"رهاب البيولوجي": دراسة تكشف لماذا يكره بعض الناس الطبيعة؟
رغم الأدلة العلمية الوفيرة على فوائد قضاء الوقت في الطبيعة لتقليل التوتر وتعزيز المناعة وحتى تحسين التحصيل الدراسي للأطفال، يعاني بعض الأشخاص من رهاب الحياة الطبيعية، وهو الخوف أو الكراهية أو الاشمئزاز من الحيوانات والطبيعة، و وفقًا لما نشره موقع The Conversation.
كشفت دراسة جديدة أجراها الباحث يوهان كيلبيرج جنسن، والتي راجعت 196 بحثًا عالميًا من مجالات الحفاظ على البيئة والعلوم الاجتماعية وعلم النفس، أن هذه الظاهرة في ازدياد مع الحياة الحضرية.
شملت الدراسة بحوثًا منتشرة عالميًا، وأظهرت نموًا سريعًا في الموضوع رغم قلّة الدراسات مقارنة بحب الطبيعة.
حددت الدراسة عوامل خارجية مثل البيئة الحضرية وتأثير الإعلام كفيلم "Jaws" الذي أثار الخوف الجماعي من القروش وعوامل داخلية تشمل نقص المعرفة بالأنواع والعمر والصحة الضعيفة التي تزيد الخوف من الحيوانات المفترسة الكبيرة الكبيرة مثل الدببة والذئاب.
أسباب رهاب الحياة الطبيعية المتعددة
تتفاعل هذه العوامل معًا، فالرهابيون يتجنّبون الطبيعة مما يعزّز دعمهم لقتل الحيوانات مثل الذئاب والدببة والقروش. تركّز الدراسات على الحيوانات المهدِّدة كالثعابين والعناكب، لكن الرهاب يشمل حتى الأنواع المفيدة كالضفادع ، مما يعيق جهود الحفاظ على البيئة ويحرم الأفراد من الفوائد الصحية المثبتة علميًا.
اقترحت دراسة يوهان كييلبرغ جنسن ثلاث فئات علاجية رئيسية. أوّلها التعرض التدريجي من قضاء وقت في الطبيعة إلى علاج سريري يبدأ بصور الحيوانات مع إعادة صياغة التفكير عنها، كعلاج رهاب العناكب بالصور أوّلاً.
ثانيًا، "التعليم" من خلال الدراسات الطبيعية واللافتات التعليمية في المحميات لفهم سلوك الأنواع وغيرها.
ثالثًا، "تخفيف الصراع" بتقليل التجارب السلبية كحماية المحاصيل من الحيوانات البرّية، مع الاعتراف بأن بعض المخاوف منطقية في سياقات معيّنة. أشارت الدراسة إلى فجوات بين مجالات البحث، حيث يركّز علم النفس على التأثيرات البشرية بينما تهمل العلوم البيئية السياقات الاجتماعية والنفسية.
مع تزايد العزلة الحضرية عن الطبيعة، يُعد فهم رهاب الحياة الطبيعية حاسمًا للحفاظ على الصحّة العامة والتوازن البيئي، محذِّرًا من أن كراهية الطبيعة تهدِّد الفوائد الصحية والنظم الإيكولوجية المستقرة.
