رولز-رويس سبيكتر.. مزيج تصنعه العراقة والابتكار | فيديو

بداية القرن العشرين عندما أُرسل آخر حصان إلى التقاعد، آخذًا معه إلى غير رجعة حقبة ذات جذور ضاربة في التاريخ في مجال التنقل، كان هناك كثير ممَّن لم يعجبهم هذا الأمر.

فمنهم من عبر عن اعتراضه لأسباب تقنية بحتة تتعلق بعدم كفاءة المركبات ذاتية الدفع (السيارة) آنذاك، ومنهم من دفعته مصالحه الشخصية لرفض الاختراع الجديد.

واليوم السيناريو نفسه يتكرر ولكن مع لاعبين مختلفين، أو بتعبيرٍ أدق لاعب مختلف، فمحرك الاحتراق الداخلي الذي سحب البساط من تحت أرجل الحصان في الماضي هو الذي يتعرض اليوم للأمر نفسه من قبل السيارات الكهربائية، وكذلك يوجد اليوم من يعترض، إما لأسباب تقنية بحتة، وإمّا لأنه لا يرغب بالسيارات الصامتة المملة.

ولكن عندما تلفظ كلمة رولز-رويس، العلامة التجارية التي لا مثيل لها في عالم السيارات وفي تاريخه، عندها يُصبح الصمت فضيلة ولا يعود هناك من معترض.

الكهرباء تليق بكِ

منذ بداياتها، كان الهدف من تسمية طرز رولز-رويس بأسماء مستوحاة من عالم الأشباح هو للدلالة على صمت هذه السيارات على الطريق وهدوئها داخل المقصورة.

وهنا تكمن أهمية الدفع الكهربائي الصامت بالنسبة للصانع البريطاني العريق، كيف لا ورولز-رويس هي العلامة التجارية التي قال يومًا أحد مؤسسيها تشارلز ستيوارت رولز: "إنّ السيارة الكهربائية هادئة ونظيفة بالكامل. فهي لا تُصدر أي روائح أو اهتزازات، ولا شك في أنّها ستُصبح وسيلة نقل رائعة حالما يجري التوصّل إلى تثبيت محطات لشحنها."

هذا ما قاله السيد رولز في عام 1900، واليوم، وبعد مرور أكثر من 120 سنة، حان الوقت لتُحقّق العلامة البريطانية الأرستقراطية هذه الرؤية المتميّزة للأب المؤسِّس من خلال طراز سبكتر، أول سيارة كهربائية تحمل شعار السيدة الطائرة.

 

 

وسبيكتر هي سيارة كوبيه ضخمة الحجم ببابين وأربعة مقاعد، وهي الخليفة الروحية لطراز فانتوم كوبيه طيب الذكر، كما أنها تتميز بحزام مرتفع للغاية مع مساحات زجاجية ذات تصميم ناعم، وزجاج خلفي منحدر بسرعة نحو الخلف لإعطاء مظهر جانبي يوحي بالسرعة، والانسياب والأناقة بطبيعة الحال، وشبكة التهوية الأمامية المميزة من رولز-رويس، علمًا أنّ هذه الشبكة أصبحت مع سبيكتر موجودة لتوفير الحضور الفاخر على الطريق أكثر منها ضرورة عملية، كون مجموعة نقل الحركة الكهربائية لا تحتاج إلى نفس ما تحتاج إليه محركات الاحتراق الداخلي من تبريد.

قدرات عالية

 

على صعيد قوة الدفع، تتمتع سبيكتر بمحركين كهربائيين بقوة 577 حصانًا وعزم دوران يبلغ 900 نيوتن متر، وهي بذلك تكون قادرة على التسارع من صفر إلى 100 كلم/س في 4.5 ثانية، علمًا أنّ المسافة التي تتمكن السيارة من اجتيازها بالشحنة الواحدة هي حوالي 520 كيلومترًا.

وتتمتع رولز-رويس سبيكتر بمستوى متميز من الكفاءة الانسيابية مقارنةً بأي رولز-رويس أُنتجت حتى الآن، لمساعدتها على شق الهواء.

وفي سياق الانسيابية المعزّزة هذا، جرى تعديل شعار رولز-رويس، أي تمثال السيدة الطائرة الشهير، ليُصبح أكثر انخفاضًا، إذ يبلغ ارتفاع التمثال الجديد 17 ملليمترًا أقل من ذي قبل.

