الذكاء الاصطناعي يُخمّن رغباتك ويبيعها في السوق! (فيديوجراف)

حذَّر باحثون من "جامعة كامبريدج" البريطانية من ظهور عصر جديد يُعرف باسم "اقتصاد النوايا"، حيث يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي التنبؤ بنيات الأفراد، وبيعها للشركات قبل أن يدركوا قراراتهم بأنفسهم!
واعتبر الباحثون أن هذا التطور قد يُحدِث تغييراً جذرياً في أساليب التسويق والتجارة، لكنه يحمل في طياته مخاطر اجتماعية تتعلق بالشفافية، والخصوصية، والاستقلالية الفردية. ونُشرت هذه النتائج في دورية "Harvard Data Science Review".
وأوضحت الدراسة أن المستقبل القريب قد يشهد تطور أدوات ذكاء اصطناعي، قادرة على التنبؤ بالقرارات البشرية في مراحل مبكرة، والتأثير عليها بفعالية، ومن ثم بيع هذه "النوايا" للشركات، التي يمكنها الاستجابة لهذه الاحتياجات فوراً، ويُعتبر هذا التطور خطوة كبيرة نحو تغيير الطريقة التي تُدار بها الحياة الرقمية والاقتصاد العالمي.
وأشار الباحثون إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل نماذج اللغة الكبيرة والمساعدين الافتراضيين، تمكّن من تتبع الأنماط النفسية والسلوكية للأفراد، من خلال تحليل الحوارات والبيانات، وتستطيع هذه التقنيات التنبؤ باحتياجات المستخدمين، وحتى التأثير على خياراتهم بما يخدم أهدافاً تجارية أو سياسية، وغالباً دون إدراك المستخدم لهذه العملية.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي يتصدر.. قائمة أسرع الوظائف نموًّا لعام 2025
وأكدت الدراسة أن هذا الاتجاه يمثل تحولاً من بيع "الانتباه" إلى بيع "النوايا"، فيما تعتمد هذه التقنيات على تحليل سلوكيات الأفراد، بما في ذلك أسلوب الحديث والتفضيلات الشخصية والتوجهات السياسية، لتوجيه مقترحات تخدم أهدافاً محددة، مثل حجز الخدمات أو التأثير على مواقف سياسية.
وأشار الباحثون إلى أن كبرى شركات التكنولوجيا تبنّت هذا الاتجاه، وعلى سبيل المثال، تعمل شركة "أوبن إيه آي" على تطوير أنظمة تعتمد على بيانات تعكس النوايا البشرية.
كذلك، أطلقت "أبل" أطر عمل تُمكّن تطبيقاتها من توقّع تصرفات المستخدمين المستقبلية، فيما أعلنت "إنفيديا" عن استخدام نماذج لغوية لفهم النوايا البشرية. أما "ميتا" فقد قدَّمت أبحاثاً بعنوان "Intentonomy" لفهم النوايا بشكل أعمق.
اقرأ أيضًا:الكشف عن سيارات تخييم فاخرة تتباهي بحلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي (فيديو)
من جانبه، قال الدكتور "يعقوب شودري"، الباحث الزائر في مركز "ليفرهولم" لمستقبل الذكاء بـ"جامعة كامبريدج": "هناك جهود ضخمة تُبذل لدمج مساعدي الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، مما يثير تساؤلات حول أهداف هذه التقنيات ومصالحها"، وأضاف أن "ما يُقال في المحادثات وكيف يُقال أهم بكثير من مجرد سجلات التفاعلات الرقمية، حيث يتم تطوير أدوات لجمع النوايا البشرية واستغلالها".
ويرى الباحثون أن "اقتصاد النوايا" قد يهدد أسس الديمقراطية، مثل الانتخابات الحرة والصحافة المستقلة والمنافسة العادلة، إذا لم تُفرض عليه ضوابط صارمة، لذلك، دعوا إلى ضرورة تنظيم هذه التقنيات للحد من تأثيراتها السلبية وحماية الحقوق الفردية.