موسوعة غينيس توثق إنجازات أفاتار التاريخية مع صدور Fire and Ash
كشفت موسوعة غينيس للأرقام القياسية عبر تقرير نُشر على حسابها الرسمي، عن قائمة مذهلة من الأرقام القياسية التي حطمتها سلسلة أفاتار للمخرج العالمي جيمس كاميرون، وذلك بالتزامن مع طرح الجزء الثالث من السلسلة تحت عنوان "Fire and Ash" في دور العرض السينمائي حول العالم.
وأوضحت غينيس أن السلسلة التي بدأت عام 2009 بفيلم Avatar، ما تزال حتى اليوم واحدة من أكثر الأعمال نجاحًا في التاريخ، بعد أن حطمت عددًا هائلًا من الأرقام القياسية التي لم يسبقها إليها أي عمل سينمائي آخر.
إنجازات الجزء الأول من سلسلة أفاتار
الجزء الأول من السلسلة الذي صدر عام 2009 لا يزال يحمل مجموعة من الأرقام القياسية الفريدة، إذ تصدّر لائحة أعلى الأفلام تحقيقًا للإيرادات في العالم بإجمالي 2.923 مليار دولار أمريكي حتى 14 مارس 2023، وفقًا لبيانات The Numbers التي استندت إليها موسوعة غينيس.
كما أصبح الفيلم الأعلى دخلاً من بين الأعمال المصنفة PG-13، ومن فئة أفلام الخيال العلمي، والأكشن، إضافة إلى كونه أول فيلم سينمائي في التاريخ يتجاوز حاجز الملياري دولار.
وسجل كذلك رقمًا قياسيًا في أعلى إيرادات يحققها فيلم في يوم رأس السنة الميلادية عام 2010، إذ بلغت أرباحه في ذلك اليوم 25.2 مليون دولار.
وأوضح تقرير غينيس أن «أفاتار» نال أيضًا لقب أكثر الأفلام تكلفة في الإنتاج، بميزانية تجاوزت 425 مليون دولار، إلى جانب كونه أضخم مشروع في تاريخ السينما يعتمد على تقنية "الالتقاط الحركي"؛ وهي التقنية التي تُستخدم لتسجيل حركات الممثلين وتحويلها رقميًا إلى شخصيات ثلاثية الأبعاد.
واستغرق تنفيذ هذا المشروع ثلاث سنوات في شركة Giant Studios بمدينة لوس أنجلوس، بمشاركة 80 ممثلًا، وهو العدد الأكبر الذي يُستخدم في فيلم واحد على الإطلاق.
وجرى التصوير في مساحة غير مسبوقة بلغت 150×80×40 قدمًا (ما يعادل 45×24×12 مترًا) على مسرح Kong Stage في مدينة ويلينغتون – نيوزيلندا، لتُسجل كـ أكبر مساحة في العالم مخصصة لتقنية الالتقاط الحركي.
لم تتوقف إنجازات «أفاتار» عند شباك التذاكر فحسب؛ إذ أصبح أول فيلم ثلاثي الأبعاد يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل تصوير سينمائي، كما حقق رقمًا قياسيًا بصفته أسرع فيلم مبيعًا على أقراص "بلو-راي" المنزلية عالية الدقة في تاريخ الأسواق العالمية.
وأشارت غينيس إلى أن المخرج جيمس كاميرون، الذي سبق أن أخرج التحفة السينمائية Titanic عام 1997، يُعد المخرج الوحيد في التاريخ الذي أخرج عدة أفلام تجاوزت إيراداتها المليار دولار.
أرقام Avatar: The Way of the Water القياسية
الجزء الثاني من السلسلة The Way of the Water الذي صدر عام 2022 أكمل مسيرة الإنجازات، حيث منحت إيراداته غير المسبوقة السلسلة لقب أعلى متوسط دخل للأفلام في التاريخ، إذ بلغ 2.607 مليار دولار أمريكي لكل فيلم حتى مارس 2023.
وبحسب تصريحات نشرها المحلل السينمائي براين إليرمان من موقع The Numbers عبر تقرير غينيس، فإن توقعات الإيرادات تشير إلى أن فيلم Fire and Ash مرشح قوي للحفاظ على هذا الرقم القياسي.
وقال إليرمان: «استنادًا إلى توقعاتنا، فإن فيلم Avatar: Fire and Ash سيحقق نحو 630 مليون دولار في شباك التذاكر الأمريكي، ومع الأرباح العالمية، ستواصل السلسلة احتفاظها بلقب الأعلى ربحًا في المتوسط».
وسجّلت موسوعة غينيس أيضًا إنجازًا آخر للجزء الثاني، بعد أن تم تصنيفه كـ أكبر مشروع تصوير تحت الماء باستخدام تقنية الالتقاط الحركي. فقد نفذ طاقم العمل أكثر من 250 ألف غطسة خلال 18 شهرًا داخل خزانين عملاقين في Manhattan Beach Studios بكاليفورنيا، كان الأكبر بينهما بطول 120 قدمًا، وعرض 60 قدمًا، وعمق 30 قدمًا، واستيعاب أكثر من 250 ألف جالون ماء.
وتطلبت تقنية التصوير تحت الماء صفاءً تامًا للمياه، مما أجبر الممثلين والمصورين على التصوير دون الاستعانة بأجهزة الغوص، وهو ما دفع كيت وينسلت لتعلم الغوص الحر بإشراف المدرب الشهير كيرك كراك.
ونجحت النجمة كيت وينسلت، التي أدت شخصية "رونال"، في تسجيل رقم قياسي عالمي معتمد من موسوعة غينيس بعدما حبست أنفاسها لمدة 7 دقائق و15 ثانية، محققة لقب أطول حبس أنفاس على الشاشة لممثل رئيسي.
ومن جهتها، نالت الممثلة زوي سالدانا اعترافًا خاصًا من غينيس لكونها أول ممثلة في التاريخ تشارك في أربعة أفلام تتجاوز إيراداتها حاجز ملياري دولار، وهي: Avatar (2009)، وAvengers: Infinity War (2018)، وAvengers: Endgame (2019)، وAvatar: The Way of the Water (2022).
ومع طرح الجزء الثالث Fire and Ash، تؤكد غينيس أن السلسلة أمام اختبار جديد بين الحفاظ على سجلها القياسي أو تجاوزه مجددًا.
ومع التوقعات الأولية التي تشير إلى إيرادات تتخطى المليارات، تبدو أفاتار مرشحة بقوة لمواصلة الصدارة كأكثر سلسلة تحقيقًا للأرباح والتأثير في تاريخ السينما الحديثة.
ورغم مرور أكثر من 15 عامًا على انطلاقها، تواصل أفاتار تقديم تجربة بصرية وتقنية لا مثيل لها، تثبت أن حدود الإبداع في السينما لا تزال قابلة للكسر، تمامًا كما تفعل في سجلات غينيس عامًا بعد عام.
