جيف بيزوس يمنح 5 ملايين دولار لدعم التعليم العصبي المتنوع
أعلن مؤسس أمازون جيف بيزوس وزوجته لورين سانشيز بيزوس عن تبرع قدره 5 ملايين دولار لدعم مؤسسة تحالف التنوع العصبي، وهي شبكة رائدة لدعم الطلاب أصحاب الاختلافات الذهنية والمعرفية.
وجاء هذا الدعم في إطار جائزة بيزوس للشجاعة والإنصاف Bezos Courage & Civility Award التي أُطلقت عام 2021 لتقدير الأفراد الذين يقدمون حلولًا مبتكرة لقضايا اجتماعية وإنسانية مغفلة.
وتمنح الجائزة دون أي شروط تقييدية، بحيث يتمتع الفائزون بحرية استخدام المبلغ في تحقيق أهدافهم الخيرية.
وأوضح ديفيد فلينك، المدير التنفيذي للمؤسسة، أن هذا التكريم جاء ثمرة لجهود آلاف الطلاب الساعين إلى ترسيخ بيئة تعليمية أكثر شمولًا، مؤكدًا أن المبادرات الصغيرة حين تتضافر تصنع تأثيرًا كبيرًا بمرور الوقت، في إشارة إلى تقدير الزوجين بيزوس لتلك الجهود.
دور جيف بيزوس في دعم التعليم الخاص
يمثل اختيار فلينك تحوّلًا في توجه الجائزة التي سبق أن كرّمت شخصيات بارزة مثل فان جونز، وخوسيه أندريس، وإيفا لونغوريا، ودولي بارتون، إذ تسعى المبادرة هذا العام إلى توجيه الدعم نحو المبادرات القاعدية بدلًا من الاعتماد على المشاهير.
وتعود جذور مؤسسة تحالف التنوع العصبي إلى أكثر من 25 عامًا، إذ بدأت كبرنامج إرشاد بين الأقران للطلاب الذين يعانون اختلافات في التعلم والنمو مثل التوحد وفرط الحركة وعسر القراءة.
واليوم، تمتد أنشطتها إلى أكثر من 600 مدرسة وجامعة، مع خطة للتوسع إلى 2000 موقع بحلول عام 2028.
وتعتزم المؤسسة استثمار التبرع في تعزيز برامج الإرشاد وتنمية شبكة وطنية من الطلاب القادرين على إدارة نوادي مخصصة لدعم زملائهم ذوي الاختلافات العصبية.
ولم يكشف الزوجان بيزوس عن دوافعهما المباشرة وراء دعم هذا القطاع، إلا أن خلفيتيهما الشخصية تلقي الضوء على اهتمامهما بالمجال؛ إذ تُقدّر ثروة جيف بيزوس بنحو 240 مليار دولار، وقد سبق أن موّل مدارس مجانية مستوحاة من فلسفة "مونتيسوري".
أما لورين سانشيز فقد تحدثت عن معاناتها مع "عسر القراءة" في طفولتها، وكيف شجعها أحد أساتذتها الجامعيين على الفحص والتشخيص، وهو ما ألهمها لاحقًا لتأليف كتاب للأطفال يتناول تجربتها.
ويشير خبراء العمل الخيري، مثل البروفيسور ليزلي لينكوفسكي من جامعة إنديانا، إلى أن بيزوس يتبنى نموذجًا مختلفًا عن نظرائه من المليارديرات مثل بيل غيتس، حيث يركز على تمويل المجتمعات والأفراد مباشرة بدلًا من إصلاح الأنظمة، واصفًا أسلوبه بأنه "أقدم وأكثر قربًا من الناس".
ويُذكر أن القيمة الإجمالية للجائزة تقلّصت هذا العام إلى 25 مليون دولار موزعة على خمسة فائزين، مقارنة بـ100 مليون دولار في السنوات السابقة.
ويرى فلينك أن هذا الدعم يأتي في وقت حرج يشهد تراجعًا في الموارد الحكومية المخصصة لطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، مما يجعل للمؤسسات الخيرية دورًا أكبر في سد الفجوة ودعم المساواة التعليمية.
