كيف اكتسب الذكاء الاصطناعي أهميته في التجارة الرقمية؟
بات استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التجارة الإلكترونية، شيئا لا غنى عنه ويمثل العمود الفقري للهيكل الاقتصادي المعاصر، في الوقت الذي تشهد فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي تطورًا هائلًا في السنوات الأخيرة، مما ساهم في تحقيق استفادة كبرى في مجال التجارة الإلكترونية وتحديداً فيما يتعلق بالتسويق.
ما هو مقدار الزيادة التي ستشهدها الرواتب بالمملكة خلال عام 2019؟
ويؤكد العديد من خبراء الاقتصاد أنه بفضل الأهمية الكبرى للذكاء الاصطناعي، فإن كثيرًا من شركات التجارة الإلكترونية، بدأت فعليًا في العمل على أدوات تساعدها على إدخال الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجية عملها، ويشير ذلك إلى حملات التسويق في المستقبل القريب والتي ستصبح فعالة ومفيدة بشكل أكبر، علاوة على قلة التكلفة، وارتفاع الربح.
أهمية الذكاء الاصطناعي في التجارة الرقمية
وأشارت التقارير إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التجارة الإلكترونية، سيكون اتجاه لا غنى عنه فى المستقبل، حيث أنه سيعمل على تحسين الخدمات المقدمة بشكل كبير، بالإضافة إلى تطوير الأنظمة الحالية وعمليات التحليل الخاصة بالشركات.
وبغرض فهم أكبر لمزايا اعتماد هذه التقنيات في التجارة الرقمية، أجرت مؤسسة جارتنر دراسة مسحية شملت 307 مؤسسة تُعنى بالتجارة الرقمية في الفترة ما بين يونيو ويوليو 2018 بهدف فهم الخطط الرامية إلى الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي واعتمادها في التجارة الرقمية، ومعرفة القيمة التي توفرها هذه التقنيات ومدى النجاح الذي يمكن تحقيقه من خلالها، فضلاً عن أبرز التحديات التي يمكن أن تُصاحب هذه التقنيات ضمن قطاع التجارة الرقمية. وتقوم المؤسسات المؤهلة حالياً باستخدام أو تجريب تقنيات الذكاء الاصطناعي في تجارتهم الرقمية.
وشاركت المؤسسات في هذه الدراسة من عدة بلدان شملت الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا والهند والصين، وتم تصنيف المشاركين في الدراسة بحسب حجم مشاركتهم في القرارات الاستراتيجية الخاصة بالتجارة الرقمية في مؤسساتهم، وتم تحديد حجم العينات وفقاً للبلدان والقطاعات والعائدات من الأعمال الرقمية في العام 2017.
التأثير التجاري لتقنيات الذكاء الاصطناع
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 70% من شركات التجارة الرقمية التي شملتها الدراسة، قد حققت إما نجاحاً كبيراً أو هائلاً في مشروعاتها القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما أفادت نتائج الدارسة أيضًا أن 75% من المؤسسات المشاركة تشهد تحسينات ذات أرقام مزدوجة بحسب النتائج التي تقوم بتسجيلها.
ومن المقاييس الأكثر شيوعاً التي تم اعتمادها للتعرف على مدى التأثير التجاري لتقنيات الذكاء الاصطناعي، هي مقاييس تتعلق بمستوى رضا العملاء والإيرادات المحققة والتكاليف التي تم توفيرها، حيث أشارت المؤسسات إلى تحسن أكبر بالنسبة لمستويات رضا العملاء والإيرادات وانخفاض التكاليف على وجه التحديد بنسبة 19 و 15 و 15% على التوالي.
وأشارت الدراسة إلى مجموعة واسعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكن الاستفادة منها في التجارة الرقمية، وتتمثل أهم ثلاثة من هذه التطبيقات في:
●تحديد فئات الزبائن
●تصنيف المنتجات
●الكشف عن عمليات الاحتيال
أبرز التحديات
على الرغم من النجاح المبكر الذي يمكن أن تحققه مؤسسات التجارة الرقمية، إلا أن هذه المؤسسات تواجه تحديات كبيرة عند تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد أظهرت الدراسة أن الافتقار إلى التدريب الفعّال بنسبة 29 %، وتوافر المهارات داخل المؤسسة بنسبة 27 %، هي أبرز التحديات التي يمكن أن تواجهها المؤسسات عند نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي في التجارة الرقمية.
كما تُعد مهارات الذكاء الاصطناعي نادرة وغير متوفرة، ولايوجد الكثير من المؤسسات التي تمتلك مثل هذه المهارات داخلياً، ويتعيّن على هذه المؤسسات استئجار مثل هذه المهارات من جهات خارجية أو أن تستجدي المساعدة من شركائها.
