مدير الجمعية السعودية لهواة جمع الطوابع محمد صفدر: الملك عبد العزيز استخدم الطوابع وسيلة إعلان وأخطاء المطابع رفعت قيمتها
محمد كمال صفدر، مدير الجمعية السعودية لهواة جمع الطوابع. من أكبر جامعي الطوابع بالمملكة، ويقتني مجموعة نادرة، ويتواصل مع الجمعيات الدولية لجامعي الطوابع. وهو عضو في عدد منها. يمتلك أكثر من 100 ألف طابع لا تقدر بثمن.
حين التقته "الرجل" قبل 23 سنة، كان الحلم بأن تتبوأ الجمعية السعودية لهواة الطوابع (تأسست عام 1965) المكانة التي تستحقها في المحافل الإقليمية والدولية التي تحتفي وتنظم المعارض لهواة الطوابع.
اليوم بدأ عشاق اقتناء الطوابع السعوديون يحصدون النتائج، فقد أثمرت مشاركتهم بقيادة محمد صفدر، في المعرض الإقليمي الثالث للطوابع بمصر، عن تحقيق ثلاث ميداليات ذهبية، وميداليتين مذهبتين V، وميدالية فضية كبيرة LS وميدالية فضية، وذلك لأول مرة في تاريخ الجمعية.
أقيم المعرض في دار الأوبرا المصرية من 31 ديسمبر 2015 ولغاية 6 يناير 2016 وميداليات المشاركين السعوديين فاز بها: ممدوح موصلي G-90 درجة، محمد كمال صفدر G -90، فاطمة سيبيه G- 93 درجة، مبارك القحطاني V-80، حسين العمودي v- 80، محمد أمين مليباري LS - 75 درجة، مروج محمد كمال صفدر S 70 درجة..
أول مكتب
يروي صفدر أن أول مكتب للبريد عرفته منطقة الحجاز (المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية) ومدينة جدة، تحديداً، عام 1865، أداره الإيطاليون، وكانت الإيطالية لغة التعاملات في الأختام البريدية والإيصالات.
بيد أن الحكومة العثمانية افتتحت أول مكتب بريدي خاص بها في جدة عام 1871، واستمر لعام 1881، وكان يخدم في المقام الأول الجنود الأتراك والأفراد المدنيين.
مبتكر الطابع
لقد ابتكر البريطاني السير رولاند هيل في 6 مايو/ أايار 1840 الطابع البريدي المعروف، الذي يحمل صورة رأس فيكتوريا ملكة بريطانيا - وكما يروي صفدر- منذ ذلك الوقت أصبحت الطوابع وثيقة تاريخية مهمة، ووسيلة إعلام لا يستهان بها، وفي كتابه «الطوابع والتاريخ البريدي للمملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز» يرصد صفدر بعين الخبير تاريخ استخدام وتداول الطوابع البريدية في السعودية.
الطوابع الهاشمية
بدأت السعودية باستخدام الطوابع الهاشمية التي أصدرها الحسين بن علي، شريف مكة، بعد استقلال بلاده عن تركيا 1916. واستمر العمل بها حتى 1925، أي بعد سنة من تاريخ دخول الملك عبد العزيز إلى مكة المكرمة، وانضمامها إلى بقية نفوذه.
وبحسب كتاب صفدر، فإن قوات الملك عبد العزيز وجدت الكثير من الطوابع التركية لعامي 1914 ـ 1915. والكثير من طوابع الحجاز المالية، معظمها طوابع ضريبة السكك الحديدية، وطوابع المحاكم.
طوابع السلطنة النجدية
يرى صفدر بأن بعد نظر الملك عبد العزيز الثاقب، جعله يستخدم الطوابع وسائل إعلام يعلن عبرها للعالم، أن الحجاز انضمّت إلى نفوذه، في زمن لم تكن فيه وسائل الإعلام المسموعة والمرئية موجودة، لذا أصدر أمره بتوشيح كل الطوابع بعبارة: "بريد السلطنة النجدية 1343هـ".
