سرقة بنك ألماني.. جرأة مطلقة ولمسات كوميدية غير متوقعة!
كشفت السلطات الأمنية الألمانية عن تفاصيل مذهلة تتعلق بواحدة من أكبر الجرائم المالية في التاريخ الحديث للبلاد، حيث نجحت عصابة إجرامية في تنفيذ عملية سرقة بنك سباركاسه في مدينة غلزنكيرشن.
وتشير التقارير الرسمية إلى نجاح الجناة في الاستيلاء على مبالغ نقدية ومقتنيات ثمينة قدرت قيمتها بنحو 30 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يتجاوز حاجز 40 مليون دولار أمريكي، في عملية اتسمت بالجرأة البالغة والتخطيط الهندسي الدقيق، الذي مكنهم من اختراق التحصينات المصرفية.
المفارقة التي أثارت دهشة المحققين تمثلت في لقطات فيديو رصدتها كاميرات المراقبة، وصفت بأنها كوميدية وغريبة في آن واحد، حيث أظهرت أحد أفراد العصابة الملثمين، وهو يرتدي سترة رمادية وقناعًا للوجه، يقف بكل هدوء أمام ماكينة دفع رسوم مواقف السيارات.
وبدلاً من الفرار السريع، استغرق اللص وقتًا في وضع العملات المعدنية واحدة تلو الأخرى داخل الماكينة، لضمان سداد القيمة الصحيحة قبل المغادرة، رغم أنه كان قد أتم للتو عملية سطو كبرى!
وفي مقطع آخر، ظهر عضو ثانٍ من المجموعة وهو يرفع حاجز الموقف يدويًا لتسهيل خروج حافلة بيضاء من طراز مرسيدس، ثم كرر الفعل ذاته لتخرج خلفه سيارة سوداء، يعتقد أنها كانت تقل بقية أفراد العصابة ومعهم الغنائم التي حصلوا عليها من سرقة البنك.
تفاصيل خطة اقتحام بنك سباركاسه
أوضحت الشرطة أن عملية الاختراق تمت عبر حفر جدار خرساني مسلح بسمك 18 بوصة، وتشير التحقيقات إلى أن الجناة، الذين يقدر عددهم بنحو شخصين أو ثلاثة، تسللوا إلى المبنى عبر مرآب السيارات، ونجحوا في اجتياز عدة أبواب أمنية حتى وصلوا إلى غرفة الأرشيف الملاصقة للخزينة.
واستخدمت العصابة معدات احترافية شملت مثقابًا صناعيًا يزن 20 كيلوغرامًا، مزودًا برأس من الألماس الصناعي، كما استعانوا بمضخات وخراطيم مياه وجالونات لتبريد آلات الحفر أثناء العملية التي استغرقت ما بين ساعتين إلى أربع ساعات من العمل المتواصل، للوصول إلى الكنوز المودعة بالداخل.
وظلت الجريمة غير مكتشفة لعدة أيام، إذ يعتقد المحققون أنها نُفذت خلال عطلة عيد الميلاد أو عطلة نهاية الأسبوع السابقة لها، ولم يتم إخطار السلطات إلا صباح يوم الإثنين حين انطلق إنذار الحريق داخل البنك.
وبوصول فرق الطوارئ، اكتشفوا الفجوة الضخمة في جدار الخزينة، التي كانت تضم 3,300 صندوق أمانات مؤجر لقرابة 2,700 عميل، حيث تمكن اللصوص من فتح وتفريغ ما يقرب من 90% من تلك الصناديق قبل الهروب عبر الفتحة التي صنعوها.
واستنادًا إلى البيانات التي نشرتها صحيفة بيلد الألمانية، فإن كل صندوق من صناديق الأمانات المتضررة خاضع لغطاء تأميني يصل إلى 12084.37 دولار، وهو ما يضع إدارة المصرف أمام فاتورة تعويضات ضخمة، قد تتخطى حاجز 38 مليون دولار أمريكي.
ورغم أن الضحايا شاركوا مقاطع الفيديو في مجموعة عبر تطبيق واتساب قبل وصولها للأمن، ورغم شهادات الجيران الذين رأوا رجالاً يحملون حقائب كبيرة في درج مرآب السيارات ليلة السبت، إلا أن المتحدث باسم الشرطة أكد عدم وجود خيوط قوية حتى الآن للقبض على الجناة الذين نفذوا أضخم سرقة بنك في ألمانيا، ولا يزالون في حالة فرار.
