لوحة عصر النهضة تحقق رقمًا قياسيًا في مزاد بريطاني
بيعت لوحة عصر النهضة وُجدت أسفل طاولة خشبية داخل ورشة في مرآب بريطاني، مقابل 685 ألف جنيه إسترليني في مزاد شهد منافسة قوية بمدينة بانبري البريطانية.
وجاء البيع خلال مزاد استغرق 15 دقيقة فقط لدى دار JS Fine Art، حيث خطفت اللوحة أنظار المشاركين منذ لحظة طرحها للمزايدة.
لوحة مدفونة في مرآب تتحول إلى كنز فني
تُظهر اللوحة مشهد «العذراء والطفل»، ويُعتقد أنها من أعمال الرسام الإيطالي الشهير Pietro Vannucci بيترو فانوتشي المعروف باسم بيروجينو، أحد أبرز فناني عصر النهضة الإيطالية في الفترة بين 1450 و1523.
ووفق تقديرات خبراء الفن، يتميز العمل بدقة تفاصيله ورقي أسلوبه، ما يعكس بصمات بارزة من مدرسة بيروجينو الفنية، التي أثرت في أجيال من الرسامين الإيطاليين.
وأكد جو سميث، المؤسس والمزادات الرئيسي في JS Fine Art، أن المزاد شكّل لحظة تاريخية للدار قائلاً:
«كان أحد تلك اللحظات التي يحلم بها كل مزاد. كنا نعلم أن اللوحة مميزة، لكن حجم التفاعل فاق كل توقعاتنا».
لوحة عصر النهضة تحقق سعر قياسي في تاريخ دار المزادات
انتهت المنافسة بإرساء المزاد لصالح جامع خاص فضل عدم الكشف عن هويته، على أن تُنقل اللوحة مباشرة إلى متخصص في ترميم الفنون الجميلة لإجراء عمليات فحص وصيانة دقيقة.
وتحمل لوحة عصر النهضة أهمية فنية لافتة، إذ إن بيروجينو يُعد واحدًا من أكثر الرسامين تأثيرًا في تاريخ النهضة الإيطالية.
وفي بداياته، كان يُنظر إليه باعتباره ندًّا للرسام العالمي ليوناردو دا فينشي، كما كُلّف رسميًا برسم جدران كنيسة سيستين الشهيرة داخل الفاتيكان، وهو ما رسّخ مكانته في تاريخ الفن الأوروبي.
وأوضح سميث أن جودة العمل كانت تتجلى كلما أمعن المتخصصون النظر فيه، مشيرًا إلى أن «كل تفصيلة في اللوحة كانت تعكس رقي الحرفة وأناقة الأسلوب النهضوي»، على حد تعبيره. وأضاف: «عندما سقط المطرقة معلنة البيع، ساد الصمت لثوانٍ… ثم انطلقت التصفيقات».
وشكّل هذا البيع رقمًا قياسيًا جديدًا لدار JS Fine Art، إذ تجاوز أعلى رقم سابق لها، والذي بلغ 265 ألف جنيه إسترليني، ليصبح بيع لوحة عصر النهضة الأكبر في تاريخ الدار.
