كيف تؤثر الصور النمطية للجمال على الرجال؟
أكد علماء النفس أن الصور المثالية للجمال التي تروجها وسائل الإعلام غالبًا ما تكون غير واقعية، فالوجوه والأجسام التي تظهر على الشاشات أو منصات التواصل الاجتماعي تعد نتاجًا لعوامل متعددة مثل الحظ الوراثي، والتدريبات الرياضية المكثفة، والنظم الغذائية الصارمة، وأحيانًا العقاقير المعززة للأداء.
ووفقًا لتقرير نشره موقع سايكولوجي توداي، يؤدي ذلك إلى شعور الكثيرين بعدم الرضا عن أجسادهم، خاصة مع تفاقم مشكلات السمنة الناتجة عن التغيرات في أسلوب الحياة والنظام الغذائي الحديث، في حين أن المفارقة تكمن في أن الناس أصبحوا أكثر بدانة مقارنة بالماضي، لكنهم يطالبون بأن يكونوا أكثر نحافة من أي وقت مضى.
تأثير الصور النمطية على النساء والرجال
ولطالما تناولت الأبحاث التأثيرات الضارة للصور النمطية للجمال على النساء، حيث تعاني الكثيرات من مشكلات تتعلق بصورة أجسادهن نتيجة التباين بين الواقع والنموذج المثالي الذي تروجه وسائل الإعلام.
ومع ذلك، أشارت دراسة حديثة نشرها عالم النفس الكندي شون ديفين وزملاؤه في مجلة علم نفس الرجال والذكورة إلى أن الرجال أيضًا يتعرضون لضغوط مشابهة، فالصور النمطية للمثالية الجسدية الذكورية تسبب لهم شعورًا بعدم الرضا عن أجسادهم، لكن التركيز لديهم يختلف، إذ يعنى الرجال بشكل أكبر بالعضلات مقارنة بالوزن.
نتائج الدراسة النفسية
وفي تجربة شملت 164 شابًا، طلب الباحثون من المشاركين تقييم رسومات خطية تمثل أشكالاً مختلفة من اللياقة البدنية، حيث أظهرت الدراسة أن الرجال كانوا أكثر حساسية تجاه العضلات مقارنة بالوزن، حيث مالوا إلى إعادة تقييم أجسادهم لتتناسب مع الصور المثالية المعروضة.
اقرأ أيضًا: دراسة: اتباع الأنظمة الغذائية الصحية يحمي كوكب الأرض
وفي تجربة أخرى، لاحظ الباحثون أن زيادة عرض الصور للرجال ذوي العضلات البارزة دفعت المشاركين إلى تصنيف الأجسام العضلية بدرجة أقل على أنها غير عضلية.
وخلصت الدراسة إلى أن الرجال، مثل النساء، يتأثرون بشكل كبير بمعايير الجمال التي تروجها وسائل الإعلام، ولكن بشكل يركز على إشارات القوة مثل الأكتاف العريضة والخصر الضيق.
سبل مواجهة الضغط المجتمعي
وأشارت الدراسة إلى أن التعرض المستمر للصور النمطية عبر وسائل الإعلام قد يؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في الطريقة التي يدرك بها الناس أجسادهم، وللحد من هذه التأثيرات، ينصح الخبراء بضرورة تذكير الذات بأن ما يعرض على الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي ليس واقعيًا.
ويمكن أيضًا الاستفادة من التفاعل اليومي مع الأشخاص في الحياة الواقعية كأساس لتحديد معايير الجمال بشكل أكثر واقعية ومنطقية، حي تبني هذه الرؤية قد يساعد في تعزيز الثقة بالنفس وتقليل التوقعات غير الواقعية المتعلقة بالجمال.
وتبرز هذه الدراسة أهمية الوعي بتأثير وسائل الإعلام على تصوراتنا ومعاييرنا الجمالية، ورغم صعوبة مقاومة هذه الصور النمطية، فإن الحفاظ على نظرة متوازنة وواقعية يمكن أن يساعد الأفراد على تحسين علاقتهم بأجسادهم والابتعاد عن الضغوط النفسية الناتجة عن محاولة تحقيق معايير جمال غير واقعية.
