مع اقتراب نهاية العام.. هل مرّ 2025 أسرع مما تخيلت؟ العلماء يفسرون السبب
مع اقتراب العام من نهايته، يتشارك كثيرون الشعور ذاته بأن عام 2025 مرّ بوتيرة أسرع من المعتاد، وكأن الأيام انزلقت دون أن نشعر بها. ووفقًا للخبير في إدراك الزمن البصري هينز هوغندورن، فإن تفسير هذا الإحساس لا يرتبط بالسنة ذاتها، بل بطريقة عمل الدماغ في معالجة مفهوم "مرور الوقت".
فالزمن ليس عنصرًا ماديًا يمكن للإنسان رؤيته أو لمسه، بل تجربة عقلية تُبنى على تتابع الأحداث المحيطة بنا. ويستدل الدماغ على مرور الوقت من خلال كمية الذكريات التي يخزنها خلال فترة معينة. كلما كانت تلك الذكريات غنية بالأحداث والتجارب الجديدة، تبدو المدة الزمنية أطول عند تذكّرها لاحقًا.
كيف يجعلنا الروتين نشعر بتسارع السنوات؟
يوضح العلماء أن الروتين اليومي المتكرر من أكثر العوامل التي تخلق وهم "مرور الوقت بسرعة". فحين ينشغل الإنسان بالمهام المتكررة كالعمل والالتزامات العائلية لا يسجّل الدماغ تفاصيل كثيرة عنها، لأنها مألوفة. وعند النظر للوراء، تبدو الأشهر والسنوات أقصر مما كانت عليه في الواقع.
أما عندما يمر الفرد بتجارب جديدة وغير مألوفة، فإن الدماغ يبذل جهدًا أكبر في معالجتها وتخزينها كذكريات مميزة، ما يجعل تلك الفترات تبدو أطول عند استرجاعها لاحقًا. لذلك، يصف الناجون من الحوادث أو المواقف المفاجئة شعورهم وكأن الزمن "توقف"، بسبب الزخم الكبير لتفاصيل التجربة.
كيف يمكننا إبطاء الإحساس بمرور الوقت؟
من الناحية العلمية، لا يمكن إبطاء الزمن نفسه، لكن يمكن التأثير في إدراكنا له. فعندما يشعر الإنسان بالملل أو يراقب الوقت عن قرب، يبدو وكأنه يمر ببطء. أما الانخراط في نشاطات مألوفة أو انشغال الذهن بمهمات متعددة يجعل الساعات تمضي أسرع مما نتخيل.
ويُنصح بجعل الحياة مليئة بالتجارب الجديدة والأنشطة المتنوعة السفر، التعلم، أو خوض مغامرات مختلفة لأنها تترك أثرًا أوضح في الذاكرة. كما أن تدوين الأحداث اليومية أو الاحتفاظ بالذكريات يساهم في إبطاء الشعور بمرور الزمن عند استرجاعه لاحقًا.
وفي النهاية، لا يتسارع الزمن فعلًا، لكنه يبدو كذلك لأن أدمغتنا تتعامل مع الأيام المكررة بخفة، ومع اللحظات الفريدة بعمق، في تجربة نفسية تجعل من كل عام مرآة لمدى غنى حياتنا بالأحداث.
