لماذا يراقب رئيس Google تفاعلات X بعد إطلاق كل منتج جديد؟
كشف سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة Google، أنّه لا يكتفي بالاعتماد على تقارير الشركة الداخلية عند إطلاق منتج جديد، بل يحرص شخصيًا على متابعة ردود الأفعال في "العالم الحقيقي" عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل منصة X.
وأوضح أنّه يبتعد في يوم الإطلاق عن التقارير الرسمية، ليتابع ما يكتبه المستخدمون العاديون حول المنتج، سواء من حيث طريقة استعمالهم له أو انطباعاتهم المباشرة عنه.
ويصف بيتشاي هذه التعليقات الصادرة عن المستخدمين بأنها "غير مفلترة"، أي لا تمر عبر قنوات رسمية أو صياغة مؤسسية، ما يجعلها أكثر صدقًا ما يعكس مدى تقبل الجمهور للمنتج الجديد.
وبالنسبة له، تمثّل هذه الأصوات المباشرة مؤشرًا مهمًا على نجاح تجربة الإطلاق، لأنها تتيح له فهمًا عمليًا لكيفية تفاعل الناس مع ما تقدمه Google في حياتهم اليومية.
دور البيانات الداخلية في تقييم الإطلاقات
على الرغم من اهتمامه الكبير بآراء المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، يؤكد سوندار بيتشاي أن هذا لا يعني إهمال الأرقام والبيانات الداخلية، فالشركة تعتمد في الوقت نفسه على أدوات تحليل متقدمة لقياس أداء المنتجات من منظور تقني وتشغيلي، وهو ما يشمل مراقبة مؤشرات مثل عدد الطلبات في الثانية، وسعة الاستخدام، ومستويات الضغط على البنية التحتية.
وتساعد هذه المؤشرات Google على التأكد من قدرة المنتج على تحمّل أعداد المستخدمين الكبيرة والأحمال المتزايدة، والتعامل مع أي مشكلات تقنية قد تظهر في الساعات أو الأيام الأولى بعد الإطلاق.
وبهذا الشكل، يحصل بيتشاي وفريقه على صورة كاملة تجمع بين القبول الجماهيري من جهة، واستقرار الأداء التقني من جهة أخرى، وهو ما يعد ضروريًا لأي منتج يعتمد عليه ملايين المستخدمين حول العالم.
ووفق نهج سوندار بيتشاي، لا يمكن الحكم على نجاح إطلاق منتجات Google بالاعتماد على بعد واحد فقط، بل يجب الدمج بين نوعين من المعلومات: ردود فعل المستخدمين الحية والبيانات الداخلية التقنية.
فمن جهة، تمنح التعليقات المباشرة على منصات مثل X فهمًا نوعيًا لتجربة المستخدم ومستوى الرضا أو الانتقاد، ومن جهة أخرى توفر أنظمة القياس الداخلية أرقامًا كمية عن الأداء والاستقرار.
هذا المزيج يتيح لإدارة Google اتخاذ قرارات أكثر دقة بشأن ما إذا كان المنتج بحاجة لتعديلات سريعة، أو تحسينات لاحقة، أو حتى توسعة في نطاق الإطلاق، كما يعكس طريقة تفكير بيتشاي في القيادة، إذ يجمع بين النظرة الإنسانية التي تستمع لصوت المستخدم، والرؤية الرقمية التي تعتمد على البيانات والتحليلات لتطوير منتجات أكثر كفاءة واعتمادية في المستقبل.
