ذا مارك يحتفي بعشرين عامًا من الابتكار في تحفة فنية من دار أسولين
بكل ما يرمز إليه من أناقة متمردة وتاريخ من التفرّد، يُجسّد فندق ذا مارك القمة في عالم الضيافة الفاخرة بمانهاتن. الفندق، الذي يوازن بين الطابع العصري في التصميم وسحر الكلاسيكية في التفاصيل، يمنح زواره تجربة تجمع بين الدفء والترف في آنٍ واحد.
وفي احتفاء بجماليات هذا المعلم الأيقوني، أعلنت دار أسولين Assouline عن إصدار كتابٍ بعنوان The Mark، مخصص بالكامل لاستكشاف عالم الفندق وسحره الخاص.
حرره الكاتب ديريك بلاسبيرغ، أحد أبرز مؤلفي الكتب الأكثر مبيعًا لدى نيويورك تايمز، ليقدّم من خلال صفحاته تحية أنيقة إلى هوية فندق ذا مارك الراسخة، وإلى بصمته التي تمزج الحداثة بروح الأحياء الراقية في نيويورك.
ذا مارك.. قرنٌ من التميّز
منذ اللحظة الأولى لتأسيسه، رسّخ فندق ذا مارك معايير جديدة في عالم الضيافة الراقية، فهو يحتضن أكبر جناح بنتهاوس فندقي في أمريكا الشمالية، ويجسّد روح التفرّد التي جعلت منه عنوانًا للأناقة المتجددة.
هذه الهوية المميزة صاغها المصمم الشهير جاك غرانج، الذي تعاون مع نخبة من الفنانين العالميين ليحوّل الفندق إلى مساحة تنبض بالإبداع الحرفي والذوق المعماري الرفيع.
ومع مرور قرنٍ على افتتاحه الأول، لا يزال ذا مارك أحد الرموز الخالدة في عالم التميّز والفخامة. ففي عام 2005، أطلق جاك غرانج حقبة جديدة من الحداثة الجريئة حين أعاد تصوّر الفندق بالكامل، جامعًا بين أناقة باريس الرفيعة وطابع نيويورك العصري النابض.
وبمشاركة توقيعات فنية من كارل لاغرفيلد، بول ماتيو، وغي دو روجمون، تحوّل الفندق إلى تحفة تجمع بين الفخامة والبساطة، وبين الرقيّ والخيال.
منذ ذلك الحين، غدت الردهة الشهيرة بأرضيتها المتناوبة بين الأسود والأبيض، والأثاث المصمم خصيصًا، والتفاصيل الفنية الدقيقة، جزءًا من الهوية البصرية التي لا تُخطئها العين.
مثلما ينطق المكان بلغة التصميم، تتحدث مطابخه بلغة الذوق العالمي، إذ يحتضن الفندق مطعمًا بإدارة الطاهي الشهير جان-جورج فونغيريختن، إلى جانب مطعم كافيار كاسبيا في ذا مارك الذي يحمل روح باريس وأصالتها.
ولأن الرفاهية في ذا مارك لا تتوقف عند المذاق، بل تشمل أدق جوانب التجربة، يقدّم الفندق لزوّاره خدمات تنسجم مع طابعه الأنيق، من بينها صالون تصفيف الشعر الذي يحمل توقيع الخبير العالمي فريدريك فيكاي، والعطر الحصري Jurassic Flower الذي صممه خصيصًا للفندق مبتكر العطور الفرنسي فريدريك مال ليكون بصمته العطرية المميزة التي تعبّر عن روح المكان وفرادته.
أسهمت هذه الخدمات الراقية، إلى جانب التصميم المتقن والموقع المميز، في أن يتجاوز ذا مارك مع مرور الزمن مكانته كفندق، ليصبح موطنًا للفنانين والمصممين والوجوه الثقافية اللامعة، وملاذًا للمؤثرين في عالم الموضة والجمال.
فقد تحوّل الفندق الشهير إلى المقر غير الرسمي لحفل ميت غالا العالمي، بحيث تبدأ منه لحظات الوصول التي تخطف بريق الكاميرات كل عام.
وبين عربات الدراجات المخصصة لضيوفه ورحلات المراكب الشراعية الخاصة عبر مرفأ نيويورك، تتجسّد فلسفة ذا مارك التي تمزج بين حرية المدينة وأناقتها الخالدة، لتصنع تجربة تُعيد تعريف معنى الفخامة بأسلوب يجمع بين الخفة والتميّز ودفء التفاصيل.
اقرأ أيضًا: رفاهية على الماء: فنادق تمنحك يخوتًا حصرية حسب الطلب
كتاب يوثّق عقدين من فخامة ذا مارك
في امتدادٍ للإرث الفني والثقافي الذي شكّله فندق ذا مارك على مرّ السنين، جاء الكشف عن كتاب The Mark احتفالا بمرور عشرين عامًا على إعادة تخيّل الفندق، ضمن مشروع فني متكامل أشرف عليه بروسبير أسولين، مؤسس الدار، بالتعاون الوثيق مع مُلّاك الفندق وفريقه التسويقي.
من خلال صفحات الكتاب، تُفتح أمام القارئ رحلة بصرية مفعمة بالتفاصيل. تتوزع بين صور أرشيفية ورسومات أصلية للفنان جان-فيليب ديلوم وبورتريهات لضيوف بارزين، لتقدّم رؤية متكاملة لعالم الفندق من الداخل.
الرحلة تمتد بعد ذلك إلى البنتهاوس الفخم، أضخم جناح بنتهاوس في أمريكا الشمالية، ثم إلى أبرز وجهات الفندق، من صالون فريدريك فيكاي ومطعم جان-جورج وخدمة الغرف الراقية، وصولاً إلى متجر أسولين الذي يرسّخ الحضور الثقافي للعلامة في قلب مانهاتن.
لم يكن هذا الإصدار مجرد كتاب فخم، بل كاستمراريّة لرحلة المكان نفسه، بحيث يتحوّل الطابع المعماري والذوق البصري إلى رواية توثّق مسيرة نيويوركية مترفة بروحها وثقافتها.
وقد جاء إصدار الكتاب في توقيت مثالي يُجسّد مرحلة جديدة من مسيرة الفندق، إذ رافق لحظة استثنائية من تاريخه تُوّج فيها بالاعتراف العالمي.
ففي أكتوبر 2025، أُدرج فندق ذا مارك، الذي يضم 106 غرفة و47 جناحًا، ضمن قائمة أفضل خمسين فندقًا في العالم، ليكون الوحيد من نيويورك، وواحدًا من فندقين فقط في الولايات المتحدة ينالا هذا التكريم المرموق.
إنجازٌ يعكس الانسجام بين ما وثّقه الكتاب من رؤية فنية وثقافية، وما يعيشه الفندق واقعًا من حضورٍ راسخ يجعل منه مرجعًا للفخامة الحديثة في قلب المدينة.