بدلاً من الانحناء في اتجاه الريح مع وضع القدمين معًا، فإنّ الشعار الجديد له قدم واحدة للأمام، ويتقدم بقوة بنظرة تركز على الأفق، علمًا أنّ تفاصيله التي لم تتغير طوال الـ 111 عامًا جرى نحتها مع وضع قوانين الانسيابية الهوائية في الحسبان هذه المرة.

اقرأ أيضًا: جوست بلاك بادج.. ما بعد الفخامة من رولز رويس

السر وراء التسمية

تسمية سبيكتر لا تشير طبعًا لاسم نقابة الجريمة العالمية الشهيرة في سلسلة أفلام جيمس بوند، إذ تستخدم العلامة الملكية البريطانية تعريفًا مختلفًا عن اختصار كلمة سبيكتر في الفيلم الشهير، فـ"سبيكتر" هي تسمية تُطلق على كائنات من العالم الآخر، كائنات مرادفة للقوة العظيمة والظهور المميز، مخلوقات من عالم بديل تجعل وجودها محسوسًا من خلال الظهور الآسر، وهذه التسمية تتطابق تمامًا مع رولز رويس غير العادية في طبيعتها.

وكالعادة لدى رولز رويس، يأتي الزجاج المنحني بسرعة نحو الخلف مستوحى من عالم القوارب الفاخرة.

كما ثُبتت المصابيح الخلفية المتناسقة مع تصميم السقف الخلفي في أكبر لوحة جسم أحادية جرى إنتاجها على الإطلاق لسيارة من سيارات رولز رويس، وهي تمتد من دعامة الزجاج الأمامي إلى صندوق الأمتعة.

أما المصابيح الخلفية العمودية والمتألقة فمصمّمة بلا لون لتُناسب مختلف الألوان التي قد يختارها الزبائن خلال عملية تخصيص السيارة.

تخصيص غير محدود

 

في الداخل، جرى تزويد سبيكتر بأكثر مزايا برنامج بيسبوك (التصميم بحسب الطلب) تقدّمًا من الناحية التقنية حتى الآن، عبر استقاء الإلهام من غموض سماء الليل.

ولأول مرة في سلسلة سيارات مخصّصة للإنتاج من رولز رويس، تتوفّر سبيكتر بأبواب مرصّعة بالنجوم تضمّ 4796 نجمًا مضاءً بشكلٍ ناعم.

كما يمكن طلب أبواب السيارة بكسوة كاناديل الخشبية التي سُمِّيت تيمّنًا بخليج صغير في جنوب فرنسا اعتاد السير هنري رويس تمضية فصل الشتاء فيه مع فرق التصميم والهندسة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ حال مقصورة سبيكتر هو كحال جميع سيارات رولز رويس في مجال التخصيص، إذ يمكن للزبائن توضيب المقصورة كما يحلو لهم وبخيارات لا تُحصى، فالمقعد الأمامي الجديد بالكامل على سبيل المثال يحمل تصميمًا مستوحى من أسلوب الخياطة البريطاني، مع أجزاء مطوية يمكن طلبها بألوان متناغمة أو مطابقة للقاعدة الرئيسة.

اقرأ أيضًا: رولز رويس سبيكتر.. أول سيارة كهربائية بشعار السيدة الطائرة

 

 

التنقل فوق البساط السحري

لتوفير تجربة القيادة الهادئة التي تشبهها رولز رويس بالقيادة فوق بساط سحري، ينسق نظام إلكتروني فاعلية جهاز التعليق تبعًا لمعلومات ترد إليه بدقة من مدخلات السائق وحالة الطريق لتوفير مستويات الخمد المناسبة، التي تضمن أعلى التماسك والراحة، وبذلك يمكن للنظام فصل القضبان المضادة للدوران، ما يُتيح لكل عجلة التحرك بشكلٍ منفصل، ويحدّ من ثَم من تأرجح السيارة بفعل اصطدام جانب منها بسطح متعرّج على الطريق.

وفي المقابل، وبمجرّد الكشف عن وجود منعطف قريب، يجري ربط العناصر من جديد، وتعود المخمدات إلى الوضعية القاسية التي تسمح بالسيطرة على جسم السيارة، وتساعده على مقاومة التحدي الديناميكي للانعطاف، فيما يتحضّر نظام التوجيه الرباعي للعمل حرصًا على اجتياز المنعطف بسهولة.