لأول مرة.. الكشف عن اليخت المصري القديم في قلب مجمع كليوباترا الملكي
عثر علماء الآثار على حطام اليخت المصري القديم يعود إلى نحو ألفي عام قبالة سواحل الإسكندرية، ليصبح واحدًا من أندر الاكتشافات الأثرية في السنوات الأخيرة، ويقدم لمحة غير مسبوقة عن حياة الترف والفخامة في عهد الملكة كليوباترا.
حطام أثري يروي قصة الفخامة الملكية
ويتخطى الزورق الذي يبلغ طوله 23 مترًا، أي حوالي 75 قدمًا، معظم توقعات الباحثين عن اليخوت الملكية في العصور القديمة، ويقف على بعد متر واحد فقط من التعريف الحديث لليخت الفاخر، ما يجعله استثنائيًا ليس فقط لقدم عمره بل لتفاصيله المعمارية الفريدة.
واكتشف فريق من معهد الآثار البحرية الأوروبي (IEASM) الحطام في ميناء جزيرة أنطيرودوس، وهي جزيرة صغيرة كانت جزءًا من مجمع القصر الملكي لكليوباترا، وتضم أعمدة وتماثيل ومذابح، بما في ذلك معبد إيزيس الذي يوصف اليوم بأنه "آخر معبد للملكة".
وكان اليخت متوقفًا في هذا الميناء الصغير، ما يعني أنه كان جزءًا مباشرًا من الحياة السياسية والدينية للملكة، ويقدم لمحة عن رفاهية العصر البطلمي في مصر، وفقًا لـluxurylaunches.
يخت "ثالاماجوس"
وينتمي الزورق إلى نوع يُعرف باسم "ثالاماجوس"، أي منزل عائم أو زورق صالون، وهو أول نموذج فعلي يُكتشف من هذا النوع، بعدما كان المؤرخون يعتمدون فقط على النصوص القديمة والموزاييك لتصور هذه اليخوت.
وتكشف النقوش اليونانية على هيكل الزورق أنه يعود للنصف الأول من القرن الأول الميلادي، أي بعد وفاة كليوباترا بفترة قصيرة، ما يجعل هذا اليخت شاهدًا مباشرًا على حياة البلاط الملكي القريب من عصرها.
ولا يزال الخشب المستخدم في بناء الزورق محفوظًا بشكل استثنائي بعد ألفي عام تحت الماء، وهو ما يعكس براعة المصريين القدماء في البناء البحري، ويدل على أن هذا اليخت لم يكن مجرد وسيلة للتنقل بل رمزًا للسلطة والفخامة والترف الملكي.
ومن خلال هذا الاكتشاف، أصبح بإمكان الباحثين اليوم إعادة رسم صورة الحياة البحرية في عهد كليوباترا، وفهم كيفية استخدام اليخوت للعرض الملكي والاحتفالات الرسمية، وأيضًا لمشاهدة جمال مصر ونيلها من منظور ملكي.
ووصف العلماء الحطام بأنه خطوة ثورية في دراسة اليخوت الملكية، لأنه يربط بين النصوص القديمة والواقع المادي بشكل مباشر لأول مرة.
ويعد اليخت المكتشف شاهدًا حيًا على قدرة المصريين القدماء في الجمع بين الرفاهية والفن البحري، كما يفتح المجال أمام المزيد من الاكتشافات في مياه الإسكندرية التي ربما تخفي كنوزًا ملكية أخرى تعود إلى حقبة كليوباترا.
