"الرجل" في معرض شمال اميركا للسيارات انتعاش القطاع يشعل حماسة السوق

ديترويت – "الرجل" احتفل معرض شمال اميركا الدولي للسيارات هذا العام بمرور 25 عاما على اعلانه معرضا دوليا بعد ان كان يسمى معرض ديترويت للسيارات حتى عام 1989. وكان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن على رأس كبار المسؤولين الذين حضروا معرض هذا العام. وشملت قائمة المدعويين ثلاثة وزراء اميركيين للمواصلات والعمل والتجارة بالاضافة الى محافظي ولايات ميتشغان واوهايو وميسوري. ووفقا لبيانات مؤسسة "أوتو داتا" المتخصصة في دراسة سوق السيارات بلغت مبيعات السيارات في الولايات المتحدة العام الماضي حوالي 15.6 مليون سيارة. ومن المتوقع وصول مبيعات العام الحالي إلى 16 مليون سيارة في ثاني أكبر سوق سيارات في العالم بعد السوق الصينية. وكانت شركتا ‘جنرال موتورز′ و’كرايسلر’ الأمريكيتان قد تجاوزتا الأزمة المالية خلال الفترة من 2007 إلى 2009 بدعم حكومي اميركي كبير، في حين عبرت فورد، إحدى الشركات الثلاث الكبار في السوق الأمريكية ، من الأزمة بسلام ودون الحاجة إلى دعم حكومي ولا إلى إشهار إفلاسها لحماية نفسها من الدائنين. وسادت أجواء من الثقة والتفاؤل في معرض ديترويت هذا العام ، وهو الأول في جدول المعارض الدولية للعام الحالي. ويبدو ان الصناعة احتفلت هذا العام رسميا بعودة الانتعاش. ورغم أن ديترويت تستضيف معارض السيارات منذ أكثر من مئة عام، فإن الدورة الحالية هي الدورة رقم 25 للمعرض منذ حصوله على الصفة الدولية رسميا. ونظرا لاستمرار تدهور مبيعات السيارات في أوروبا، على خلفية الأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو، تزداد أهمية معرض ديترويت بالنسبة لصناعة السيارات التي زاد اعتمادها على السوق الاميركية لتعويض التراجع في السوق الأوروبية. ‘كرايسلر’، ثالث أكبر منتجي السيارات في الولايات المتحدة والمملوكة لمجموعة فيات الإيطالية، فقد طرحت الجيل الجديد من سياراتها الصالون الشهيرة كرايسلر200. -وكشفت ‘مرسيدس′الألمانيةعنالجيلالجديدمن سياراتها "سي كلاس" بالاضافة الى افخم سيارة في القطاع الكبير وهي "إس كلاس 600" والفئة الكوبيه في هذا القطاع، كما كشفت منافستها الألمانية بيإمدبليو عن طرز جديدة من سياراتيها الرياضيتين "إم 3" و"إم4". الاهتمام الاعلامي الدولي كان واضحا في معرض هذا العام بحضور نحو خمسة الاف صحافي ساهموا في تغطية نحو 60 سيارة جديدة تكشف للمرة الاولي و40 مؤتمرا صحافيا في ايام المعرض الاولي.وكان الانطباع الاعلامي السائد هو ان هذا المعرض يؤشر الى نهاية مرحلة الكساد التي عانت منها الصناعة منذ عام 2008. وعقدت دورة هذا العامعلى مساحة مليون قدم مربع، وهي اكبر مما كانت عليه في العام الماضي بحوالي 20 الف قدم مربع. كما توسع المعرض في استخدامه ادوات التواصل الاجتماعية للتعريف الفوري بأحداثه عبر تطبيقات الهاتف الجوال و"فيسبوك" و"تويتر". وتفوق السيارات الجديدة التي كشف عنها هذا العام عددالسيارات الجديدة التي قدمها المعرض في العام الماضي، مما يدل على زيادة زخم الانتعاش. وشرحت الشركات عبر 40 مؤتمرا صحافيا عقدته على مدى ايام المعرض جهودها لتدشين نماذج جديدة فيالمستقبلوتقديم تقنيات جديدة، بالاضافة الى التسابق علىاستخدام الطاقة المتجددة والتصميمات المبتكرة والتقنيات المتفوقة في جوانب ارفع كفاءة ونظافة التشغيل