كيف كان رمضان في الرياض قبل 100 عام؟ (فيديوجراف)
في عام 1928، وثّق كاتب في صحيفة "أم القرى" مشاهد رمضان في الرياض، حيث كان الشهر الفضيل يُستقبل بروحانية غامرة، كانت المدافع تُطلق إعلانًا لحلول رمضان، فتزدحم المساجد بالمصلين من الفجر حتى العشاء، في مشهد يعكس حب أهل الرياض للعبادة.
عند الصباح، ينطلق التجار والعمال إلى أعمالهم، لكن مع اقتراب الظهر تخلو الأسواق تمامًا، حيث يتجه الجميع إلى المساجد للصلاة، وعند العصر، تمتلئ المساجد مرة أخرى، فلا يُغادرها المصلون حتى يحين موعد الإفطار.
كان الإفطار بسيطًا، يبدأ بالتمر ثم أداء صلاة المغرب، قبل العودة للمنزل لتناول الطعام. بعد العشاء، كانت التراويح تجمع الناس في خشوع، حيث يبقى الكثيرون حتى الفجر يتلون القرآن.
اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على إنتاجيتك خلال العمل من المنزل في رمضان؟
أما في العشر الأواخر، فكان الاعتكاف هو السمة الأبرز؛ ينعزل البعض في المساجد حتى العيد، فيما يقضي الآخرون معظم أوقاتهم في الصلاة والدعاء، كان الخشوع والتقوى يُهيمنان على الأجواء، وكان الناس ينصرفون عن ملذات الدنيا طلبًا لرضا الله.
لم تقتصر روحانية رمضان على الصلاة، بل امتدت إلى الصدقات، حيث كان أهل الرياض يسارعون إلى إطعام الفقراء، ودعم المحتاجين بالمال والطعام، عند قصر الملك عبدالعزيز آل سعود، كانت الموائد تمتد لاستقبال آلاف المحتاجين، في كرمٍ يعكس القيم الأصيلة للمجتمع السعودي.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنك مضاعفة تركيزك أثناء العمل من المنزل في رمضان؟
كان رمضان في الرياض قبل 100 عام ليس مجرد شهر عبادة، بل أسلوب حياة يُجسد التكافل، والمحبة، والإخلاص في الطاعات، حيث عاش أهل الرياض أجواءً رمضانية روحانية فريدة، لا تزال ذكرياتها تحكي عن زمنٍ كان فيه الإيمان حاضرًا في كل تفاصيل الحياة.
