ما معنى كلمة "جوجل"؟ ولماذا سُميت بهذا الاسم؟

من المعروف عن "لاري بيج" و"سيرجي برين"، مؤسسي شركة "جوجل Google"، أنهما يحبان التلاعب بالألفاظ، كما يحبان تسمية الأشياء بالكلمات التي تحمل أكثر من دلالة أو معنى، ولعل هذا يبرز في الأسماء التي يختارها المؤسسان، فعادةً ما تكون غريبة ومثيرة للاهتمام، على سبيل المثال "Alphabet"، الشركة الأم لجوجل؛ سُميت هكذا لأن كلمة "ألفابت Alphabet" تُشير إلى حروف اللغة، واللغة هي واحدة من أهم الابتكارات البشرية، وهي جوهر طريقة فهرسة البحث في "جوجل"، فيما يشير مقطع "Alpha" إلى عائد الاستثمار فوق المعيار (أي أعلى من المتوقع)، وهذا ما تبحث عنه الشركة.

هكذا فسّر "لاري بيج" السبب وراء تسمية شركة "Alphabet"، لكن ماذا عن "جوجل Google"؟ إلامَ يُشير هذا الاسم؟ وهل هناك سببٌ وجيه وراء اختياره أم أن هذا الاختيار لمجرد الإتيان باسم غريب؟!

تاريخ تأسيس جوجل

من غير المنطقي أن نعرف معنى كلمة "جوجل"، دون أن نعي شيئًا عن تاريخ تأسيس الشركة، لذلك دعونا نسرد الأمر سريعًا.

خلال منتصف التسعينيات، التقى خريجا الدكتوراه في علوم الحاسوب "سيرجي برين" و"لاري بيج" لأول مرة في "جامعة ستانفورد". هناك، تعاون الثنائي لتطوير محرك بحث جديد للإنترنت أطلق عليه "Backrub"، بالعربية "تدليك الظهر!". ولحسن الحظ فإن هذا الاسم تغير لاحقًا، ليصبح "جوجل Google" الذي نعرفه جميعًا، ويتم تجربته على موقع "جامعة ستانفورد" العريقة في عام 1996.

في عام 1997، سجّل "برين" و"بيج" اسم النطاق "الدومين Google.com"، لإطلاق المحرك البحثي الجديد في كل العالم، وبالفعل، سرعان ما أصبح "جوجل" أداة شائعة الاستخدام، تُستخدم للعثور على صفحات الويب. 

"جوجل" لم يكن المحرك البحثي الوحيد الموجود على الساحة، لكنه تميز عن كل البدائل بفضل خوارزمية "PageRank" الفريدة، التي رتّبت النتائج بناءً على أهميتها لدى بقية المستخدمين.

في ذلك الوقت، عرض "سيرجي برين" و"لاري بيج" خوارزميتهما الاستثنائية على محرك البحث "ياهو Yahoo"، الذي كان أشهر من "جوجل" بالمناسبة، مقابل مليون دولار، ولكن تم رفض العرض ليكون هذا القرار أحد أسوأ القرارات في تاريخ "ياهو"، الذي لن يصبح له وجود في المستقبل -تقريبًا- كما نعرف اليوم.

ولعل ما جعل "بيج" و"برين" يعرضان الخوارزمية على "ياهو" مقابل مليون دولار هو احتياجهما للمال، فتأسيس محرك البحث "جوجل" كان إنجازًا بالتأكيد، لكنه لم يكن كافيًا لتأسيس الشركة. 

وعلى الرغم من رفض "ياهو" للعرض، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا للعثور على مستثمر، حيث أُعجب مؤسس شركة "صن مايكروسستمز Sun Microsystems" بمحرك البحث فور رؤيته، فقدم لـ"برين" و"بيج" شيكًا بقيمة 100 ألف دولار لتأسيس شركة "Google Inc".

اقرأ أيضًا: ما مواصفات هواتف جوجل الذكية؟

وفي الرابع من سبتمبر 1998 تأسست الشركة رسميًا، واستطاعت أن تقوم بجولةِ تمويلٍ أخرى ناجحة، وكان من أبرز المستثمرين فيها "جيف بيزوس"؛ مؤسس شركة "أمازون Amazon".

أول مكتبٍ لشركة "جوجل" كان موجودًا في مرآب منزل "سوزان وجسيكي"، التي تولت منصب المدير التنفيذي ليوتيوب من عام 2014 حتى 2023، والبقية تاريخ كما يقولون! 

وبالمناسبة، يمكنك رؤية المكتب من الداخل بكل تفاصيله على خرائط جوجل من خلال هذا الرابط.

أهم المحطات في تاريخ جوجل

- عام 2000: إطلاق خدمة AdWords

بعد تأسيس الشركة بعامين تقريبًا، تم إطلاق خدمة الإعلانات AdWords، التي تحولت لاحقًا لأحد أكبر مصادر الدخل بالنسبة للشركة، حيث تُدر أكثر من 100 مليار دولار سنويًا.

- عام 2001: تعيين "إريك شميت" كأول رئيس تنفيذي

ترك الشريك المؤسس "لاري بيج" منصب الرئيس التنفيذي لـ"إريك شميت"، الذي يتمتع بخبرة كبيرة في الإدارة، وظل "شميت" في منصبه لمدة 10 أعوام، ليكون بذلك الأطول خدمةً في تاريخ الشركة، وجاء "بيج" خلفًا لـ"شميت" في عام 2011، ثم "ساندر بيتشاي" في 2015 حتى يومنا هذا.

