السجن 17 عاماً لأخطر محتال عاطفي في بريطانيا!
قضت محكمة " سنيرزبروك كراون" في بريطانيا بالسجن لمدة 17 عاماً على نايجل بيكر "Nigel Baker"، البالغ من العمر 56 عاماً، بعد إدانته في 18 تهمة احتيال مالي تورط فيها عبر الإنترنت.
ووصفت السلطات بيكر بأنه "أسوأ محتال عاطفي في البلاد"، إذ تمكن خلال ثماني سنوات من خداع خمس نساء مطلقات والاستيلاء على أكثر من 1.2 مليون دولار من مدخراتهن وأموال قروض حصلن عليها لمساعدته.
قضية نايجل بيكر
أظهرت التحقيقات أن بيكر كان يتعرف على ضحاياه عبر الإنترنت، مقدماً نفسه كرجل مسؤول يبحث عن شريكة حياة جادة بعد تجربة طلاق صعبة.
وكان يُظهر اهتماماً وتعاطفاً كبيرين تجاه النساء ليكسب ثقتهن ثم يبدأ بطلب المال تدريجياً، بحجج إنسانية مثل حاجته لتغطية نفقات أطفاله أو إصلاح منزل والده أو دفع تكاليف علاج حيوانه الأليف.
القاضي الذي تولى القضية أوضح أن بيكر تعمد "استغلال مشاعر النساء الطيبات الباحثات عن الاستقرار"، واصفاً أسلوبه بأنه "محترف بدم بارد"، إذ أقنع بعضهن ببيع منازلهن أو أخذ قروض مالية ضخمة لمساعدته.
إحدى الضحايا، وهي ضابطة شرطة، قالت أمام المحكمة إنها خسرت ما يقارب 100 ألف دولار لصالحه، ووصفت التجربة بأنها "مؤلمة ومهينة"، مضيفة: "لقد شعرت أنني تعرضت للخداع على أعمق مستوى إنساني. كان يمثل الحب والأمان، لكنه كان يستغلني بلا رحمة".
ضحايا بيكر شملن سيدات ناجحات من خلفيات مهنية متنوعة، بينهن محاسبة وسيدة أعمال وممرضة في جهاز الصحة الوطني البريطاني. وأكدت إحداهن أنها منحت بيكر مدخرات عمرها التي كانت مخصصة لتعليم ابنتها، فيما باعت أخرى منزلها لتقرضه نحو 250 ألف دولار.
القاضي تشارلز فالك وصف نايجل بيكر أثناء النطق بالحكم بأنه "محتال بلا ضمير إنساني"، موضحاً أنه "تلاعب بعواطف النساء مستخدماً وعود الزواج والحياة المشتركة لتحقيق مكاسب شخصية، دون اكتراث بما سببه من دمار نفسي ومالي".
وأضاف فالك أن المتهم كان يقدم نفسه دائماً كرجل جاد يبحث عن شريكة حياة، لكنه في الواقع كان يستغل كل علاقة جديدة لتحقيق منفعة مالية، وعندما تنفد أموال الضحية كان يتخلى عنها وينتقل إلى أخرى.
ورغم أن محامي الدفاع حاول تبرير أفعاله بالإشارة إلى مشكلات نفسية قديمة، فإن المحكمة شددت على أن جرائمه المتكررة وغياب الندم يجعلان من العقوبة الطويلة أمراً مستحقاً.
القضية التي بدأت وقائعها بين عامي 2012 و2020 أصبحت مثالاً صارخاً على مخاطر الثقة العمياء في العلاقات الإنسانية عبر الإنترنت، وأثارت نقاشاً واسعاً في الأوساط البريطانية حول أهمية تعزيز الوعي بطرق الاحتيال التي تستغل المشاعر لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
