الضرائب تطارد مطعم بيب غوارديولا.. نهاية غير متوقعة لمشروعه في مانشستر
أعلن مطعم مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا «تاست كتالا» في مانشستر، عن إغلاقه النهائي يوم السبت المقبل، بعد سبع سنوات من تأسيسه، بسبب «الظروف التجارية الاستثنائية وارتفاع التكاليف»، وفق بيان رسمي نُشر عبر موقعه الإلكتروني.
يقع المطعم في شارع كينغ الفاخر بمدينة مانشستر، وكان يشكّل إحدى الوجهات المفضلة لبيب غوارديولا لاستضافة لاعبي مانشستر سيتي الجدد وأعضاء مجلس إدارة النادي.
كما استقبل المطعم نخبة من لاعبي ومدربي الدوري الإنجليزي الممتاز، من بينهم ميكيل أرتيتا وكيفن دي بروين، الذين تذوقوا أطباقًا من المطبخ الكتالوني المميز، مثل طبق الأرز بالحبار الذي يبلغ سعره 43 جنيهًا إسترلينيًا (نحو 57.38 دولارًا أمريكيًا).
وأشار البيان إلى أن القرار جاء بعد سلسلة من الأعباء الاقتصادية المتزايدة التي فُرضت على قطاع الضيافة البريطاني، نتيجة موازنة وزيرة الخزانة راشيل ريفز، التي واجهت انتقادات حادة من جمعيات الأعمال وأصحاب المطاعم.
فقد أُلغيت حزمة التخفيضات على ضرائب الأعمال التي كانت قد أقرتها الحكومة السابقة، مما أدى إلى زيادة متوسط الضرائب على المنشآت بنسبة 76%، بحسب منظمة UKHospitality.
وأكد المدير التنفيذي للجمعية ألين سيمبسون أن «الضغوط المتزايدة دفعت الكثير من المنشآت إلى الإغلاق النهائي»، محذراً من أن استمرار هذه السياسات «سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في الوظائف والمشروعات».
تأثير الأزمات الاقتصادية على قطاع الضيافة
في المقابل، حذّرت جمعيات متخصصة في قطاع الضيافة من أن تلك الزيادات ستُحمّل القطاع أعباء إضافية تتجاوز 1.4 مليار جنيه إسترليني سنويًا (نحو 1.86 مليار دولار أمريكي)، إلى جانب إضعاف قدرة الشركات على استقطاب وتوظيف فئة الشباب.
وفي ظلّ تنامي الغضب، أطلق أكثر من 250 صاحب مطعم وُجهات ضيافة حملة احتجاجية باسم "Taxed Out"، تدعو إلى حظر دخول النواب العماليين إلى منشآتهم، احتجاجًا على ارتفاع الضرائب. ومن بين المشاركين في الحملة الإعلامي جيريمي كلاركسون والمغني ريك أستلي.
أما وزارة الخزانة البريطانية فأكدت تخصيص دعم مالي قدره 4.3 مليار جنيه إسترليني (نحو 5.73 مليار دولار أمريكي)، يمكن للمؤسسات المتضررة الاستفادة منه لتخفيف الأعباء التشغيلية.
وغير أن عددًا من أصحاب المطاعم يرون أن هذه الإجراءات ما تزال غير كافية لإنقاذ القطاع، الذي يرزح تحت وطأة ارتفاع فواتير الطاقة وتراجع إنفاق المستهلكين.
مطعم «تاست كتالا» الذي كان يستوعب 120 ضيفًا على ثلاث طبقات، ضمّ مساحة مخصصة للطعام غير الرسمي في الطابق الأرضي، وغرفة طعام رئيسية في الأول، وصالات خاصة لتقديم قوائم التذوق في الطابق الثاني.
وجاء المشروع نتيجة تعاون غوارديولا مع المدير التنفيذي لمانشستر سيتي فيران سوريانو والمدير الرياضي تشيكي بيغيريستين، إلى جانب الطاهي الإسباني الشهير باكو بيريز الحاصل على خمس نجوم ميشلان.
في بيانه الوداعي، عبّر المطعم عن امتنانه لعملائه وفريقه، مؤكدًا: «نفخر بأننا شاركنا جزءاً من ثقافة كتالونيا مع سكان مانشستر، وننتظر استقبال زوارنا في أيامنا الأخيرة حتى 20 ديسمبر للاحتفال بما مثّله تاست على مدار سبعة أعوام من الذكريات الجميلة».
وفي تحديث لاحق، أعلن المطعم أن جميع القسائم غير المستخدمة سيتم استبدالها تلقائيًا. فيما وصف زبائن سابقون القرار بأنه «انعكاس للواقع الصعب الذي يواجه قطاع الضيافة الآن»، مؤكدين أن «سبع سنوات تُعد فترة طويلة بالفعل لمطعم في هذا السوق».
