دراسة جديدة تكشف تأثير العمل من المنزل على الصحة
كشفت دراسة أسترالية جديدة أن العمل من المنزل يحمل فوائد لافتة للصحة النفسية، خصوصًا لدى النساء، فيما يبدو أن الرجال لا يحصلون على التأثير الإيجابي نفسه.
الدراسة، التي أجراها باحثون من معهد ملبورن للبحوث الاقتصادية والاجتماعية التطبيقية، بنيت على بيانات تمتد على 20 عامًا وتضم أكثر من 16 ألف موظف، حاولت الإجابة عن أسئلة متداولة منذ انتشار العمل الهجين: هل يفيد العمل من المنزل؟ وما عدد الأيام المثالية؟ ومن الأكثر استفادة؟
واعتمد الباحثون على بيانات «هيلدا» الوطنية، وهي دراسة طولية ضخمة تتابع حياة أكثر من 17,000 أسترالي منذ 2001 لجمع بيانات حول دخلهم، عملهم، ديناميكيات الأسرة، الصحة، والرفاهية، ويستخدم هذه البيانات الباحثون وصانعو السياسات لفهم التغيرات المجتمعية وتأثيرها التي سمحت بتتبع التغيرات في صحة المشاركين النفسية مقارنة بأنماط عملهم ووقت التنقل اليومي.
خلال الدراسة الجديدة تم استبعاد سنوات الجائحة لتجنب تأثيرات الظروف الصحية والاجتماعية الاستثنائية.
تأثير العمل من المنزل على الموظفين
أظهرت النتائج أن وقت التنقل لا يؤثر على النساء نفسيًا، بينما ينعكس سلبًا على الرجال الذين يعانون أساسًا من ضعف في الصحة النفسية؛ فزيادة نصف ساعة في مشوار الذهاب إلى العمل توازي تأثير انخفاض الدخل بنسبة 2%.

أما العمل من المنزل فكان له أثر قوي لدى النساء فقط، لكنه يرتبط بشروط محددة. فقد حققت النساء أعلى مستويات التحسن عند العمل من المنزل معظم أيام الأسبوع، مع يوم أو يومين في المكتب.
هذا المزيج رفع من مستوى جودة الحياة النفسية لدى النساء صاحبات الظروف الصعبة، وتأثيره يعادل زيادة 15% في الدخل.
ما عدد الأيام المثالية لـ العمل من المنزل؟
الدراسة أوضحت أن المكاسب النفسية لا تأتي فقط من التخلص من الرحلة اليومية، بل من عوامل مثل انخفاض ضغط العمل وقدرة النساء على تحقيق توازن أفضل بين الوظيفة والحياة الأسرية.
أما العمل من المنزل بشكل خفيف أو كامل فكانت بياناته غير كافية لاستخلاص نتائج حاسمة.
في المقابل، لم يُظهر الرجال أي تحسن نفسي سواء عملوا من المنزل جزئيًا أو كليًا. ويرجّح الباحثون أن سبب ذلك يعود إلى أن شبكة علاقاتهم الاجتماعية غالبًا ما ترتبط بالعمل مباشرة، ما يجعل التواجد في المكتب أكثر أهمية لهم.
توصي الدراسة الموظفين بمراقبة تأثير نمط العمل على صحتهم النفسية بدلًا من اتباع نمط واحد للجميع.
كما تدعو أصحاب المؤسسات إلى تبني أنظمة مرنة، خصوصًا لمن يعانون مشاكل نفسية، وإعادة التفكير في سياسات العودة الإلزامية للمكاتب. وتؤكد النتائج أن العمل من المنزل قد يكون خيارًا علاجيًا فعالًا للنساء الأكثر عرضة للضغط النفسي.
