شغفٌ لا يشيخ.. كيف يعيد الأربعينيّون اكتشاف متعة اللعب في عام 2026
لم تعد ألعاب الفيديو حكرًا على مرحلة عمرية محددة، بل أصبحت مساحة ترفيهية مشتركة تجمع أجيالاً مختلفة حول الشغف نفسه. فمع تقدّم العمر، يجد الكثيرون في الألعاب وسيلة للهروب من ضغوط الحياة اليومية، وتحفيز الذهن، واستعادة إحساس المتعة الذي كان يرافقهم في مراحل أبكر من حياتهم.
وبين من يعود إلى اللعب بدافع الحنين، ومن يكتشفه متأخرًا كوسيلة للاسترخاء والتحدّي الذهني، يتأكد أن العمر لا يشكّل عائقًا أمام الاستمتاع بعوالم افتراضية قادرة على مخاطبة الجميع، مهما اختلفت سنواتهم.
ظاهرة "اللاعب الناضج Midlife Gamer"
ظهر في السنوات الأخيرة مصطلح "اللاعب الناضج" أو Midlife Gamer، في إشارة إلى أولئك الذين تجاوزوا مرحلة المراهقة، لكنهم لم يتخلّوا يومًا عن شغفهم بألعاب الفيديو أو رغبتهم في خوض عوالمها المختلفة. فالنضج العمري لا يعني بالضرورة نهاية العلاقة مع اللعب، بل قد يكون بداية لاكتشافه من منظور جديد وأكثر وعيًا.
كثيرون اليوم يعودون إلى ألعاب الفيديو، أو يكتشفونها للمرة الأولى، كوسيلة لالتقاط الأنفاس والتخفيف من ضغوط الحياة اليومية. فإلى جانب الترفيه، توفّر الألعاب فوائد ذهنية ونفسية متعدّدة، سبق أن تناولناها في تقارير مختلفة.
وتدعم الأرقام هذا التحوّل اللافت. إذ أصدرت مؤسسة ESA، وهي منظمة تجارية تمثّل صناعة الألعاب في الولايات المتحدة، تقريرًا هذا العام يعكس بوضوح اتساع قاعدة اللاعبين الناضجين. ويُظهر التقرير أن ما يقارب نصف سكان الولايات المتحدة قد مارسوا ألعاب الفيديو بشكل أو بآخر بين سن الستين والسبعين.
كما يشير التقرير نفسه إلى أن 28% من اللاعبين في الولايات المتحدة تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا، وأن نحو نصف اللاعبين يبلغون 35 عامًا أو أكثر، في دلالة واضحة على أن النضج العمري لا يتعارض إطلاقًا مع كونك "جيمر"، بل قد يثري التجربة ويمنحها بعدًا مختلفًا.
لكن لماذا يلعبون؟
اللعب لعلاج التوتر والهروب من الضغوطات
كما أشرنا سابقًا، لا ينظر كثير من لاعبي منتصف العمر إلى ألعاب الفيديو على أنها مجرد وسيلة ترفيه، بل يعدّونها أداة فعّالة لمواجهة ضغوطات العمل والأسرة ومتطلبات الحياة اليومية. ووفقًا للجمعية الأمريكية للمتقاعدين AARP، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تأسست عام 1958، أفاد أكثر من نصف اللاعبين بأن دوافعهم الأساسية للعب تتمثّل في تقليل التوتر، وكسر الملل، والحفاظ على النشاط الذهني.
وتدعم الدراسات العلمية هذا التوجّه. إذ تشير دراسة نُشرت عام 2021 في مجلة JMIR Mental Health إلى أن ألعاب الفيديو قادرة على خفض مستويات التوتر لدى فئات عمرية مختلفة، بما في ذلك كبار السن. والأهم في هذا السياق أن الدراسة تناولت الألعاب التجارية غير العلاجية، ما يعزّز فكرة أن اللعب بحد ذاته، بعيدًا عن الطابع الطبي، يمكن أن يكون له أثر نفسي إيجابي ملموس.
