تبدأ تقاليد فطور العيد وتقاليد اليوم الخاص هذا، والتي تختلف بين دولة وأخرى، فاستغل الفرصة للانغماس في هذه التجربة الثقافية المختلفة، واحرص على المشاركة بالنشاطات وتجربة الأطباق التقليدية.
- رابعاً: تخصيص وقت للتواصل مع العائلة:
خصص جزءاً من يوم العيد للتواصل مع أفراد العائلة، سواء عبر مكالمة هاتفية أو فيديو، ففي نهاية المطاف العائلة جزء أساسي من العيد، والسفر خلاله لا يعني بالضرورة تفويت فرصة مشاركتهم فرحته.
تجارب مميزة في وجهات لم تفكر بها من قبل
في السطور التالية نعرض بعض الوجهات التي عليك أن تفكر في تجربتها هذا العام، لعطلة عيد فطر مختلفة.
- زنجبار، تنزانيا Zanzibar ,Tanzania
"زنجبار"، الجزيرة الساحرة الواقعة في المحيط الهندي، تعد واحدة من الوجهات المميزة التي تناسب المسافر العربي، الباحث عن تجربة فريدة لقضاء عيد الفطر.
وتمتاز "زنجبار" بتقاليدها العريقة، التي تضفي طابعاً خاصاً على احتفالات العيد، حيث تستمر الفعاليات لمدة أربعة أيام مليئة بالفرح والبهجة، ويطلق على هذه الأيام محلياً اسم "سكوكو Sikukuu" بمعنى "أيام الاحتفال"، وهي تجمع بين الروحانية والاحتفالات الجماعية.
في مدينة "ستون تاون" التاريخية يبدأ العيد بأداء الصلاة في المساجد، وبعدها تنطلق المهرجانات والحفلات الموسيقية التقليدية والألعاب الشعبية، ومن أبرز المواقع التي تقام فيها احتفالات العيد، خصوصاً التجمعات الليلية التي تعد جزءاً من التقاليد، منطقة "منازي موجا" و"كارياكو".
وإلى جانب الأجواء الاحتفالية، تتميز المنطقة بعادات فريدة، مثل عروض الفنون القتالية، والمشي على العصي، وهي أنشطة ترفيهية تجذب الكبار والصغار.
بخارى، كازاخستان Bukhara ,Uzbekistan
"بخارى"، المدينة التاريخية الواقعة في قلب "أوزبكستان"، تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية، التي تجمع بين الروحانية والثقافة، إذ أنها المدنية التي ينسب إليها "الإمام البخاري"، ما يمنحها أهمية دينية كبرى لدى المسلمين.
خلال عيد الفطر تتحول المدينة إلى مركز احتفالي نابض بالحياة، والبداية طبعاً تكون بصلاة العيد، حيث يجتمع الأهالي بملابسهم الجديدة في المساجد، وسط أجواء روحانية مميزة، وبعدها يقوم الأهالي بزيارة القبور لتكريم أحبائهم.
بعد العادات الصباحية الخاصة بالعيد، يتم تحضير طبق "البلوف" التقليدي، الذي يعد رمز الكرم والضيافة الأوزبكية، حيث يتم تبادله بين الجيران والأقارب، وبالإضافة إلى هذا الطبق، يمكن الاستمتاع بأطباق العيد الشهية مثل "السومسا"، وهو طبق الفطائر المحشوة باللحم أو الخضراوات و"الشاشليك"، وهو عبارة عن قطع لحم مشوية على أسياخ تشبه الكباب.
تتميز بخارى أيضاً بعروضها الثقافية والفنية، التي تقام في مواقع تاريخية مثل "قلعة آرك" وميادين المدينة القديمة، كما تعرض الحرف اليدوية وتقام الحفلات الموسيقى والرقصات الشعبية.
اقرأ أيضًا: سحر تروبيا الإيطالية: شواطئ خلابة وتجارب أصيلة على "ساحل الآلهة"
جزر القمر Comoro Islands
واحدة من الوجهات المثالية للمسافر الباحث عن تجربة مختلفة مميزة، فيها بعض من كل الأشياء التي يبحث عنها: التراث الإسلامي، التقاليد الإفريقية، العادات العربية، والإحتفالات الفريدة من نوعها وسط طبيعة خلابة.
في يوم العيد يتوجه السكان هنا إلى المساجد لأداء صلاة العيد، وهم يرددون التكبير وسط أجواء روحانية فريدة من نوعها.
بعد الصلاة تبدأ الاحتفالات التقليدية، والتي هي إجتماعية بجوهرها، حيث يجتمع الأهالي في المنازل والساحات العامة، بينما تنصرف النساء إلى تحضير موائد العيد التقليدية، حيث الأطباق المتنوعة، التي تعكس كرم الضيافة القمري، ومن الأطباق التي قد تروق للمسافر العربي "الثريد" و"نتوفي يا نازي"، وهو طبق مميز من السمك المطهو مع الموز وصلصة جوز الهند.
ولجزر القمر عاداتها الخاصة بها، والتي تميز الاحتفالات هنا، ولعل أبرزها لعبة المصارعة الحرة، التي تعتبر جزءاً أساسياً من الفعاليات، التي تبدأ في اليوم الأول وتستمر على مدار ثلاثة أيام، حيث يتنافس المصارعون في مختلف المناطق والجزر للحصول على اللقب.
كما يتم تنظيم سباق للقوارب التقليدية، حيث يتنافس الشباب في عرض مهاراتهم وسط أجواء احتفالية مبهجة، بالإضافة إلى ذلك تقام فعاليات ثقافية وموسيقية، حتى يتم تأدية الرقصات الشعبية وسط أجواء احتفالية مميزة.
موستار، البوسنة والهرسك Mostar، Bosnia and Herzegovina
وجهة تجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الإسلامي، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للمسافر الباحث عن تجربة فريدة، وتتميز المدينة بجسرها الشهير "ستاري موست"، الذي بني بأمر من "السلطان سليمان القانوني"، وصممه المعماري "خير الدين باشا"، والذي يعد تحفة معمارية تعكس التأثير العثماني الذي شكل هوية المدينة على مدى أربعة قرون، وبالإضافة إلى الجسر تضم المدينة العديد من المساجد، التي تحمل الطابع العثماني مثل مسجد "كوسكي محمد باشا”.
يبدأ العيد بالصلاة، ثم يتبادل الأقارب والأصدقاء التهاني، ويتناولون الحلويات التقليدية مثل "البقلاوة" و"البوريك".
ومن التقاليد الخاصة بالمدينة، القفز من جسر "ستاري كوست" إلى نهر "نيريتفا"، وهو تقليد يعود لمئات السنين، ويرمز إلى الشجاعة.
كما تقام المهرجانات الموسيقية الشعبية، التي تتخللها الرقصات التقليدية، وسط أجواء احتفالية نابضة بالحياة.
وللمسافر العربي، توفر "موستار" فرصة لاستكشاف الأسواق والبارزات في المدينة القديمة، حيث تعرض الحرف اليدوية والمجوهرات التقليدية التي تعكس التراث العثماني، وبالإضافة إلى ذلك يمكن الاستمتاع بالطبيعة الخلابة للمدينة.
