أفضل من جسد العميل السري .. القصة الكاملة وراء اختيار شون كونري في دور جيمس بوند

توفي النجم العالمي شون كونري، قبل عدة أيام، عن عمر يناهز 90 عامًا تاركًا وراءه إرثًا ضخمًا من الأعمال السينمائية التي ستبقى خالدة في ذاكرة السينما العالمية، كما أنه يبقى النجم الوحيد الذي جسد شخصية العميل السري جيمس بوند 007 وفاز بجائزة الأوسكار العالمية، كما منحته ملكة بريطانيا لقب فارس منذ عقدين من الزمن لما قام به في الدراما. ولكن مساهمته التي لن تنسى في الشاشة الفضية تقديم شخصية جيمس بوند، التي قدمها عدد كبير من النجوم ولا تزال تُقدم حتى الآن.

بطل أفلام «جيمس بوند» يحرم أبناءه من الميراث: «لن أمنحهم مليمًا واحدًا»

يبقى السؤال كيف أصبح شاب من إدنبرة كانت وظيفته الأولى بائع حليب محلي أفضل من جسد شخصية العميل السري العالمية، ليصبح بعد ذلك أحد أعظم وأشهر الفنانين في العالم؟

لم يكن شغف كونري الأول التمثيل، عوضًا عن ذلك كان يهوى كمال الأجسام. طوّر كونري هوايته خلال سنوات مراهقته، وخلال فترة قضاها في البحرية، وكذلك واظب عليها خلال مزاولته لأكثر من مهنة أخرى، كما أن هذه الهواية كانت الطريق الذي قاده نحو التمثيل.

موهبة طبيعية

في عام 1953، كان الشاب الأسكتلندي شون كونري في لندن لحضور مسابقة لكمال الأجسام، وأخبره أحد زملائه بإجراء تجارب أداء على مسرح كينجز، فذهب كونري إلى هناك وانضم إلى الجوقة، وشق طريقه وحقق نجاحًا كبيرًا، لأن موهبته كانت طبيعية.

على مدار العقد التالي، شارك كونري في العديد من الأعمال السينمائية وقدم أدوارًا متنوعة، تنتمي إلى عالم الإثارة والتشويق، المغامرات، الكوميديا. وبينما كان الممثل الاسكتلندي الشاب منشغلاً في صناعة اسم لنفسه، كان المنتجان هاري سالتزمان وألبري آر كوبي بروكلي منشغلين برجل آخر يُدعى "جيمس بوند".

تعلم الرصانة على طريقة العميل السري المفضل جيمس بوند 

حصل سالتزمان وبروكلي على حقوق تحويل روايات إيان فليمينج 007 إلى أعمال سينمائية، وقررا تسخير كل قواهما من أجل تقديمه في أفضل صورة، مع التفكير في أن الفنان العالمي كاري جرانت سيكون أفضل من يقدم الدور، وكُتب العقد، وكان من المقرر توقيعه، إلا أن نجم هوليوود أخبر المسؤولين عن صناعة العمل أنه لن يشارك إلا في فيلم واحد فقط. كان كاري جرانت في ذلك الوقت في الـ58 من عمره، ورفض الالتزام بسلسلة من الأعمال السينمائية، لذلك قرر المنتجان التخلي عن خيارهما للعب الشخصية.

البحث عن جيمس بوند

طُرح عدد من الأسماء الأخرى بما في ذلك باتريك ماكجوهان وديفيد نيفن، وكذلك كان يضغط مُخرج العمل على ترشيح ريتشارد جونسون كي يقوم بالدور، وبعد ذلك رُشح ممثل يُدعى ريتشارد تود، وكان اقتراح إيان فليمينج، مؤلف السلسلة، وكان طويلاً، وسيمًا ويبدو جميلاً على الشاشة، إلا أن سالتزمان وبروكلي لم يوافقا على الاقتراح، لتبدأ عملية البحث من جديد.

في هذا الوقت، قررت صحيفة ذا ديلي إكسبرس إطلاق مسابقة للبحث عن جيمس بوند، كان ذلك في عام 1961، وكتب الصحفي بات لويس في العمود المُخصص له تقريرًا يُعلن فيه عن البحث عن ممثل لتجسيد الشخصية، وانتهى الأمر باختيار ستة متسابقين نهائيين، قام كل من منهم بتجربة أداء أمام بروكلي وسالتزمان وفليمنيج، ووقع الاختيار على عارض شاب يُدعى بيتر أنتوني، 28 عامًا.

وكذلك رُشح شون كونري، والذي كان أصغر بحوالي عقد من معظم المرشحين، ولم يكن على نفس الدرجة من الشهرة، ومع ذلك وافق بروكلي وسالتزمان على مقابلة النجم الشاب، رغم اعتراض مؤلف السلسلة.

لم يترك النجم الأسكتلندي أفضل انطباع لدى المنتجين، فقد ظهر في المطعم غير مهندم، ويتذكر بروكلي أنه حضر بملابس مليئة بالتجاعيد، وبدا غير مُهذب، ولكن دانا بروكلي، زوجة كوبي، أقنعت زوجها بمنحه فرصة، وأصرت على أنه سيكون أفضل من يلعب الشخصية.في النهاية، فاز كونري، كان في الـ32 من عمره وقتذاك، بالدور، وتعلم كيف يلعب الشخصية.

جسد كونري شخصية جيمس بوند في ستة أفلام من السلسلة، وأصبح أسلوبه في تجسيد الشخصية جزءا من الثقافة العالمية، لاسيما وأنه بات رمزًا للرجل الوسيم، القوي، والأنيق.

وفي وقت سابق هذا العام، كشف استطلاع رأي أجري حول العالم موافقة 56 % ممن شاركوا فيه أن شون كونري كان أفضل من قدم شخصية العميل 007 على الإطلاق.