سحر الماضي وإبداع الحاضر اجتمعا في "طواف العُلا 2025"
اختتم طواف العُلا 2025 منافساته المثيرة يوم السبت، ليُسدل الستار على خمسة أيام من سباقات الدراجات الهوائية، التي سلّطت الضوء على روائع "العُلا" وتفاصيلها الاستثنائية أمام الجماهير المحلية والعالمية.
تُوّج النجم البريطاني "توم بيدكوك" بلقب متصدر التصنيف العام، في أول سباق له منذ انضمامه إلى فريق "كيو36.5" للدراجات.
وفيما يتعلق بالسرعة، أثبت البلجيكي "تيم ميرلير"، بطل أوروبا ونجم فريق "سودال كويك ستيب"، أنه الأفضل بلا منازع، وذلك باحتفاظه بلقب تصنيف النقاط، الذي توج به في نسخة 2024.
كنوز طواف العُلا
بالإضافة إلى كونه حدثاً رئيسياً ضمن الجولة الآسيوية للدراجات، التي تُقام تحت مظلة الاتحاد الدولي للدراجات، ومبادرةً ملهمة لتشجيع ممارسة ركوب الدراجات في المملكة العربية السعودية، يُعد طواف العُلا وسيلةً مثالية للتعريف بهذه المنطقة الاستثنائية على مستوى العالم.
اقرأ أيضًا بطولة كأس الفرسان للقدرة والتحمل 2025 تعود إلى العُلا

وبمسافة 764.4 كيلومتراً، استعرض "طواف العُلا 2025" كنوزاً متنوعة، بدءًا من المناظر الطبيعية الصحراوية الآسرة، مرورًا بالمعالم الأثرية التي تشهد على عراقة الحضارات، وصولًا لتلمس التقدم، وهو التنوع الفريد الذي يجعل من "العُلا" وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن تجربة تجمع بين الرياضة والثقافة والاستكشاف.
انطلقت المرحلة الأولى من "طواف العُلا 2025" من "محطة قطار المنشية التاريخية"، التي تعود إلى أوائل القرن العشرين، كجزء من خط سكة الحديد القديمة.
أما المرحلة الثانية، فبدأت من البلدة القديمة في "العُلا"، التي تأسست في القرن الثاني عشر كمركز حيوي على طريق الحج بين دمشق ومكة، وتشهد اليوم ازدهاراً سياحياً ملحوظاً، وقد اختتمت هذه المرحلة عند "بئر جيدة".
فيما انطلقت المرحلة الثالثة من "طواف العُلا 2025" من موقع "الحجر" الشهير، الذي يُعد جوهرة أثرية فريدة، وأول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية، وقد اختتمت المرحلة في "حصن تيماء القديم"، الذي يشهد على عراقة المنطقة.
أما المرحلة الرابعة، فكانت تحفة فنية بامتياز، حيث انطلقت من أمام "قاعة مرايا"، أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم، والذي يستضيف فعاليات فنية عالمية، وقد اختتمت المرحلة بمشهد يخطف الأنفاس من فوق "مطل حرة عويريض".
واختتم "طواف العُلا 2025" فعالياته بمرحلة خامسة مثيرة، انطلقت من "مضمار العُلا للهجن" في قلب الصحراء، حيث تنافس المتسابقون على مسافة 170 كيلومتراً، وسط مناظر طبيعية خلابة، وبينما احتفل "بيدكوك" بفوزه، كانت "العُلا" هي نجمة هذا الحدث، حيث أبهرت العالم بتراثها الغني وجمالها المبهر.
وتعليقاً على الحدث، قال "بيدكوك": "المناظر هنا رائعة حقاً، لم أسبق أن شاركت في سباق خارج أوروبا، وهذه التجربة الأولى كانت مذهلة، التضاريس متنوعة للغاية، بين التلال والمرتفعات والمنعطفات الحادة، وهذا يجعل السباق مغامرة حقيقية، الطبيعة الخلابة والجبال الشاهقة تزيد الإثارة وتجعل ركوب الدراجة تجربة لا تُنسى".
اقرأ أيضًا "العُلا" تعزز حضورها الرياضي العالمي في أول بطولة للقوارب الكهربائية السريعة