- عام 2003: المقر الرئيس الجديد

انتقل المقر الرئيس لـ"جوجل" إلى "ماونتن فيو"، وأصبح يُسمى "جوجل بلكس Googleplex".

- عام 2006: الاستحواذ على "يوتيوب" وإطلاق تطبيقات الويب للإنتاجية

حاولت "جوجل" أن تُنشئ منصة خاصة للفيديوهات "Google Videos"، لكنها فشلت، ولهذا السبب استحوذت على "يوتيوب Youtube" في عام 2006، مقابل 1.65 مليار دولار. 

وفي العام نفسه، أطلقت الشركة خدماتها التي يعرفها الكثيرون اليوم مثل: "جوجل شيتس Google Sheets"، و"جوجل دوكس Google Docs"، و"جوجل سلايدز Google Slides"، وهذا كان بداية فكرة "الحوسبة السحابية Cloud Computing"، وبداية المنافسة المباشرة مع برامج "مايكروسوفت أوفيس Microsoft Office".

- عام 2008: إطلاق نظام "أندرويد"

اشترت جوجل شركة "أندرويد إنك Android Inc" في عام 2005، وفي عام 2008، تم إصدار أول هاتف "أندرويد"، ليصبح اليوم نظام التشغيل الأوسع انتشارًا في العالم، حيث بلغت حصته السوقية من 70-71% في 2023.

اقرأ أيضًا: للأندرويد والآيفون.. أفضل تطبيقات لإيجاد الهواتف الضائعة أو المسروقة

- عام 2008 إلى 2012: صعود "جوجل كروم"

على الرغم من شكوك "شميت"، أطلقت "جوجل" متصفحها الغني عن التعريف "جوجل كروم" في عام 2008، وأصبح المتصفح الأكثر استخدامًا منذ عام 2012 وحتى يومنا هذا، إذ بلغت حصته السوقية في العام الماضي 63.55%.

- عام 2009 إلى 2013: إطلاق نظام ChromeOS وأجهزة Chromebook

كشفت "جوجل" النقاب عن نظام التشغيل "كروم أو إس ChromeOS" في عام 2009، ليعمل على أجهزة اللابتوب الخاصة بعلامتي "أيسر Acer" و"سامسونج Samsung" وغيرهما، ثم في 2013، تم إطلاق جهاز "كروم بوك بيكسل Chromebook Pixel"، الذي كان من بين أول منتجات الأجهزة البارزة لـ"جوجل".

- عام 2016: أول هاتف "بيكسل"

توسعت "جوجل" ودخلت في مجال الهواتف الذكية، فأطلقت أول هاتف "بيكسل Pixel"، واليوم، يمتلك عدد كبير من المستخدمين هواتف "جوجل".

- عام 2023: إطلاق Gemini

كان لا بد على "جوجل" أن تحصل على نصيبها من سوق الذكاء الاصطناعي الضخم، فأطلقت نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها "جوجل جيميناي Google Gemini".

ما معنى جوجل؟

أما وقد تعرفنا على تاريخ تأسيس شركة "جوجل"، فقد حان الوقت لنتعرف على معنى كلمة "جوجل"، وسبب التسمية.

لنبدأ بالسبب...

سبب تسمية جوجل

بحلول عام 1997، رأى "لاري بيج"، الشريك المؤسس لـ"جوجل"، أن اسم "BuckRub" الذي ذكرناه لم يعد جيدًا بما فيه الكفاية، ليس لمعناه الغريب فقط، وإنما لأنه غير احترافي بالمرة. 

ووفقًا لـ"ديفيد كولر" عالم الحاسوب بـ"جامعة ستانفورد"، بدأ "لاري بيج" وزملاؤه في الجامعة يبتكرون ويفكرون في أسماء مختلفة لمحرك البحث الجديد.

كان الزملاء يريدون للاسم أن يُعبر عن كمية البيانات المهولة التي يخزنونها، والتي يستطيع هذا المحرك البحثي أن يجلبها، وينسب "كولر" الفضل في الإتيان باسم "جوجل" إلى طالب دراسات عليا بـ"جامعة ستانفورد" يدعى "شون أندرسون". 

حيث اقترح "شون" كلمة "جوجل بليكس" (التي أصبحت اسم المقر الرئيس فيما بعد)، خلال جلسة عصفٍ ذهني، ليرد عليه "لاري بيج" مُقترحًا كلمة "Googol" (نعم كانت بهذا الترتيب وليست Google)، لكن ماذا تعني الكلمة؟

كلمة "Googol" تُشير إلى الرقم 1 ويليه 100 صفر (10 مرفوعة للأس 100)، وعلى الجانب الآخر، تُشير كلمة "Googolplex" إلى الرقم 1 ويليه الرقم "Googol" من الأصفار (أي 10 مرفوعة للأس Googol). 

وعلى الرغم من أن اقتراح "شون أندرسون" كان أفضل من حيث التعبير عن طموح الشركة وكمية المعلومات التي تريد أن تخزنها، فإنهم استقروا على اقتراح "لاري"، لأنه كان أسهل وأقصر، وطبعًا تم تغيير الكلمة من "Googol" إلى "Google".