بعد 400 عام.. لوحة روبنز المفقودة للمسيح تُباع بهذا السعر
في حدث أثار دهشة عشاق الفن حول العالم، بيعت لوحة تصور صلب المسيح بريشة الفنان الباروكي بيتر بول روبنز مقابل 2.7 مليون دولار في مزاد أقيم الأحد بمدينة فرساي في فرنسا، بعد أن ظلت مفقودة لأكثر من أربعة قرون.
تفاصيل بيع لوحة تصور صلب المسيح
وتم اكتشاف التحفة الفنية مؤخرًا في منزل خاص بباريس، وهي لوحة فردية تظهر المسيح على الصليب أمام خلفية قاتمة، مختلفة عن أعمال روبنز الأخرى التي تصور الصلب وسط فوضى الحشد.
وتُعتبر هذه اللوحة فريدة، إذ تُظهر الدم والماء يخرجان من الجرح الجانبي للمسيح، وهو مشهد لم يُكرره الفنان إلا مرة واحدة.
وفي هذا الصدد، أوضح جان بيير أوسينات، مدير دار المزاد، أن اللوحة خضعت لتدقيق شامل من قبل لجنة روبنز في أنتويرب، بالإضافة إلى تحاليل علمية دقيقة، بما في ذلك الفحص المجهري لطبقات الألوان، لتأكيد أصالتها.
كما أشار خبير أعمال روبنز، نيلز بوتنر، إلى أن استخدام أصباغ زرقاء وخضراء في الجلد يعكس الأسلوب المميز للفنان.
يُذكر أن روبنز اشتهر بأعماله الدينية خلال القرن السابع عشر، ولا سيما تصويراته للمسيح على الصليب، وقد عُرضت اللوحة المكتشفة حديثًا ضمن مجموعة فرنسية، لتُضاف إلى قائمة نادرة من أعماله التي نجت عبر القرون.
من هو الفنان بيتر بول روبنز؟
يُذكر أن بيتر بول روبنز (1577–1640) هو واحد من أعظم فناني الباروك الفلمنكي، واشتهر بأعماله الضخمة والمتقنة التي تمزج بين الدراما والحركة والتفاصيل الدقيقة.
وُلد في مدينة زاندرس ببلجيكا، ودرس على يد كبار الفنانين المحليين قبل أن يكتسب شهرة واسعة في أوروبا.
وتميز روبنز بقدرته على تصوير المشاهد الدينية والأسطورية والبورتريهات الملكية بأسلوب حيوي مليء بالألوان الزاهية والضوء المشرق، ما جعله المفضل لدى البلاط الملكي الأوروبي، بما في ذلك الملك الإسباني والملك الإنجليزي.
وتُعرف لوحاته الدينية، خاصة مشاهد صلب المسيح، بتصوير العاطفة الإنسانية بشكل مؤثر، بينما تُعد أعماله الأسطورية والبورتريه شاهدة على عبقريته في المزج بين الواقعية والمثالية الفنية.
