إيلون ماسك بعد ارتفاع ثروته إلى التريليون: التبرعات الخيرية "صعبة جداً"
يحتل إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، صدارة قائمة أغنى رجال في العالم بثروة هائلة تقدر بـ450 مليار دولار أمريكي، لكنه يفضل الصمت النسبي حول تبرعاته الخيرية التي لم تتجاوز بضعة مليارات دولارات في السنوات الأخيرة.
وفي حوار مع نيكيل كامواث على بودكاست "WTF" الذي نُشر يوم الأحد، أعرب ماسك عن إيمانه بحب الإنسانية ومساعدة الآخرين، لكنه شدد على أن "التبرعات الخيرية أمر صعب جدًا"، مشيرًا إلى أن "إعطاء المال بطريقة جيدة أمر صعب للغاية".
وأوضح ماسك أن التحدي الأبرز في مؤسسته يكمن في "توزيع الأموال بما يعود بالنفع الحقيقي على الناس"، محذرًا من أن "من السهل إعطاء المال ليبدو الأمر خيرًا، أما الخير الحقيقي فهو صعب جدًا".
وأسس ماسك "مؤسسة ماسك" في عام 2002، رغم تصريحه بعدم رغبته في ربط اسمه بأي شيء، وتركز أنشطتها على دعم الطاقة المتجددة، استكشاف الفضاء البشري، أبحاث الأطفال، وتعليم العلوم والهندسة، وهي اهتمامات تتوافق مع مشاريعه الشخصية.
ومع ذلك، وصف تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز" في 2024 نشاط إيلون ماسك الخيري بأنه "غير منهجي ويخدم مصالحه الذاتية"، إذ يمنحه إعفاءات ضريبية ويعزز أعماله مثل "سبيس إكس".
ومن الأمثلة، تبرع بـ20 مليون دولار لمدارس مقاطعة كاميرون في تكساس عقب انفجار سفينة لـ"سبيس إكس"، و10 ملايين دولار لمدينة براونزفيل لتطوير وسطها، مع تبرعات أسهم بلغت أكثر من 7 مليارات دولار بين 2020 و2024.
تبرعات إيلون ماسك مقارنة بمليارديرات آخرين
ففي حين تُظهر تبرعات ماسك تركزاً على مصالحه الشخصية ومشاريعه، تبرز ماكنزي سكوت، الروائية المليارديرة وطليقة جيف بيزوس مؤسس أمازون، كنموذج مميز في العمل الخيري، حيث تجاوزت تبرعاتها 19.25 مليار دولار منذ عام 2020، رغم ثروتها التي تقدر بـ34 مليار دولار والتي تستمر في النمو بفضل حصتها في أسهم أمازون.
تتميز تبرعات ماكنزي سكوت بأنها غير مقيدة بشروط، مما يتيح للمستفيدين استخدام الأموال بحرية تامة. وقد تضمنت مؤخراً دعماً قياسياً للجامعات التاريخية السوداء، ومنظمات إعادة إعمار الكوارث، ومبادرات تعليمية متنوعة.
أما وارن بافيت، الذي يستعد للتقاعد من رئاسة تنفيذية شركة "بيركشاير هاثاواي" نهاية هذا العام، فقد خصص 500 مليون دولار سنوياً لأبنائه الثلاثة ليواصلوا عمله الخيري. إجمالي تبرعات بافيت يفوق 60 مليار دولار، معظمها وُجه إلى "مؤسسة غيتس".
وأعلنت "مؤسسة غيتس"، التي يقودها بيل غيتس وزوجته السابقة ميلندا فرنش غيتس، خطة إغلاقها بحلول عام 2045، مع التزام جيتس بتوزيع "كل ثروته تقريبًا" البالغة نحو 100 مليار دولار.
ويبلغت ثروة غيتس الحالية 119 مليار دولار، بعد خسارة 52 مليار دولار هذا الصيف عقب الإعلان.
وكتب بافيت في رسالة إلى المساهمين الشهر الماضي أنه سبق له التفكير في خطط خيرية كبرى، لكنها لم تثبت جدواها عملياً. وأشار إلى تجارب سلبية شاهدها مع نقلات ثروة سيئة التصميم من قبل سياسيين، أو عائلات، أو خيّرين غير كفؤين.
في الوقت نفسه، يؤكد إيلون ماسك، مع ارتفاع ثروته نحو تريليون دولار بفضل حزمة تعويضه التاريخية، أن تحقيق الخير الحقيقي يمثل التحدي الأعظم. ويعيد ذلك إحياء النقاش حول مسؤولية المليارديرات تجاه المجتمع ككل.
