إنجاز علمي يكشف "كنزًا من الذهب" في تطوير المضادات الحيوية

في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن فريق من الباحثين من كشف جانب غير معروف من جهاز المناعة، وصفه الخبراء بأنه "كنز من الذهب" في مجال تطوير المضادات الحيوية.
الاكتشاف الذي نشر في مجلة "نيتشر" المرموقة، يسلط الضوء على آلية خفية داخل الجسم تمكنه من إنتاج مركبات طبيعية قادرة على القضاء على البكتيريا، ما قد يفتح الباب أمام ابتكار علاجات جديدة لمقاومة العدوى.
تحول غير متوقع داخل البروتيازوم
ويرتكز هذا الاكتشاف على الدور غير التقليدي للبروتيازوم، وهو هيكل دقيق يوجد في جميع خلايا الجسم، ويعرف بوظيفته الأساسية في تفكيك البروتينات القديمة وإعادة تدويرها، إلا أن الدراسة كشفت عن "وضع سري" داخل هذا النظام الحيوي، يجعله يتحول عند رصد عدوى بكتيرية، ليعيد تشكيل بنيته ويحول البروتينات القديمة إلى مركبات تستهدف الغلاف الخارجي للبكتيريا وتقضي عليها بفعالية.
إمكانية ثورية في مكافحة العدوى
وعلق أحد الباحثين المشاركين في الدراسة على الاكتشاف قائلاً: "لقد كشفنا آلية جديدة تمامًا للدفاع المناعي ضد الالتهابات البكتيرية"، مشيرًا إلى أن هذه الاستجابة الطبيعية قد تمهد الطريق أمام إنتاج جيل جديد من المضادات الحيوية من داخل خلايا الجسم نفسها، دون الحاجة إلى العلاجات التقليدية التي تواجه تحديات مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
من جانبه، وصف دانيال ديفيس، اختصاصي المناعة في إمبريال كوليدج لندن، هذا الاكتشاف بأنه "مثير للغاية"، لكونه يكشف عن عملية غير معروفة سابقًا تنتج جزيئات مضادة للميكروبات داخل الجسم نفسه.
ولكنه شدد في الوقت ذاته على أن تحويل هذا الاكتشاف إلى علاجات طبية فعالة لا يزال يتطلب مزيدًا من الأبحاث والتجارب لضمان فعاليته وسلامته قبل اعتماده كوسيلة علاجية جديدة.
نقلة نوعية في أبحاث المناعة والمضادات الحيوية
ويمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أعمق لآليات المناعة الطبيعية في الجسم، وقد يكون حجر الأساس لتطوير استراتيجيات جديدة في مكافحة العدوى البكتيرية.
وبينما يستمر العلماء في دراسة إمكانات هذا النظام الدفاعي الفريد، تبقى الآمال معقودة على أن يسهم هذا التقدم في إيجاد حلول مبتكرة لمشكلة مقاومة المضادات الحيوية، والتي تعد أحد أكبر التحديات الصحية في العصر الحديث.