تسلا تقترب خطوة جديدة من القيادة الذاتية عبر ابتكار تقني مذهل
خطت شركة تسلا خطوة جديدة نحو تطوير تقنيات القيادة الذاتية، بعدما سجلت براءة اختراع مبتكرة تهدف إلى تحسين أداء كاميرات السيارات، في إطار استراتيجيتها المثيرة للجدل التي تعتمد على الكاميرات بدلًا من أنظمة «ليدار» و «الرادار».
وتُظهر البراءة، التي رُصدت لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي، تصميمًا جديدًا لدروع مضادة للوهج تحيط بعدسات كاميرات نظام القيادة الذاتية (FSD)، في محاولة لمعالجة واحدة من أبرز المشكلات التي تؤثر على دقة الرؤية، وهي انعكاس الضوء القوي، سواء من الشمس أو من مصادر الإضاءة الليلية.
نهج تسلا المختلف في القيادة الذاتية
تعتمد تسلا، بقيادة رئيسها التنفيذي إيلون ماسك، نهجًا غير تقليدي في سعيها لما تسميه «حل القيادة الذاتية»، إذ تركز بشكل شبه كامل على أنظمة الكاميرات، بعدما بدأت منذ عام 2022 في إزالة الحساسات فوق الصوتية من سياراتها، وسط انتقادات واسعة من خبراء الصناعة.
وترى تسلا أن تحسين الرؤية البصرية للكاميرات يمكن أن يعوض غياب تقنيات الاستشعار الأخرى، وهو ما تعكسه تفاصيل براءة الاختراع الجديدة.
تشير الوثائق إلى أن الدروع التقليدية المصنوعة من البلاستيك، رغم طلاءها باللون الأسود غير اللامع، لا تزال تعكس قدرًا كبيرًا من الضوء، ما يؤدي إلى تشويش الصورة وإضعاف أداء الكاميرا، وهو أحد الأسباب الشائعة لتعطيل نظام القيادة الذاتية مؤقتًا.
ولحل هذه المشكلة، تقترح تسلا تصميم دروع ثلاثية الأبعاد مغطاة بمخاريط مجهرية دقيقة للغاية، تشبه في بنيتها رغوة عزل الصوت المستخدمة في استوديوهات التسجيل. ويتراوح ارتفاع هذه المخاريط بين 0.65 و2 مليمتر، مع أطراف حادة تعمل على احتجاز الضوء ومنعه من الانعكاس نحو العدسة.
وتتضمن البراءة أيضًا استخدام طلاء «فائق السواد»، مشابه لمواد مثل «فانتابلاك» المعتمدة على أنابيب الكربون النانوية، بهدف تقليل الانعكاس الضوئي إلى أدنى حد ممكن، ما يسمح للكاميرات بالعمل بكفاءة أعلى في مختلف ظروف الإضاءة.
نظام القيادة الذاتية في تسلا
ولا يقتصر الابتكار على التصميم الثابت، إذ تقترح تسلا نظامًا نشطًا قابلًا للتعديل، يستخدم محركات صغيرة وآليات تحكم كهربائية لتغيير زاوية الدرع المضاد للوهج في الوقت الحقيقي، وفقًا لمصدر الضوء، سواء كان الشمس أثناء النهار أو أضواء السيارات ليلًا.
ولتجاوز صعوبات التصنيع الدقيقة، تقترح تسلا استخدام الفولاذ المُلبّد بدلًا من البلاستيك، وهو مادة صلبة تسمح بمرور الهواء، وتوفر متانة أعلى للمخاريط المجهرية دون تشوه أو تلف.
ويرى مراقبون أن هذا الابتكار، إلى جانب براءات اختراع أخرى مثل دمج خدمة «ستارلينك» داخل السيارات، قد يعزز من قدرات سيارات تسلا المستقبلية، رغم استمرار الشركة في تجاهل تقنيات «ليدار» و«الرادار» التي تعتمد عليها معظم الشركات المنافسة.
