"ألفابيت" تضاعف استثماراتها للمنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي
في خطوة تؤكد التزامها بتعزيز ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة ألفابيت، الشركة الأم لجوجل، عن زيادة كبيرة في إنفاقها الرأسمالي لعام 2025، ليصل إلى 75 مليار دولار، بزيادة تقدر بنسبة 42% مقارنة بالعام الماضي.
تأتي هذه الزيادة الكبيرة وسط تحديات شديدة من شركات ناشئة مثل "ديب سيك" الصينية، التي تثير قلق الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا.
المنافسة القوية من "ديب سيك"
وشهدت أسهم شركة "إنفيديا" الأسبوع الماضي تراجعًا ملحوظًا بسبب المخاوف من أن نماذج الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة التي تطورها شركة "ديب سيك" قد تؤثر سلبًا على الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية لمراكز البيانات، مما يهدد استثمارات الشركات الكبرى مثل "إنفيديا".
ألفابيت لا تتراجع
وعلى الرغم من هذه المخاوف، لم تتراجع "ألفابيت" عن خططها الطموح، وفي حديثه عن المنافسة، وصف رئيسها التنفيذي، سوندار بيتشاي، عمل "ديب سيك" بأنه "هائل"، مشيرًا إلى أن بعض نماذج "جمني" التابعة لشركة "ألفابيت" تتمتع بكفاءة مشابهة، وفقًا لتقرير نشره موقع "تك كرانش".
اقرأ أيضًا: غوغل تطلق نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini 2.0 Flash مع مزايا جديدة
وأكد بيتشاي في تصريحاته أن "ألفابيت" تراهن على انخفاض تكلفة الذكاء الاصطناعي مع مرور الوقت، ما يعزز إقبال المستخدمين على خدماتها بدلاً من أن يهدد نموذج أعمالها.
رؤية طويلة المدى واهتمام متزايد
وأضاف بيتشاي: "نحن متحمسون بشدة لفرص الذكاء الاصطناعي، لأننا نعلم أن تكلفة استخدامه ستواصل الانخفاض، ما يفتح المجال لحالات استخدام جديدة وغير مسبوقة، ولهذا السبب نستثمر بقوة لنكون في طليعة هذا التحول".
ولم تكن "ألفابيت" وحدها في هذا السباق المحموم، ففي تصريحاته الأخيرة، أكد مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أن شركته ستواصل ضخ استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي، حيث تعهد بإنفاق "مئات المليارات" من الدولارات على المدى الطويل، رغم الضجة التي أثارتها "ديب سيك".
وهذا التوجه يؤكد أن العملاقين التقنيين ماضون قدمًا في خططهم لتطوير الذكاء الاصطناعي، رغم التحديات المتزايدة.
هل سيتباطأ السباق؟
وفي الوقت الحالي، تمتلك شركات التكنولوجيا الكبرى القدرة المالية على تحمل التكاليف الباهظة لمواصلة تطوير الذكاء الاصطناعي، ولكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو: هل سيشهد هذا السباق تباطؤًا في المستقبل؟ الإجابة على هذا السؤال ما زالت غير واضحة، لكن ما هو مؤكد أن عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا في معركة الذكاء الاصطناعي العالمية.
وتعد المنافسة المحتدمة بين الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي مؤشرًا قويًا على أن هذا المجال سيظل في طليعة الابتكارات التكنولوجية، ما يجعل من الصعب التنبؤ بتوجهات المستقبل، لكنه بالتأكيد سيتطلب مزيدًا من الاستثمارات والابتكار لضمان النجاح والريادة في هذا القطاع الحيوي.