والامان والترفيه في سيارات المستقبل. واستضاف معرض هذا العام عددا كبيرا من الزوار المشترين للسيارات الذين تعاقدوا على صفقات شراء اثناء المعرض. كما شهد المعرض العديد من التحسينات في التصميموتوسيع قاعات العرض مع تعزيز المراقبة الامنية. ووفرت ادارة المعرض هذا العام العديد من التقنيات الجديدة مثل الزيارات الافتراضية للجمهور على موقع المعرض الالكتروني وتوفير المعلومات والصور على "فيس بوك" و"يوتيوب" و"تويتر" وايضا خدمة الاشتراك الجوال للحصول على اخر الاخبار اولا بأول. وزار المعرض نحو مليون زائر حملوا معهم تأكيدات الانتعاش للصناعة. وشاهد الاعلام "غاليري" السيارات الفاخرة التي ضمت هذا العام نحو 25 سيارة سوبر من احدث ما قدمته الصناعة. وينظم المعرض سنويا عشاء خيريا لنخبة من الضيوف لمشاهدة وتفقد هذه السيارات، وهي قاعة غير مفتوحة للجمهور. وكان اخر احداث المعرض ندوة خاصة عن التصميم وجوائز لافضل جهود التصميم خلال العام. وتلك نخبة نموذجية من السيارات الجديدة الملفتة في كافة القطاعات التي ظهرت في معرض شمال اميركا الدولي للسيارات لعام 2014: -بورشه 911 تارغا: قدمت شركة بورشه احدث تصميم لها للسيارة 911 تارغا الذي يتخذ بعض ملامحه من الطراز الاصلي الذي انتج في نهاية الستينيات. ويجمع الطراز الجديد بين الشكل الكوبيه وامكانية تخزين السقف كهربائيا لتحويل السيارة الى رياضية مكشوفة. من معالم السيارة ايضا استخدام نظام بورشه للدفع على كل العجلات مما يتيح للسيارة الانجاز المعهود في كافة ظروف الطرق والمناخ. ويتم التحكم في فتح واغلاق السقف عبر زر في لوحة القيادة، ولا تستغرق العملية اكثر من 19 ثانية ويجب اجراؤها والسيارة متوقفة تماما. وجرت صناعة السقف المرن من مواد عازلة للصوت لخفض الضوضاء، ويتصل السقف بنافذة خلفية زجاجية. وتأتي السيارة في فئتين هما "تارغا 4" و"تارغا 4 إس". والاولى مجهزة بمحرك سعته 3.4 لتر بقدرة 350 حصانا، وهو مكون من ست اسطوانات على صف واحد. ويمكن اختيار ناقل بورشه الثنائي مع حزمة رياضية اسمها "سبور كرونو". وتنطلق السيارة بهذا المحرك الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 4.8 ثانية والى سرعة قصوى قدرها 175 ميلا في الساعة. اما النموذج الاعلى "4 إس" فهو يوفر قدرة 400 حصان من محرك سعته 3.8 لتر، ويصل الى سرعة قصوى قدرها 184 ميلا في الساعة، وبتسارع قدره 4.4 ثانية لبلوغ سرعة مائة كيلومتر في الساعة. ويمكن طلب السيارات من الان قبل وصولها الى السوق في شهر مايو (ايار) المقبل. وتقدم الشركة دورة قيادة متخصصة للمشترين. -تويوتا "إف تي-1":كشف استوديو تويوتا في كاليفورنيا عن فكرة تصميم لسيارة رياضية جديدة اسمها "إف تي-1" سوف تكون اساسا لتصميم سيارات تويوتا الرياضية في المستقبل. واعتمدت السيارة على بعض معالم سيارات تويوتا الكلاسيكية مع تفسير عصري لما يجب ان تكون عليه سيارة المستقبل الرياضية. وتعتمد السيارة على محرك امامي ودفع خلفي مع توازن شبه كامل في توزيع الوزن بين ارجاء السيارة. وفي الداخل يتوجه التصميم نحو اتاحة مجال بصري واسع للسائق مع نقطة جاذبية منخفضة تساهم في تسهيل المناورات السريعة. وهي سيارة لم تنتج بعد ولكنها توجد افتراضيا على لعبة الكومبيوتر الجديدة "غران توريزمو 6". وتقول اوساط الصناعة ان رئيس الشركة اكيو تويودا وافق على التصميم العام للسيارة بعد مشاهدتها على