وبدوره قال "جان مارينو"، مدير سباق "طواف العُلا": " لم يكن طواف العُلا مجرد سباق، بل رحلة استكشافية ساحرة، وفي الوقت الذي تنافس فيه الدراجون عبر تضاريس العُلا الخلابة، كانوا بمثابة سفراء حقيقيين للمنطقة، أعينهم كانت تتجول باستمرار، تستمتع بكل زاوية من زوايا الطبيعة الخلابة، وكاميراتهم لم تتوقف عن توثيق اللحظات الساحرة، حتى بعد التحديات الصعبة، مثل صعود حرّة عويريض، كانت الابتسامات تعلو وجوههم وهم يستمتعون بالمناظر الخلابة، هذه اللقطات الرائعة ستنتشر حول العالم، لتُظهر للعالم جمال العُلا وتنوعها".
مدينة الدراجة العربية
رسخت "العُلا" مكانتها كوجهة رائدة للثقافة والتراث، حيث أصبحت وجهة لا مثيل لها لعشاق التاريخ والفنون والتجارب الأصيلة، ويجسد تقويم "لحظات العُلا" هذا التميز، من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات والمهرجانات، التي تحتفي بجمال المنطقة وسحرها الفريد.
واليوم تفتخر "العُلا" بكونها واحدة من أبرز وجهات ركوب الدراجات في الشرق الأوسط، ففي فبراير من العام الماضي، مُنحت جائزة "مدينة الدراجة العربية" من الاتحاد العربي للدراجات، تقديراً لبنيتها التحتية المتكاملة، ومناظرها الطبيعية الرائعة، وموقعها الاستراتيجي المميز، فضلاً عن قدرتها المثبتة على استضافة فعاليات ركوب الدراجات ذات المستوى العالمي.
وخلال الأشهر الاثني عشر الماضية، قامت "العُلا" بتوسيع مساراتها المخصصة لركوب الدراجات، والتي ارتفعت من 45 إلى 68 كيلومتراً، ما جعل استكشاف هذه المنطقة المذهلة بالدراجة أسهل وأيسر من أي وقت مضى للمقيمين والزوار على حد سواء، ويمثل هذا التوسع خطوة مذهلة ودليلاً واضحاً على التزام "العُلا" المتواصل بتعزيز الصحة والاستدامة.
وبالعودة إلى حديث "جان مارينو"، فقد أضاف: "عندما وصلنا إلى العُلا لأول مرة في عام 2022، لم تكن هناك أي مسارات مخصصة لركوب الدراجات، واليوم، تتجاوز المسارات والطرق المخصصة لركوب الدراجة 140 كيلومتراً، وهو تحسن مذهل يُبرز التطور الكبير الذي شهدته المنطقة، وعلى الرغم من أن رياضة ركوب الدراجات بالنسبة للمملكة العربية السعودية وللشعب السعودي ما زالت جديدة نسبياً، فإننا مع كل عام نلاحظ نموها وتطورها بشكل ملحوظ".
اقرأ أيضًا العداء "محمد الدخيل" لـ"الرجل": تحدي الذات والتكنولوجيا مكناني من النجاح في سباق "ب العُلا"

يُعد "طواف العُلا" جزءاً أساسياً من تقويم "لحظات العُلا 2024/25"، وجدول الفعاليات السنوي الذي صُمم لعرض والاحتفاء بتراث وتاريخ وثقافة المنطقة، كما يحتضن التقويم أيضاً مجموعة من الأحداث الرياضية المميزة، منها "بطولة ريتشارد ميل العُلا لبولو الصحراء"، التي اختتمت نسختها الخامسة الشهر الماضي، بحضور قياسي خلال عطلة نهاية الأسبوع، إضافةً إلى سباق "درب العُلا" و"كأس الفرسان" للقدرة والتحمل، الذي يُعد أحد أبرز فعاليات سباقات القدرة في عالم الفروسية.