وفي البداية كان الأمر يتم بعمل خاتم يدوي يحمل عبارة "بريد السلطنة النجدية" على شكل هلال مقوّس، ثم استُخدمت في عملية التوشيح الألوان الأسود والأزرق والأحمر والأرجواني. كما أن هناك عدداً قليلاً من التوشيحات المغلوطة منها المقلوبة والمعكوسة، وهي نادرة جداً.
نجد والحجاز
أما تاريخ ظهور واستخدام طوابع مملكة نجد والحجاز، فكان بعد مبايعة أهل الحجاز السلطان عبد العزيز آل سعود بالملك، إذ صدرت أول مجموعة من الطوابع عام 1926، تتكون من ستة طوابع عادية وثلاثة طوابع أخرى خاصة بالرسوم البريدية بفئات والوان مختلفة وجميعها تحمل عبارة «بريد نجد والحجاز».
شخصيات مهمة
يروي صفدر أن الطوابع التذكارية خلدت زيارات ملوك ورؤساء الدول للسعودية في عهد الملك عبد العزيز، أو صدرت لتخليد حدث فريد، مثل مبايعة ولاية العهد للأمير سعود بن عبد العزيز (الملك سعود). وتكون محدودة الكمية، وتطبع لمرة واحدة، كما في زيارة الملك فاروق إلى السعودية واجتماعه إلى الملك عبد العزيز، صدرت طوابع من فئة النصف قرش والثلاثة والخمسة والعشرة قروش. وطابع بمناسبة عودة الملك عبد العزيز إلى بلاده، قادماً من مصر عام 1365هـ من فئة النصف قرش.
مجموعات تذكارية
ويتحدث صفدر عن طوابع تذكار المدينة المنورة، يؤرخ دخول الملك عبد العزيز إليها، وهي موشّحة بعبارة «البريد النجدي 1344هـ تذكار المدينة المنورة». وكذلك تذكار جدة «تذكار جدة 1344هـ البريد النجدي» وتبدأ فئاته من القرش وحتى الخمسة قروش.
بيد أن أول طابع تذكاري ظهر في البلاد، كان في يناير / كانون الثاني 1930، وهي خمسة طوابع بالألوان وفئات مختلفة تحمل عبارة "ذكرى الجلوس الملكي 8 شعبان 1348هـ، 8 يناير 1930م". كما تحمل طغراء الملك عبد العزيز، وسيفين متقاطعين، وبجانب كل منهما نخلة بشكل مائل، وظهرت حينها اللغة الإنجليزية لأول مرة في الطوابع.
طابع المملكة
أما أول طابع يحمل عبارة «المملكة العربية السعودية»، فصدر بعدما أصدر مجلس الوكلاء والشورى قراراً بمبايعة أكبر أبناء الملك عبد العزيز، الأمير سعود، ولياً للعهد. إذ صدرت عام 1934 مجموعة من الطوابع تتكون من 12 طابعاً غير مخرمة أقلها من قيمة ربع قرش، وأغلاها من فئة الجنيه الذهب، وهي نادرة وقيّمة.
الأخطاء المطبعية
كما أن اللغة الفرنسية وجدت طريقها في الطوابع السعودية إلى جانب الإنجليزية، أما الأخطاء المطبعية فلم تسلم منها الطوابع التذكارية؛ أحدها حدث أثناء زيارة الملك حسين إلى السعودية عام 1953، لوحظ في الطبعة الأولى وجود خطأ مطبعي في الحرف الأصلي الأول من اسم المملكة باللغة الفرنسية، حيث كتب BOYAUME بدلاً من الحرف R في ROYAUME. وتدارك البريد الخطأ وعاجله، فسحبت جميع الكميات من الأسواق وأحرقت وأعيد تصحيح الكلمة وطباعة المجموعة مرة أخرى، لذا تعدّ الطبعة الأولى المغلوطة من النوادر القيّمة.