الذكاء الاصطناعي يعيد رسم سوق العمل.. هل أنت مستعد للوظيفة التالية؟

قال الرئيس التنفيذي لبنك JPMorgan جيمي ديمون إن الذكاء الاصطناعي بدأ يعيد تشكيل ملامح سوق العمل العالمي، مشيرًا إلى أن التقنية الجديدة ستقضي على بعض الوظائف، لكنها في المقابل ستُبرز قيمة المهارات الشخصية التي لا يمكن استبدالها بالآلات.

وفي حديثه لقناة "فوكس نيوز"، أوضح ديمون أنه لا يتوقع انخفاضًا كبيرًا في حجم القوى العاملة خلال العام المقبل، إلا أن بعض المهن ستختفي تدريجيًا مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركات. وأضاف: "نصيحتي للجميع هي تطوير مهارات التفكير النقدي، وتنمية الذكاء العاطفي، وتعلّم فنون التواصل والكتابة، فهذه المهارات ستضمن بقاءكم في سوق العمل".

كيف غيّر الذكاء الاصطناعي آلاف الوظائف حول العالم؟

وأوضح ديمون أن التحوّل السريع نحو الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على بعض الفئات بشكل أسرع من قدرة السوق على إعادة تدريبهم، داعيًا الحكومات والشركات إلى تسهيل مرحلة الانتقال من خلال برامج دعم وإعادة تأهيل مناسبة للعمال. وأشار إلى أن "الوظيفة التالية قد تكون أفضل، لكن يجب على العاملين تعلّم المهارات التي تتوافق مع المرحلة الجديدة".

منذ عام 2023، أعلنت شركات حول العالم عن أكثر من 70 ألف وظيفة متأثرة بالذكاء الاصطناعي، بعدما أعادت تنظيم فرقها واعتمدت على الأتمتة في العديد من المهام الإدارية والروتينية. ومع هذا التغير، بدأ المديرون التنفيذيون في كبرى الشركات العالمية بتأكيد أهمية “المهارات الناعمة” مثل التعاطف، إدارة الحوار، والعمل الجماعي.

رؤى قادة التكنولوجيا حول مستقبل المهارات البشرية

لم يكن ديمون وحده في هذا الرأي، فالرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا، قال في نوفمبر الماضي إن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تراجع أهمية المهارات التقنية البحتة لصالح مهارات الذكاء العاطفي والتعاطف الإنساني. وأضاف: "الذكاء العقلي مهم، لكنه لم يعد كافيًا لتلبية متطلبات المستقبل".

كما أكدت الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة IBM جيني روميتّي أن التكامل الكامل بين الذكاء الاصطناعي والوظائف سيُعزز من قيمة التعاون والتفكير النقدي، وأن هذه القدرات البشرية هي ما يجعل العاملين قادرين على التكيف مع أي تحوّل تقني مهما كان كبيرًا.

وتختتم روميتّي بالقول إن "المهارات البشرية لا تُكتسب من خلال الشهادات الجامعية، بل من القدرة على التكيف وفهم الآخرين"، مشيرة إلى أن التأقلم هو السلاح الحقيقي في عصر الذكاء الاصطناعي.