مجموعة ستيرن تفاجئ الجميع بتحطيم الأرقام في مزاد استثنائي!
شهدت باريس حدثًا فنيًا مميزًا مع المزاد الكبير الذي نظمته دار «كريستيز» بعنوان «ليه ستيرن: عائلة من هواة الجمع»، إذ تجاوزت مبيعات المجموعة 14.496 مليون يورو، أي ما يقارب خمسة أضعاف التقديرات الأولية التي تراوحت بين 3 و4.5 مليون يورو.
وأقيم المزاد على مدار يومي 11 و12 ديسمبر، حيث ضمت الجلسة الأولى نحو 115 قطعة فنية، بينما جرى بيع 240 قطعة أخرى عبر الإنترنت.
وتميزت مجموعة ليه ستيرن بتنوعها اللافت، الذي يعكس ذوق ثلاثة أجيال من المصرفيين وأصحاب الحس الجمالي الرفيع، إذ شملت أعمالًا من الفن الأوروبي القديم والنحت والفن الآسيوي والتحف الفضية من القرن الثامن عشر والفنون الزخرفية الحديثة، وجميعها حققت نتائج مذهلة في المزاد.
وحظيت الأعمال المعروضة بإقبال لافت من الجمهور والمقتنين، حيث شارك في المزاد أكثر من 550 مزايدًا نشطًا، فيما أثنى الخبير والمُثمن «إتيان دو كوفيّ»، رئيس قسم الفنون الزخرفية في «كريستيز»، على الثقة التي منحتها عائلة «ستيرن» لدار المزادات، مؤكدًا أن النتائج الاستثنائية تثبت مكانة باريس كمركز عالمي للمقتنيات الفنية الراقية.
تفاصيل مزاد باريس للوحات القديمة
شهد المزاد منافسة حامية على لوحات الفن القديم التي جمعها «إدغار ومارغريت ستيرن»، إذ تصدّر زوج من النوافير المصوّرة للفنان هوبر روبرت المبيعات بقيمة 3.72 مليون يورو، أي عشرة أضعاف التقدير المبدئي.
كما بيعت لوحتان للفنان الفرنسي جان أونوريه فراجونار بمبلغ 495,300 يورو، فيما تجاوزت إحدى لوحات الطبيعة الصامتة للفنانة ماريا فان أوستروايك أربعة أضعاف سعرها التقديري لتصل إلى 406,400 يورو.
أما قسم النحت فلفت الأنظار بمجموعتين تمثلان مشاهد متقابلة من عمليات خطف أسطورية، وبيعتا معًا بقيمة 2.866 مليون يورو، أي أكثر من عشرة أضعاف تقديرهما المبدئي.
وتضمنت المجموعة الأولى تمثالًا فلورنسيًا من القرن السابع عشر، نموذج للفنان جيامبولونيا، والثانية تمثالًا يُجسد قصة «اختطاف برسيربينا» بعد عمل الفنان فرانسوا جيراردون، النحات الرسمي للملك لويس الرابع عشر.
كما حقق تمثال عطارد وكوبيد المنسوب إلى فرانشيسكو فانيللي مبلغًا مذهلًا، بلغ 1.768 مليون يورو مقارنة بتقدير مبدئي بين 80 و120 ألف يورو.
وفي قسم الفرفوريات والزجاجيات الذي جمعته «أليس ستيرن»، ازداد الإقبال بشكل لافت، إذ بيعت مزهرية للفنان إميل غاليه بمبلغ 107,950 يورو، فيما حققت ثلاث مزهريات من تصميم جان دونان نحو 69,850 يورو، أي عشرة أضعاف قيمتها المقدرة.
كما أعلن متحف الفنون الزخرفية في باريس شرائه لوحة مينا فنية بعنوان "رمزية السيراميك" للفنان ثيودولف سوييه بقيمة 12,700 يورو.
وشمل المزاد كذلك مجموعة من القطع الفضية التاريخية التي تعود لمبيعات كبرى من سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ومنها قطعة بارزة من تصميم روبرت جوزيف أوغوست، صانع الفضة في عهد الملكين لويس الخامس عشر ولويس السادس عشر، وقد بيعت بـ 120,650 يورو ضمن مجموعة بلغت مبيعاتها 1.077 مليون يورو.
ويُمثل نجاح مجموعة ليه ستيرن دليلًا جديدًا على ازدهار سوق الفن الراقي في باريس، واستمرار جاذبية المجموعات التراثية النادرة لدى هواة جمع التحف حول العالم.