الشاشة وتجربته لها افتراضيا. وحقق تويودا بهذه السيارة الافتراضية زمنا افضل في التسارع على حلبة فوجي اليابانية عما حققه في سيارته الفعلية وهي من طراز لكزس "إل أف ايه". ولم تفصح الشركة بعد عن اية تفاصيل فنية عن السيارة او محركها ولا عن نوايا انتاجها في المستقبل. ولكن بعض مصادر السوق تكهنت بأن "إف تي-1" هي في الواقع نموذج لما سوف تكون عليه السيارة سوبرا في المستقبل. وتتمتع السيارة بمقود يماثل المستخدم في سيارات "فورميولا -1" كما تتوفر فيها تقنية عرض المعلومات بالالوان على زجاج النافذة الامامية. -بنتلي كونتننتال"جي تي في 8 إس": شملت مشاركة بنتلي في معرض ديترويت كل النماذج التي تنتجها بالتركيز على فئة جديدة طرحتها للمرة الاولى اميركيا وهي فئة كونتننتال "جي تي في 8 إس" الجديدة بالاضافة الى تجهيزات فاخرة اضافية لطراز مولسان الليموزين. واحتفلت الشركة في المعرض بتحقيق مبيعات قياسية في العام الماضي بزيادة 19 في المائة، وكان السوق الاميركي هو اكبر اسواقها. وقال رئيس مجلس ادارة الشركة الدكتور فولفغانغ شرايبر في المعرض ان السيارة كونتننتال "جي تي في 8 إس" تتوجه لزبائن الشركة الذين يفضلون المحركات ذات الثماني اسطوانات ولكن بقدرات اعلى. وهي سيارة تأتي اكثر انخفاضا من الطراز العادي وبنظام تعليق اكثر تشددا. وهو يعول على السيارة لكي ترفع الاقبال الاميركي والدولي على سيارات بنتلي. وتتاح السيارة في فئتين هما كوبيه ومكشوفة، وتعتمد على محركبثماني اسطوانات، سعته اربعة لترات بشاحن توربيني مزدوج. ويوفر المحرك قدرة 521 حصانا. ويرتبط المحرك بناقل اتوماتيكي بثماني سرعات من نوع "زد إف". وتنطلق السيارة الى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في غضون 4.5 ثانية، بينما تبلغ سرعتها القصوى 192 ميلا في الساعة. وقدمت الشركة ايضا فئة مولسان الجديدة باضافات في المقاعد الخلفية تتحول معها السيارة الى مكتب متحرك او منطقة تسلية. واضافت الشركة مجموعة الوان خارجية جديدة لجميع الفئات. هذا وقد اتاحت الشركة في شهر فبراير (شباط) الماضي فرصة تجربة هذه السيارة في كاليفورنيا للاعلام الدولي. -لكزس "آر سي إف":شهد معرض ديترويت الكشف الاول عالميا عن فئة لكزس الجديدة "آر سي إف" الكوبيه الرياضية، التي تنطلق بأقوى محركات لكزس، بسعة خمسة لترات وثماني اسطوانات. وهي تعتمد على احدث اساليب التصميم من لكزس وتعد تطويرالفئة "آر سي" التي ظهرت في معرض طوكيو الاخير في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتتميز السيارة بالقوة الفائقة من محركها الذي يوفر قدرة 450 حصانا، وهي مصممة من اجل الاستقرار على سرعات عالية عبر عجلات عريضة وجناح خلفي متحرك مع السرعة، وفتحات امامية عريضة. ويصنع جسم السيارة من خلائط الكربون. ويقول كبير مهندسي السيارة ان كل عنصر فيها يتوجه الى تعزيز الانجاز. وتتميز السيارة بتصميم المقدمة المشهور من لكزس والذي يشبه شكل المكوك وتطلق عليه الشركة اسم "سبنديل". وتمتد فتحة التبريد الامامية المغطاة بالشبك المعدني بطول المقدمة مع فتحات اخرى جانبية لتبريد المكابح. وتستعير السيارة بعض ملامح التصميم من السيارة السوبر "إل إف ايه"ومنها الجناح الخلفي الذي يرتفع فوق سرعة 80 كيلومتر في الساعة ويعود الى موقعه مع تراجع السرعة الى اقل من 40 كيلومتر في الساعة. وفي الداخل تظهر امام السائق مؤشرات تتغير في شكلها والوانها مع نوعية القيادة التي يختارها. وتوفر السيارة مقودا سميكا بمفاتيح خلفية لتغيير السرعات، ومقاعد ذات ظهر مرتفع بعلامة "إف" مطبوعة عليها.