"جرب فقط كي تستمتع".. 5 ألعاب فيديو بقصص عظيمة

عندما يريد معظمنا أن يستمتع بعملٍ فني ذي قصة جيدة، فإن أول الخيارات المطروحة تكون الأفلام أو المسلسلات، ومن ثم الروايات بدرجة أقل، ولكن من الصعب أن تجد أحدهم يتجه مباشرةً لألعاب الفيديو رُغم ما تقدمه من قصصٍ غير اعتيادية.

متعة الألعاب المحضة لا تكمن بأسلوب اللعب أو "الجيم بلاي" فحسب، وإنما بالقصص التي تقدمها أيضًا، والتي يتفوق بعضها على أعظم قصص الأعمال الفنية المعتادة. 

عندما كنت صغيرًا لم أكن أعي هذه الحقيقة، وكنت كثيرًا ما أصاب بالملل عندما ألعب لعبة ما، وأضطر إلى انتظار مشهد سينمائي يُفرَض عليّ حتى ينتهي، ولكن مع الوقت، أعطيت نفسي فرصةً ووجدت أنني قد فوت على نفسي كنزًا قصصيًا لا يُقدر بثمن.

من هذا المنطلق نود أن نشارككم 5 ألعاب فيديو ذات قصص أقل ما يُقال عنها أنها مبهرة، وسواء أكنت محبًّا لألعاب الفيديو أم لا، فنعدك أنك ستستمتع إن جرّبتها. 

فقط قبل أن نبدأ أريد أن أنوه بشيء في غاية الأهمية، وهو أن هذه القائمة شخصية ومبنية على رأي كاتبها في المقام الأول، ولهذا لا تستعجب إن لم تجد God of War أو Red Dead Redemption 2 أو غيرهما، ولا تنسى أننا محدودون بـ 5 عناوين فقط.

Ghost of Tsushima: الساموراي الياباني كما يجب أن يكون 

صدرت لعبة "شبح تسوشيما أو Ghost of Tsushima" عام 2020، وهي لعبة أكشن ومغامرات من تطوير استديو Sucker Punch الذي تمتلكه "سوني"، التي طوّرت ألعابًا أخرى أشهرها سلسلة Infamous. وعلى الرغم من خسارتها للقب لعبة العام GOTY لصالح The Last of Us 2، إلّا أنها -وبرأي كثيرين- كانت الأكثر استحقاقًا لأسباب كثيرة على رأسها القصة.

تتناول أحداث اللعبة قصة الغزو المغولي الأول لليابان عام 1274 من منظور محارب الساموراي الشجاع "جين ساكاي"، الذي نجا بأعجوبة من اجتياح المغول الغاشم لجزيرة تسوشيما. شاهد "جين" شعبه يُهان أمام عينيه، ولم يَقو على فعل شيء في البداية، ولكنه سرعان ما لملم شتاته وقرر أن يُنقذ وطنه ويحرره من هؤلاء الأوباش.

لفعل ذلك، تعين على "جين ساكاي" أن يتحول إلى شبحٍ. شبح يتخفى ويتسلل بين الأعداء الأوغاد لينهيهم واحدًا تلو الآخر بسيفه ومهاراته التي قلما تجد لها مثيلاً. وعلى عكس القصص النمطية المشابهة، تتطرق قصة "شبح تسوشيما" إلى أسئلة فلسفية عميقة حول الشرف والوفاء، كما أنها تُبقيك مُنجذبًا لها طوال الوقت.

أضف إلى ما سبق أن المطورين طغوا في الأصالة وصوّروا لنا اليابان في تلك الفترة كما يقول الكتاب، ناهيك أنهم اهتموا بتطور الشخصيات وركزوا على الجانب العاطفي حتى يقدموا لنا تجربة متكاملة من جميع الأركان.

Silent Hill 2: ما الذي يحدث؟

في قلوب جميع محبي ألعاب الرعب، ستجد مكانة خاصة للعبة "Silent Hill 2" لا يمكن لأي لعبة أخرى أن تقترب منها، فهي كانت -ولا زالت- تحفة فنية بكل المقاييس. لقد أقحمتنا اللعبة في تجربة رعبٍ نفسية لم ولن تتكرر، إذ تحكي عن "جيمس ساندرلاند"، الذي يتلقى من زوجته جوابًا تُخبره فيه أن يقابلها في مكانٍ ما في مدينة Silent Hill، وهنا الجنون بحد عينه؛ فكيف أرسلت الزوجة جوابًا وهي ميتة بالأساس!

لا يُكذّب "جيمس" خبرًا، وينطلق مسرعًا إلى المكان المنشود ليقابل شخصيات معقدة بدرجات جنونية، من ضمنهم "لورا" وهي فتاة يافعة تدّعي أنها رأت زوجته "ماري"، فما الذي يحدث بالضبط؟

اللعبة مليئة بالجوانب الفلسفية، لا سيّما أنها تتحدى مفهوم "الحقيقة" نفسه، وتشكك فيه عن طريق وتيرة من الأحداث دائمة التغير، ناهيك بأنها تتبنى أسلوبًا سرديًّا مليئًا بالغموض والحيل المؤرقة التي تجعل اللاعب مشدودًا طوال الوقت. وبالمناسبة، هناك إعادة إصدار للعبة "Silent Hill 2" قادم قريبًا!

