دراسة حديثة: النشاط البدني قد يطيل عمر مرضى سرطان القولون
كشفت دراسة جديدة أن ممارسة النشاط البدني بانتظام قد تساعد مرضى سرطان القولون على العيش لفترة أطول، وفقًا لبحث نشر في "مجلة السرطان" التابعة لجمعية السرطان الأمريكية.
وقال الدكتور "جاستن براون"، أستاذ مساعد ومدير برنامج استقلاب السرطان بـ"مركز بنينجتون لأبحاث الطب الحيوي" في "جامعة ولاية لويزيانا"، إن معدلات البقاء على قيد الحياة بعد تشخيص السرطان لا تزال أقصر، مقارنة بغير المصابين، لكن الدراسة تشير إلى أن النشاط البدني قد يسهم في تقليل هذا الفارق.
وأكدت "كيث دياز"، الأستاذة المساعدة في الطب السلوكي بـ"جامعة كولومبيا"، أن الأبحاث السابقة أظهرت دور التمارين الرياضية في تحسين فرص البقاء، إلا أن القليل منها تناول إمكانية استعادة المرضى لمعدلات النجاة المماثلة للأصحاء.
وأضافت أن النشاط البدني يعزز صحة القلب والعقل والأمعاء، مما يساهم في تحسين فرص البقاء على المدى الطويل.
وأوضحت "دياز" أن ممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابيًا على الخلايا السرطانية، حيث تقلل الالتهابات ومستويات الإنسولين، التي تعزز نمو السرطان، كما تعمل على تحسين كفاءة جهاز المناعة في محاربة الخلايا السرطانية.
اقرأ أيضًا: اختبار جديد يرصد سرطان القولون بدقة 83%
استند البحث الأخير إلى استطلاع شمل نحو 3000 مريض بسرطان القولون، حيث تمت متابعة مستويات نشاطهم البدني أثناء العلاج الكيميائي وبعده، وأظهرت النتائج أن المرضى الذين مارسوا الرياضة بانتظام عاشوا لفترة أطول، كما شهدوا انخفاضًا في خطر عودة المرض.
وأشار "براون" إلى أن المشي السريع لمدة خمس إلى ست ساعات أسبوعيًا، كان له تأثير إيجابي ملحوظ، وأن زيادة مدة وشدة التمارين تعزز الفوائد الصحية، فيما لفتت "دياز" إلى أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتحديد النوع الأمثل من النشاط البدني وشدته لتحقيق أفضل نتائج.
وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى فوائد الرياضة في الوقاية من السرطان، حيث وجد بعضها أن ممارسة التمارين القوية لمدة دقيقة أو دقيقتين يوميًا قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، فيما تحدثت أخرى أن 11 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي يوميًا، مثل الركض أو ركوب الدراجات، قد تساهم في تقليل خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السرطان.
وفي ظل التوقعات بأن يصبح سرطان القولون والمستقيم السبب الرئيسي لوفيات السرطان في الولايات المتحدة بحلول عام 2030 بين البالغين الأصغر سنًا، تقدم هذه النتائج أملاً جديدًا للمرضى، حيث تتيح لهم إمكانية تحسين فرص البقاء من خلال تبني أسلوب حياة نشط.
