توثيق ظاهرة بحرية غريبة في أستراليا.. لماذا عجز العلماء عن تفسيرها؟ (فيديو)
رصد فريق ركوب أمواج وتصوير أسترالي ظاهرة مذهلة على ساحل أستراليا، حيث تتجمع الأمواج في دوامة مركزية قبل أن تنفجر في عمود مائي ضخم يصل ارتفاعه إلى 130 قدمًا "40 مترًا".
وأثناء تصوير سلسلة أفلامهم المستقلة Tension، لاحظ المصوران كريس وايت وبن ألين هذه الظاهرة التي يميزها أنها ليست حدثًا عارضًا، بل تتكرر بشكل مستمر في نفس الموقع الغامض، مما يجعلها استثناءً نادرًا بين الظواهر الطبيعية.
اكتشاف الظاهرة وإعادة توثيقها
والتقطت الظاهرة لأول مرة قبل حوالي عقد من الزمن خلال رحلة بحرية، وبقيت صورة الأمواج الغريبة عالقة في ذهن وايت، ليقرر العودة لتصويرها أثناء تحضير الجزء الـ11 من سلسلة Tension.
ووجد وايت أن نفس نمط الأمواج من سنوات مضى يتكرر بانتظام، مما جعل التجربة أكثر إثارة ودهشة بالنسبة له ولفريقه.
ولم يكشف الفريق عن الموقع الدقيق للدوامة؛ لأسباب تتعلق بالسلامة؛ إذ أوضح وايت أن النزول إلى هذه الدوامة يمثل خطرًا بالغًا، قائلاً: "إذا نزلت، فالموت مضمون".
كما أشار إلى استشارة مهندس أمواج لم يجد تفسيرًا للظاهرة: "الرف الصخري ثابت، لا يتحرك، فكيف تتكسر الأمواج من كل الجهات في نفس الوقت مثل المكبس؟".
تعقيد الظاهرة علميًا
وعادةً ما تنتج الطبيعة موجات غريبة بسبب التضاريس المحلية أو تغيرات الطقس، إلا أن معظم هذه الظواهر تكون عابرة وغير متكررة.
هنا، الوضع مختلف، فالدوامة تتكرر بشكل دوري، وهو ما أثار دهشة العالم آرنولد فان رويجن، خبير ديناميكيات الأمواج في جامعة أستراليا الغربية، إذ قال إنه حتى الآن لا يوجد تفسير لهذه الظاهرة الغريبة.
وأوضح رويجن أن الظاهرة نتجت عن "تفاعل فريد بين تضاريس الشعاب البحرية وتماثل أعماق المياه"، لكنه تعجب من إمكانية تكرار حدوثها بشكل دائم.
وأكّد ألين مشغل الطائرة المسيرة للطاقم، أن الظاهرة تكررت عدة مرات أمام أعينهم، وأشار وايت: "لقد شاهدت آلاف الموجات خلال مسيرتي، لكنني لم أر شيئًا يقترب من هذا؛ إنه عرض طبيعي مذهل، وكأنه مشهد من فيلم خيالي".
الظاهرة تجمع بين الروعة والجاذبية البصرية والخطر المحتمل، حيث يمكن لأي محاولات الاقتراب منها أن تكون مميتة.
ومع ذلك، تمكن الطاقم من توثيق الظاهرة باستخدام الطائرات المسيرة والكاميرات عن بُعد، ما وفر لهم فرصة نادرة لمشاهدة الطبيعة في أقصى تجلياتها من دون المخاطرة المباشرة.
وتسلط هذه الظاهرة الضوء على قدرة الطبيعة على إنتاج أشكال غير متوقعة من الحركة المائية، وتبرز أهمية البحث العلمي المستمر لفهم التفاعلات بين التضاريس البحرية والأمواج.
وتتيح هذه الظاهرة للمهتمين بالتصوير والمغامرات البحرية فرصة اكتشاف مواقع سرية تحمل مشاهد طبيعية استثنائية تتحدى التفسيرات العلمية التقليدية.