وكمعدل وسطي، قامت 43 % من المؤسسات المشاركة باختيار بناء الحلول التي يتم تطويرها داخل المؤسسة أو تلك التي يمكن الحصول عليها من قبل شركات تزويد الخدمات كخيار أول. في المقابل، أكدت 63 % من المؤسسات التي تحقق نجاحاً أكبر أنها تستفيد من حلول الذكاء الاصطناعي التجارية على نحو واسع.
تكاليف تطوير مشاربع الذكاء الاصطناعي
وأشارت نتائج الدراسة أيضا إلى أن المؤسسات المشاركة، قد أنفقت 1.3 مليون دولار كحد وسطي على عمليات تطوير إحدى مشاريع الذكاء الاصطناعي الخاصة بالتجارة الرقمية، حيث أنفقت 52 % من المؤسسات، التي حققت أعلى نسبة نجاح، وأقل من مليون دولار على عمليات التنمية تلك، كما أنفقت 20% من المؤسسات ما بين مليون ومليوني دولار، بينما أنفقت 9 بالمائة منها أكثر من 5 مليون دولار.
للباحثين عن النجاح في عالم الاستثمار.. إليكم أفضل كتب الثقافة المالية
وفي السياق ذاته، قالت مديرة الأبحاث لدى جارتنر "ساندي شين": "تعتبر التجارة الرقمية أرضاً خصبة بالنسبة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك لوفرة البيانات ذات الأبعاد المتعددة والتي تغطي كل من إجراءات التعامل مع العملاء وعمليات المكاتب والأنظمة الخلفية".
وأضافت "شين": "يمكن للحلول ذات الأداء الموثوق أن تشكل ضماناً أكبر بالنسبة لك، بعد أن تم اختبار هذه الحلول من خلال نشرها وتطبيقها مرات عديدة، بالإضافة إلى توفر فريق متخصص في الحفاظ على هذه الحلول وتحسينها".
60 % من مؤسسات التجارة الرقمية ستسخدم الذكاء الاصطناعي
وتابعت: "يجب على المؤسسات التي تسعى إلى تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تجارتها الرقمية أن تبدأ على نحو بسيط في البداية، فالعديد من المؤسسات تبني توقعاتها الكبيرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتضع أهدافاً تجارية كبيرة تسعى إلى تحقيقها عن طريق مشروع واحد فقط، مما يجعل الأمر أكثر تعقيداً أمام سعي هذه المؤسسات لتحقيق مستويات أداء عالية".
وأشارت "شين" إلى أن الكثير من المؤسسات أيضاً تدير مشاريع الذكاء الاصطناعي خلال فترات تصل إلى أكثر من 12 شهراً، ما يعني أنها لن تكون قادرة على تطبيق الدروس المُستفادة على الفور عند الانتقال من مشروع إلى آخر.
ومن جانبها، تتوقع "جارتنر" أن يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من قبل ما لا يقل عن 60 % من مؤسسات التجارة الرقمية، بالإضافة إلى مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي في 30 % من مستويات النمو التي ستحققها إيرادات التجارة الرقمية بحلول عام 2020.
وتنصح جارتنر قادة التجارة الرقمية باتباع بما يلي لتعزيز فرص النجاح في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي:
تقييم المواهب
في حال عدم وجود مواهب متخصصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي داخلياً، بحيث يمكن توظيفها لتطوير والحفاظ على حلول عالية الأداء، فيجب على المؤسسة استخدام إحدى الحلول التجارية التي أظهرت أداءاً موثوقاً مسبقاً.
التركيز على تنفيذ مشروع الذكاء الاصطناعي بمدة تقل عن 12 شهراً
يجب تقسيم المشاريع الكبيرة إلى مجموعة من المراحل، وتنفيذ المرحلة الأولى بمدة تقل عن 12 شهراً بدءاً من خطوات التخطيط والتطوير والتكامل ومن ثم إطلاق المشروع بشكل كامل.
الهند تزيح أمريكا والمكسيك تنضم وقفزة لإندونيسيا.. دراسة تكشف صعود الاقتصادات الناشئة
ضمان التمويل الكافي
يجب تخصيص أغلب الميزانية للاستحواذ على المواهب وإدارة البيانات ومعالجتها، فضلاً عن ضمان التكامل مع البنية التحتية والعمليات القائمة. كما أن التمويل الكافي من شأنه أن يضمن حلول مأمونة وعالية الأداء.
اتّباع نهج توفير منتج أوّلي MVP
يجب تقسيم المشاكل التجارية المعقدة وتطوير حلول قادرة على الدفع بالنتائج التجارية المنشودة للمؤسسة. كما يجب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين التقنيات والعمليات القائمة بدلاً من محاولة تطوير الحلول بأساليب متقدمة تهدف إلى تحقيق نتائج غير مسبوقة.