اقرأ أيضًا: Steam تضيف مجموعة جديدة من الألعاب المجانية .. تعرف عليها
للحنين والنوستالجيا
ليس شرطًا أن تكون كل أسباب عودة اللاعبين مفيدة بالمعنى الصحي النفسي المباشر، فبعض الناضجين يعودون إلى عناوينهم المفضلة لدواعي النوستالجيا، التي قد تنعكس إيجابًا على صحتهم بكل تأكيد، وذلك وفقًا لدراسات مختلفة مثل تلك المنشورة في دورية Current Opinion in Psychology.
أبرز الألعاب المنتظرة في عام 2026
إلى جانب الأسباب المذكورة أعلاه، هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تدفع "الكِبار" للعودة إلى عالم "الجيمنج"، إليك في الآتي أبرز ألعاب الفيديو المُنتظرة لهذا العام:
Resident Evil Requiem
يعرف الجميع سلسلة رعب البقاء Resident Evil، التي وصلت إلى جزئها الرئيسي التاسع، أو ما يُعرف رسميًا بـ "Resident Evil Requiem".
أُعلن عن هذا الجزء في حفل ألعاب الصيف Summer Game Fest المنصرم، وذلك احتفالا بالذكرى الثلاثين للسلسلة التي انطلقت عام 1996.
ستصدر اللعبة في 27 فبراير 2026 على أجهزة الجيل الحالي من بلايستيشن وإكس بوكس، بالإضافة إلى الحاسب الشخصي ونينتندو سويتش 2. والجدير بالذكر أن محبوب الجماهير "ليون كينيدي" سيعود كشخصية قابلة للعب إلى جانب البطلة "جريس".
Crimson Desert
لعبة أكشن ومغامرات اكتسبت سمعة مميّزة مؤخرًا. مطورها وناشرها هو الاستديو الكوري المعروف بلعبة Black Desert Online (استديو Pearl Abyss)، والذي يبدو أنه حرص على وجود قصّة غنية وتنوع كبير في أسلوب اللعب.
ستصدر Crimson Desert في 19 مارس 2026 على أجهزة الجيل الحالي من بلايستيشن وإكس بوكس، وأيضًا للحاسب الشخصي، ولن تُصنف MMO، بل لعبة فردية بعالم واسع مليء بالتحديات. ذكرنا هذه المعلومة لأن اللعبة كانت في الأصل مشروعًا مُكملاً لـ Black Desert، غير أنها تطورت لتصبح عنوانًا مستقلاً.
اقرأ أيضًا: تجربة ألعاب فائقة مع كرسي سيكريت لاب ماكلارين MonoCell Edition
007 First Light
من تطوير الاستديو العريق IO Interactive، المعروف بسلسلة Hitman الشهيرة، تأتي هذه اللعبة كتجربة أصلية بالكامل تروي فصلا غير مسبوق من قصة جيمس بوند، يعود إلى ما قبل حصوله على الرمز الأيقوني 007.
في هذه المغامرة، يتقمّص اللاعب دور جيمس بوند في سن السادسة والعشرين، حين كان شابًا موهوبًا، وإن اتّسم أحيانًا بالاندفاع، خلال خدمته في البحرية الملكية البريطانية. وهناك تبدأ رحلته الأولى، حين تُمنح له الفرصة للانضمام إلى البرنامج التدريبي السري لجهاز MI6، الذي سيمهّد الطريق لتحوّله لاحقًا إلى العميل الأشهر في عالم الجاسوسية.
Marvel’s Wolverine
بعد النجاح الكبير الذي حققته سلسلة Marvel’s Spider-Man بأجزائها المختلفة، يستعد استديو Insomniac Games لتقديم تجربة جديدة كليًا مع Marvel’s Wolverine، بقصة مستقلة تمامًا عن عالم مارفل السينمائي، وبأسلوب سردي وعناصر لعب تعكس مستوى النضج الذي بلغَه كلٌّ من الاستديو والشخصية الرئيسية.
اللعبة مؤكدة حاليًا كعنوان حصري لمنصة PlayStation 5، مع توقّعات بصدورها لاحقًا على الحاسوب الشخصي، وربما على أجهزة الجيل الحالي من Xbox، في ظل تراجع مفهوم الحصريات الحصرية الصارمة، واتجاه الشركات إلى توسيع قاعدة الإصدارات عبر المنصات المختلفة.
ومن المقرر إطلاق Marvel’s Wolverine في خريف 2026، من دون الإعلان حتى الآن عن موعد محدد للإصدار.
