قصائد خالدة.. رحلة الحب والأمل في حياة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن

مشاهير أنس إمام 23 أغسطس 2019

"رسالة إلى من يهمها أمري"، "أبعتذر"، "قصت ظفايرها"، "كأنك حبيبي"، "موت وميلاد"... وغيرها من القصائد التي أثرت الأغنية السعودية لأكثر من 40 عاما بمعانٍ وأبعاد جديدة، تغنى بها أشهر المغنيين العرب، والتي سطر كلماتها الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، وهو يعد واحدا من أبرز الشعراء في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي، وواحدا من روّاد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية، الذي خلدت قصائده في ذاكرة الناس حيث تحدث عن الحب والأمل والحياة والألم وهجر الحبيب، متأثرا بأشعار نزار قباني وبدر شاكر السياب وشاعر الأغنية السعودية إبراهيم خفاجي.

نشأته وتعليمه

ولد الأمير بدر بن عبد المحسن في حي الفوطة في وسط الرياض يوم 2 أبريل عام 1949م، وهوالابن الثاني للأمير عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود، ووالدته هي الأميرة وضحى الحمود الفيصل الحمود الرشيد الشمري، وقد اشتهر منذ صغر سنه بحبه للشعر وكتابة القصائد الرومانسية، وكانت نشأته لها أثر كبير في حبه وولعه بالشعر حيث كان والده محباً للعلم والأدب وكان يمتلك واحدة من أكبر المكتبات الأدبية، وكان مجلس والده مليء بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين في ذلك الوقت مما كان له الأثر البالغ في حب الأمير بدر للأدب والشعر.

درس الأمير بدر بن عبدالمحسن في المرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدرسة الملكة فكتوريا بالإسكندرية في مصر، كما أنه أكمل دراسته في مرحلة الثانوية في مدينة الرياض، ومن بعدها في سن الثامنة عشرة سافر لاكمال دراسته في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

عند سن الثانية عشرة ظهرت موهبته الشعرية وحبه لكتابة القصائد الشعرية وتحول إلى فتى حالم وعاشق يمتلك خيالا واسعا صاغه فيما بعد في أجمل القصائد التي تغنى بها المطربين منذ أكثر من أربعين عاما وحتى الآن، وكان والده سببا رئيسيا في تنمية موهبته في الكتابة، حيث كان له العديد من الكتابات الشعرية والقصائد الأدبية التي كانت الدفعة الأولى لبداية الأمير بدر مع الشعر حينما بدأ في السادسة عشر من عمره.

تولى الشاعر منصب رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون، ورئيس تنظيم الشعر بالمملكة العربية السعودية في عام 1973، واستفاد من وجوده في بعض الدول مما أدى لتعامله واحتكاكه بالكثير من الشعراء و منهم محمد العبد الله الفيصل و محمد بن أحمد السديري عبد الرحمن و كثير غيرهم.

قصص نجاح ملهمة.. هؤلاء بدأوا من الصفر ووصلوا إلى القمة

أعماله

كانت أولى أمسياته هي أمسيته في نادي الاتحاد السعودي بجدة، تلاها أمسيات كثيرة في الإمارات والبحرين والرياض وفي نادي الأهلي بجدة، وكان أخرها في 28 فبراير 2013م بمركز الملك فهد الثقافي حيث أعلن تلك الليلة اعتزاله للظهور الإعلامي والأمسيات الشعرية وأنه سيكتفي بكتابة الشعر، قائلا: "على هذا المنبر أعلن اعتزالي من هذه الأمسية الشعرية، وأعتذر صادقاً لكل مَن تكرّم ودعاني ولم أتمكّن من قبول دعوته، وأشكر الجميع على حبهم وتقديرهم لي”، وأضاف: "لقد آن للشاعر الشايب أن يترجل، وأن يغتنم ما تبقى له من جهد وطاقة في كتابة المزيد من الأعمال الشعرية، أعدكم بالكتابة وأنا لن أتوقف عن الكتابة"، ورغم اعتراض الجمهور ومحاولات ثراجعه عن قراره إلا أن الجمهور صفق بحرارة تحية له نابعة من حبهم الصادق له.

تميزت قصائده بكلمات جديدة أثرت الأغنية العربية الحديثة وأصبح لديه الكثير من الأعمال لأبرز المغنيين وكبار الفنانين العرب كطلال مداح ومحمد عبده وغيرهم.

كانت معظم قصائد الأمير بدر تحمل وراءها قصة كانت السبب في كتابتها، منها قصيدته ”وضحى” والتي كتبها عن والدته في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول كتبه في لندن عندما ذهبت والدته للعلاج ثم في جدة بعد عودتها والأخير في الرياض بعد وفاتها، وقصيدة "يا قلبك الخواف" والتي عبر فيها عن قصة أحد أصدقائه بعد أن حكى له عن رؤيته لحبيبته بعد فراق سنوات وزواجها من غيره وغيرها من القصائد التي كانت تحمل في طياتها قصة.

من أبرز قصائد الأمير بدر: "عطني المحبة" والتي غناها الفنان طلال مداح، و"ردي سلامي" والتي غناها محمد عبده وغيرها من القصائد التي تغنت بأصوات العديد من النجوم العرب أصحاب الأصوات الذهبية أمثال كاظم الساهر وعبادي الجوهر، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد.

للأمير بدر بن عبد المحسن ثلاثة دواوين وهي: "ما ينقش العصفور في تمرة العذق"، و"رسالة من بدوي"، و"لوحة ربما قصيدة" ، كما قام بعمل أوبريتين لمهرجان الجنادرية عام 1992م، الأول هو أوبريت وقفة حق في مهرجان الجنادرية السابع، والثاني هو أوبريت "فارس التوحيد" في الجنادرية.

الجوائز والتكريمات

حصل الأمير بد بن عبدالمحسن على العديد من الجوائز والتكريمات أبرزها تكريم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، هذا العام 2019، نظير إسهاماته الشعرية الفنية الثقافية المتفردة التي امتدت لأكثر من 40 عاماً، وحصل على جائزة أفضل أوبريت في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون وهو أوبريت "فارس التوحيد" الذي تميز بالمزج بين الدراما والشعر، مما أضفى على العمل رونقا خاصا.