ويمكن الاختيار بين خمسة انواع مختلفة من الجلود للتجهيز الداخلي بحياكة بلون خيط مختلف عن لون الجلد. وتم تصميم دواسات جديدة تساهم في تعزيز التحكم اثناء القيادة. - كورفيت "زي 06":لا تفتقر احدث "زي 06" الى القوة حيث يدفعها المحرك المتأهب "إل تي 4" بثماني اسطوانات وسعة 6.2 لتر مع شاحن سوبر يوفر لها 625 حصانا لتدخل بذلك الى مصاف السيارات السوبر. وهي قفزة جبارة في مجال القدرة من الطراز السابق الذي كان محركه يوفر قدرة 460 حصانا. وهي سيارة يقال عنها انها مستعدة للمضمار في اي وقت. وهي من اسرع السيارات التي انتجتها جنرال موتورز بما في ذلك طراز "زد آر" السابق من كورفيت. ولكنها مع ذلك تتألق في مجال توفير الوقود بفضل تقنيات الحقن المباشر للوقود وتشغيل نصف طاقة المحرك في الانطلاق الهاديء، وخفة الوزن حيث تصنع اجزاء من الجسم من مكونات الكربون. وتحقق السيارة حوالي 21 ميلا بالغالون الواحد من الوقود، وهي نسبة جيدة. ويعتبر المحرك هو الاول في العالم الذي يجمع بين الشاحن السوبر ونظام تعطيل نصف اسطوانات المحرك لدى عدم الحاجة اليها. ويستخدم المحرك ايضا تقنية التوقيت المتغير للصمامات. ويرتبط المحرك بناقل يدوي بسبع سرعات مستعار من فئة "ستنغراي"، ويمكن اختيار ناقل اخر جديد اتوماتيكي بثماني سرعات. وتستخدم السيارة مكابح سيراميكية وسقف وغطاء محرك من الكربون. هذا ولن تصل كورفيت الجديدة الى الموزعين قبل بدايات عام 2015، كما لم تعلن الشركة بعد عن اسعارها. ولكن مصدر من الشركة قال ان من استطاع شراء "زي 06" السابقة سوف يستطيع شراء الجديدة منها. وتتحدى الشركة بهذه السيارة كافة السيارات الرياضية الايطالية والالمانية. - كاديلاك "أيه تي إس كوبيه":كشفت شركة كاديلاك عن فئة كوبيه من اصغر موديلاتها وهو "أيه تي إس"، وذلك لتلبية حاجات السوق الاميركي اولا في ايجاد بديل لسيارات الكوبيه الالمانية باهظة الثمن. وهي المرة الاولى التي تدخل فيها كاديلاك الى قطاع الكوبيه المدمج. وتستعير الكوبيه الكثير من المكونات والملامح من الفئة السيدان فيما عدا الجسم الخارجي. كما كشفت الشركة في المعرض ايضا عن تصميم جديد لشعار كاديلاك، سوف يستخدم للمرة الاولى على "أيه تي إس" كوبيه الجديدة. وتبنى الشركة هذه السيارة على قاعدة ألفا التي تتيح الدفع الخلفي او الرباعي، كما توفر المحركات نفسها التي تدفع الفئات السيدان ومنها محرك سعة لترين بأربعة اسطوانات وشاحن توربو يوفر 270 حصانا واخر سعة 3.6 لتر يوفر 321 حصانا. وتتوافق المحركات مع ناقل يدوي بست سرعات او اخر اتوماتيكي. وسوف تتيح الشركة ايضا خيار الدفع على كل العجلات. وتنافس الكوبيه الجديدة من كاديلاك سيارات مثل الفئة الرابعة الجديدة من بي إم دبليو وفئة آر سي الجديدة من لكزس، بالاضافة الى سي كلاس من مرسيدس بنز واودي "أيه 5". وتقول كاديلاك ان فئة الكوبيه الجديدة توفر تأهبا افضل وخفة وزن ونوعية قيادة افضل من المنافسة. وتنطلق السيارة بالمحرك الاصغر الى سرعة 60 ميلا في الساعة في غضون 5.6 ثانية. وتوفر كاديلاك نظام موسيقى متفوق في السيارة من نوع "بوز" مع نظام الغاء الضوضاء ضمن التجهيزات الاساسية. وتحمل السيارة منظومة اتصالات لاسلكية متكاملة.