«ذا فيكتوري ووتش».. ساعة نيلسون النادرة تُعرض للبيع بسعر خيالي
في حدث يجمع بين الفخامة والتاريخ، تستعد دار «سوذبيز» العالمية لطرح ساعة فريدة من نوعها تحمل اسم «ذا فيكتوري ووتش»، صُنعت خصيصًا تكريمًا للأدميرال البريطاني الأسطوري هوراشيو نيلسون، وقدّمها له ضباط سفينته الشهيرة «إتش إم إس فيكتوري» في 20 أغسطس 1805، أي قبل أسابيع قليلة من معركة ترافالغار التي خلدته في ذاكرة التاريخ البحري.
ومن المنتظر أن يتراوح سعر ساعة نيلسون النادرة بين 200 ألف و400 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل نحو 268,326 إلى 536,652 دولارًا أمريكيًا، في حين بلغ العرض الحالي 65 ألف جنيه إسترليني (نحو 87,205 دولار أمريكي)، على أن يُغلق المزاد في 17 ديسمبر من دون تحديد سعر احتياطي مسبق.
تفاصيل ساعة هوراشيو نيلسون
تتمتع ساعة نيلسون بآلية نادرة من الطراز الرفيع تجمع بين أربع طبقات تشغيل ميكانيكية، تتضمن آليات للدق الموسيقي، والتنبيه، وضرب الأرباع، وعرض عمر القمر.
الساعة مجهزة بآلية موسيقية دقيقة تُشغّل نغمتين مختلفتين بواسطة أسطوانة مثقبة تتحكم بها 11 رافعة تضرب على مجموعة من ستة أجراس مثبتة بعناية داخل غطاء العلبة الخلفي.
الهيكل مصنوع من المعدن المذهب والمينا المطلي، بزخارف فاخرة محفورة يدويًا، تشمل خيوطاً ذهبية ملتفة وحوافًا مرصعة بلآلئ منقسمة.
وتزين الجوانب شرائط من الذهب زُينت بثلاثة ألوان على شكل أكاليل زهور وأشرطة حريرية، تتخللها لوحات دائرية من المينا الأبيض غير الشفافة تحوي رموزًا للموسيقى والحرب، بالإضافة إلى فصوص بيضاوية مطلية بالمينا الأحمر الشفاف محاطة بحدود بيضاء لامعة.
الظهر يبرز بنقوش من الذهب والمينا الأبيض غير الشفاف تتوسطها مرساة ذهبية بعقد حبل فوق أرضية زرقاء، يحيط بها نقش بارز بالذهب الأحمر كتب عليه:"Presented to Admiral Lord Nelson by the Officers of HMS Victory, Aug 20, 1805".
ويُفتح الغطاء الخلفي ليكشف عن قبة داخلية ثابتة محفورة بزخارف هندسية وزهور دقيقة التصنيع تحتوي أربعة ثقوب للّف، فيما لا تزال الساعة محفوظة داخل صندوقها الجلدي الأصلي مع تعليمات الكتابة بخط اليد.
ويبلغ قطر الساعة 120 مم، وقطر الميناء الداخلي 85 مم، وهي من القطع النادرة التي تجمع بين الفخامة التقنية والدقة التاريخية.
وتبرز قيمة ساعة نيلسون أيضًا في رمزيتها التاريخية؛ إذ وُقّعت بتاريخ اليوم الذي أنهى فيه الأدميرال مهمته ورفع علمه في ميناء بورتسموث عائدًا إلى منزله في ميرتون بليس في مقاطعة سري، بعد خدمته الطويلة على متن «إتش إم إس فيكتوري» منذ مايو 1803.
وذُكر في سجل المزاد أن نيلسون وصل إلى منزله متعبًا ومضطربًا بعد مطاردة بحرية طويلة عبر الأطلسي، لكنه قوبل بترحيب هائل في إنجلترا، حيث احتشدت الجماهير في الشوارع لتحيته، فيما امتلأ منزله بالضيوف من العائلة والملوك والأمراء.
ومع ذلك، لم يدم هدوء تلك الأيام طويلاً، إذ سرعان ما استُدعي نيلسون مجددًا بعد ورود أنباء عن تحالف الأسطولين الفرنسي والإسباني في «قادس». في 14 سبتمبر 1805، بعد وداع مؤثر لعشيقته الشهيرة ليدي إيما هاميلتون، عاد الأدميرال إلى سفينته لبدء رحلته الأخيرة نحو معركة ترافالغار.
كان إهداء هذه الساعة الثمينة بمثابة عربون تقدير من ضباطه على قيادته المُلهمة خلال سنوات الحرب، وإشارة إلى الثقة والولاء قبيل الحملة الحاسمة التي أنهت الهيمنة الفرنسية في البحر.
