10.7 مليون دولار لساعة واحدة.. تحفة F.P. Journe وكوبولا تصنع التاريخ في نيويورك
شهدت قاعة مزاد "فيليبس" في نيويورك حدثاً استثنائياً حينما بيعت ساعة FFC Prototype بسعر مذهل بلغ 10.760.000 دولار أمريكي شاملة العمولات.
هذه الساعة النادرة التي ابتكرها صانع الساعات السويسري الشهير F.P. Journe بالتعاون مع المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا، أثارت دهشة الحضور ليس فقط لقيمتها المالية، بل أيضاً لقصة ابتكارها الفريدة التي تجمع بين الفن والخيال والابتكار الميكانيكي.
الرقم القياسي الذي حققته الساعة يعكس مكانتها كواحدة من أهم الساعات المستقلة التي ظهرت في السوق خلال السنوات الأخيرة.
تعود فكرة ساعة FFC Prototype إلى عام 2012، حينما اجتمع جورن وكوبولا في منزل الأخير في كاليفورنيا. خلال تلك الأمسية، طرح كوبولا سؤالاً بسيطاً لكنه كان كفيلاً بإطلاق شرارة الإبداع: "هل يمكن لساعة يد أن تعرض الوقت باستخدام إشارات اليد البشرية؟".
هذا السؤال دفع جورن إلى العودة إلى جنيف وهو يحمل تحدياً غير مألوف، ليبدأ رحلة تطوير انتهت بابتكار ساعة فريدة تعتمد على يد ميكانيكية صغيرة تتحرك أسفل قرص أزرق عميق، حيث تشير أصابعها إلى الساعات بطريقة مبتكرة وغير تقليدية. هذا المزج بين الفن والهندسة جعل الساعة أقرب إلى عمل نحتي متحرك، وأكد أن عالم الساعات يمكن أن يكون مساحة للإبداع الحر بعيداً عن القواعد التقليدية.
قيمة ساعة FFC Prototype في عالم الساعات
لم يُصنع من ساعة FFC Prototype سوى نموذجين فقط؛ احتفظ جورن بأحدهما بينما أهدى الآخر لكوبولا. قرار المخرج ببيع ساعته جاء بعد أن أطلق فيلمه الضخم "ميغالوبوليس" بتمويل شخصي، حيث أراد أن يضع هذه القطعة الفريدة في أيدي الجمهور والمهتمين.
جورن نفسه شجع هذه الخطوة، مؤكداً أن الساعة تحمل قيمة ثقافية وفنية تتجاوز كونها مجرد أداة لقياس الوقت. بيع الساعة بهذا الرقم القياسي يعكس تقدير السوق للساعات التي تحمل قصصاً إنسانية وفنية، ويؤكد أن الابتكار والجرأة هما ما يمنحان الساعات المستقلة مكانتها في السوق العالمية.
النتيجة النهائية في المزاد، والتي تجاوزت 10.7 مليون دولار، رسخت مكانة ساعة FFC Prototype كواحدة من أهم إبداعات جورن، وأثبتت أن الساعات المستقلة قادرة على منافسة أعرق الدور العالمية بفضل قصصها المميزة وجرأتها الفنية.
هذه الساعة لم تكن مجرد قطعة فاخرة، بل رمزاً للإبداع المشترك بين عالم السينما وعالم الساعات، لتصبح مثالاً حياً على أن التعاون بين العقول المبدعة يمكن أن ينتج قطعاً تحمل قيمة ثقافية وفنية نادرة.
