دراسة تكشف الحقيقة: هل "الوضع الداكن" في الهواتف يوفر الطاقة فعلاً؟
يعد "الوضع الداكن" أو "الوضع الليلي" في الهواتف من الميزات الشائعة التي يعتمد عليها كثيرون لتقليل إجهاد العين وتحسين كفاءة استهلاك طاقة البطارية، إلا أن دراسة حديثة كشفت أن فاعليته قد لا تكون كما يعتقد.
ويعتمد "الوضع الداكن" على استخدام خلفيات سوداء أو داكنة مع نصوص فاتحة، مما يقلل من سطوع الشاشة بشكل عام، وأصبح هذا الوضع متاحًا على نطاق واسع في أنظمة التشغيل مثل iOS وأندرويد، إضافة إلى العديد من التطبيقات ومنصات التواصل الاجتماعي، وفقًا لصحيفة مترو.
توفير الطاقة مشروط بنوع الشاشة
ويرتبط تأثير "الوضع الداكن" في توفير الطاقة بنوع الشاشة المستخدمة في الهاتف، فالأجهزة المزودة بشاشات OLED تعمل عبر إضاءة كل بكسل بشكل فردي، ما يعني أن عرض الألوان الفاتحة يستهلك طاقة أكبر، لأن جميع البكسلات تكون نشطة، بينما تستهلك الألوان الداكنة طاقة أقل.
ومع ذلك لا ينطبق هذا الأمر بالكفاءة نفسها على الشاشات التقليدية مثل LCD، التي تعتمد على إضاءة خلفية ثابتة لا تتأثر بلون العرض.
"تأثير ارتدادي" قد يؤدي إلى استهلاك أكبر للطاقة
وأظهرت الدراسة، التي أجرتها شبكة BBC، أن 80% من مستخدمي الهواتف يزيدون من سطوع الشاشة عند تفعيل "الوضع الداكن" لتعويض قلة الإضاءة، وهو ما يخلق ما يعرف بـ"التأثير الارتدادي"، حيث يؤدي هذا السلوك إلى استهلاك طاقة أكبر مما لو كان الهاتف في "الوضع الفاتح".
اقرأ أيضًا: بعد تحديث "iOS 18.2".. كيف يمكن حل مشكلة استنزاف البطارية في هواتف آيفون؟
وبدلاً من الاعتماد على "الوضع الداكن" كوسيلة رئيسة لتوفير الطاقة، ينصح الباحثون بتقليل سطوع الشاشة إلى أدنى مستوى مريح للمستخدم، باعتباره أكثر فاعلية في تقليل استهلاك البطارية.
فوائد محدودة وتأثير متباين على العين
ويروج لـ"الوضع الداكن" باعتباره وسيلة لتقليل إجهاد العين عبر تقليل انبعاث الضوء الأزرق، الذي يؤثر على إنتاج الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، ومع ذلك يؤكد الخبراء أن الأبحاث العلمية حول هذه الفوائد لا تزال محدودة، وأن تأثير "الوضع الداكن" على صحة العين قد يكون متباينًا تبعًا لظروف الإضاءة المحيطة.
وعلى الرغم من أن هذا الوضع قد يكون مريحًا في البيئات المظلمة، إلا أنه قد يزيد من إجهاد العين عند استخدام الهاتف في أماكن مضاءة جيدًا، حيث يضطر المستخدم إلى التركيز أكثر لتمييز النصوص الفاتحة على الخلفية الداكنة.
التوازن هو الحل
وفي ظل هذه النتائج، ينصح الخبراء المستخدمين بتبني نهج متوازن في استخدام "الوضع الداكن"، بحيث لا يكون الحل الوحيد لتقليل إجهاد العين أو توفير الطاقة.
ومن بين التوصيات الفعالة: تقليل سطوع الشاشة إلى أدنى مستوى مريح بدلاً من الاعتماد فقط على "الوضع الداكن"، بالإضافة إلى أخذ فترات راحة منتظمة من استخدام الشاشات لتجنب الإرهاق البصري.
كما يجب مراعاة الإضاءة المحيطة عند استخدام "الوضع الداكن"، بحيث يتم تفعيله في البيئات منخفضة الإضاءة فقط.
