الأشد طاقة على الإطلاق.. اكتشاف "جسيم شبحي" عابر للمجرات
أعلن فريق دولي من العلماء عن اكتشاف "جسيم شبحي" يعرف بالنيوترينو، يعد الأشد طاقة على الإطلاق، باستخدام شبكة ضخمة من أجهزة الاستشعار يجري تركيبها في قاع البحر الأبيض المتوسط.
ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة "Nature"، بلغت طاقة هذا الجسيم، الذي أطلق عليه اسم "KM3-230213A"، نحو 220 مليون مليار إلكترون فولت، ما يجعله أقوى بحوالي 30 ألف مرة مقارنة بما يمكن لمصادم الهدرونات الكبير "CERN" تحقيقه.
خصائص فريدة للنيوترينو المكتشف
ويتميز النيوترينو بأنه عديم الكتلة تقريبًا وقادر على المرور عبر المادة دون تغيير، ما يجعله يلقب بـ"الجسيم الشبحي".
وقد صرحت الباحثة روزا كونيجليوني، المتحدثة باسم مشروع "KM3NeT"، بأن هذا الاكتشاف يتيح للعلماء تتبع الظواهر الكونية الأكثر نشاطًا واستكشاف المناطق الأبعد في الكون.
اقرأ أيضًا: رصد موجات كونية غامضة تشبه أصوات الطيور في الفضاء
واكتشف النيوترينو في 13 فبراير 2023، عندما أضاء أحد أجهزة الكشف المثبتة في قاع البحر، حيث تعمل شبكة "KM3NeT"، التي بدأ تركيبها عام 2015، على مراقبة النيوترينوات عبر أجهزة استشعار رقمية تلتقط الضوء الأزرق الناتج عن تفاعل هذه الجسيمات مع الماء.
مصدر غامض خارج مجرة درب التبانة
ورغم أن مصدر النيوترينو لم يحدد بدقة، يرجح العلماء أن يكون قد نشأ خارج مجرة درب التبانة بسبب حدث كوني شديد مثل انفجار أشعة غاما أو تفاعل الأشعة الكونية مع إشعاع الخلفية الكونية.
وأشار الدكتور براد جيبسون، أحد مؤلفي الدراسة، إلى أن طاقة هذا الجسيم تعادل الطاقة الناتجة عن انشطار مليار ذرة يورانيوم.
ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يكشف عن منشأ الأشعة الكونية عالية الطاقة، التي تعد من أقوى الجسيمات في الكون وتصل الأرض من الفضاء السحيق، كما حدد فريق الدراسة 12 نجمًا متوهجًا قد تكون مسؤولة عن تكوين هذا النيوترينو فائق الطاقة.
أهمية الاكتشاف لفهم الكون
وأكد العلماء أن دراسة هذه الجسيمات توفر أدلة جديدة لفهم كيفية تشكل النيوترينوات وانتقالها عبر الكون، مما يفتح آفاقًا لاستكشاف بيئات كونية متطرفة مثل الثقوب السوداء وانفجارات أشعة غاما.
كما يعزز هذا الاكتشاف قدرة العلماء على تتبع مصادر الأشعة الكونية الغامضة، التي طالما حيرت الأوساط العلمية لعقود.