اقرأ أيضًا:"الأخضر السعودي" بطلاً للعالم في لعبة "أوفرواتش 2"

The Last of Us: هل تضحي من أجل البشرية؟

تُعد سلسلة "The Last of Us" المكونة من جزأين فقط مع وجود شائعات حول تطوير جزء ثالث، أحد أفضل حصريات "سوني"، ومن أفضل السلاسل في تاريخ الألعاب. تمتاز اللعبتان بقصتين رائعتين، ولكن إن كنت سأختار أحدهما، فبالطبع سأذهب مع الجزء الأول، الذي صنعت منه شبكة "HBO" مسلسلاً عظيمًا بالمناسبة.

تحكي اللعبة عن عالم أُصيب بوباء فطري قاتل يحول البشر إلى مخلوقات أشبه بكائنات الزومبي، وتدور الأحداث بعد مرور 20 عامًا على حدوث هذه الكارثة وتسببها في تحويل معظم سكان الولايات المتحدة إلى كائنات عنيفة تأكل لحوم البشر.

لم يتبق من البشر سوى قلة أبرزهم "جويل" والطفلة "إيلي"، وهما بطلا اللعبة اللذان يتعين عليهما النجاة، لا سيّما "إيلي" التي قد تحمل علاج الوباء القاتل. وبعدما فقد ابنته الحبيبة، يتعهد "جويل" بحماية "إيلي" مهما كلّف الثمن، خصوصًا بعدما عرف أن هناك جماعة يريدون استخدامها ككبش فداء لإنقاذ البشرية.

تأخذنا اللعبة في رحلة مليئة بالأكشن والمشاعر المؤثرة التي ستزلزلكم لا محالة، كما تناقش مواضيع كثيرة مهمة مثل الفقد وأخلاقيات التعامل مع المواقف والظروف العصيبة وهي مسألة فلسفية شائكة أخرى سينقسم حولها الكثيرون.

BioShock 1: أتلانتس، ولكن!

بعدما تتحطم طائرة "جاك" في وسط المحيط، يكتشف أن هناك مدينة قابعة تحت المياه. تُسمى هذه المدينة "Rapture"، وهي أشبه بمدينة أتلانتس، ولقد بناها رجل أعمال عصامي يُدعى "أندرو رايان" ليحقق العدالة المتمثلة في مفهوم: "على قدر اجتهادك ستحصد" بين الجميع. أراد "رايان" أن يبني جنةً تحت المحيط بعيدًا عن العالم القاسي والظالم، وكان دائمًا ما يحاول استقطاب العلماء والفنانين والمبدعين من شتى بقاع الأرض ويوفّر لهم بيئة عمل ممتازة.

سار كل شيء على ما يرام، وكانت المدينة عبارة عن "يوتوبيا"، أو مدينة فاضلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إلى أن جاء اليوم الذي ثار فيه أحد عُمّال هذه المدينة على "أندرو رايان" وأشعل فتيل حربٍ أهلية أدت إلى خرابها وفسادها السياسي.

خلال رحلتك ستلعب بشخصية "جاك" وتستكشف هذه المدينة الساحرة وتاريخ "أندرو رايان". ما سبب تشييده لهذه المدينة؟ ولماذا ثار عليه أحد العُمّال، والأهم من كل هذا.. كيف انتهى الأمر بك إلى هذه المدينة من الأساس؟

Hollow knight: قصة من عالمٍ آخر 

لعبة "Hollow Knight" هي لعبة مستقلة تبدو بسيطة للوهلة الأولى، ولكن في حقيقة الأمر هي لعبة معقدة وصعبة للغاية، بل من أصعب الألعاب التي يمكنك أن تجربها في حياتك، وإن لم تكن ذا عهدٍ بألعاب السولز "مثل Dark Souls وElden Ring وألعاب استديو FromSoftware عمومًا"، فعلى الأغلب أنك ستكره حياتك وربما تُحطم الجهاز الذي ستلعبها عليه، ومع ذلك، فهي واحدة من أقرب الألعاب إلى قلبي.

ولا تكمن صعوبة "Hollow Knight" في أسلوب اللعبة فحسب، بل في قصتها العظيمة والمتشعبة أيضًا. في البداية قد تمل منها، ولكن إن أكملتها فأعدك بتجربة من عالمٍ آخر. لقد قلت إن قصة اللعبة تبدو بسيطة للوهلة الأولى لأن ملخصها أن كائنًا يُسمى "The Radiance" قد نشر وباءًا مدمرًا في جميع أنحاء مملكة "Hollownest"، وعليك أنت أيها اللاعب الذي تلعب بشخصية فارسٍ صغير أن تُخلص المملكة من هذا الوباء.

قصة نمطية أليس كذلك؟ بالطبع لا، وإن نظرنا لجميع القصص بهذه الطريقة فستكون كلها سطحية ونمطية. عظمة قصة "Hollow Knight" تكمن في تفاصيلها مثل أسباب انتشار الوباء، وفي كيفية تخليص المملكة منه، وفي معرفة قصة المملكة نفسها وقصة وجودها أساسًا، عوضًا عن عشرت، إن لم يكن مئات، الأشياء المتشعبة التي ستجعلك تصفق للمطورين. لن نتطرق لتفاصيل أي شيء لتحصل على المتعة كاملةً، فقط أعطها بعض الوقت، وإن لم تكن تحب الألعاب الصعبة، فلا أنصحك أن تُجربها صراحةً.