رائدة الأزياء رزان العزوني لـ "الرجل": تصاميمي مشغولة من لؤلؤ البحر وذهب الصحراء... وطموح المرأة السعودية لا يعرف الحدود
رزان العزوني، الحاصلة على درجة البكالوريوس من مدرسة متحف الفنون الجميلة في جامعة تافتس (Tufts University) بمدينة بوسطن الأمريكية، تأخذنا في رحلة مشوقة بين الريادة والإبداع في عالم الموضة والجمال، نغوص بين تصاميمها التي خطفت الأضواء في أسبوع الموضة بالعاصمة السعودية الرياض 2025 (Riyadh Fashion Week) لما تتميز به من انسجام بين الأنوثة العصرية والفخامة العملية، المزدانة بالخيوط الذهبية واللؤلؤ البراق.
منذ تأسيس علامتها “رزان العزوني (Razan Alazzouni)” في 2008 حققت حضورًا لافتًا في عالم الموضة، وكل خطوة تحمل توقيعها الخاص. منصة الرجل التقت العزوني لتكشف عن سر نجاحها وشغفها الفني الممتد منذ نعومة أحلامها، حين ارتدت ثوب الفن شعارًا، واتخذت من الإبداع طريقًا لحياتها.
من هي رزان العزوني الإنسانة؟
رزان إنسانة وفنانة سعودية ابنة الشرقية، عاشقة للتراث السعودي بكل ما يحمل من مفردات متعددة وصفات مميزة، وللطبيعة الجميلة بكل أشكالها، والمتداخلة بين البحر والصحراء، إذ عشقت وانغمست في كل تفصيلة فيهما، لتروي قصصها من تلك الطبيعة التي منحتها أفقًا واسعًا، وقد غاصت في أعماقها كي تستلهم أفكارها الفنية منها وتسخرها في تصاميمها.
بدأت بالنحت
كيف بدأت رحلة التصميم؟
بدأت رحلتي الفنية من خلال دراستي الجامعية بقسم النحت في أمريكا، لكن أهوائي كانت متربعة في تصميم الأزياء حتى مجسماتي النحتية صنعتها من خلال تصميم الأزياء. حين بدأت عرضًا من الورق لم يكن للبيع، ومن ضمن العرض فستان من الورق نال الإعجاب وجاءتني الفرصة الذهبية حين ارتدته سيدة مشهورة في نيويورك، وقد لفت الأنظار، فظهر اسمي من خلاله، وخطوت أولى خطواتي في عالم الأزياء. وبدأت بتعليم نفسي وتطويرها لأني مؤمنة أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، من خلال دورات متتابعة ومكثفة لدخول عالم تصميم الأزياء.
من وراء هذا الدافع في التعليم المستمر؟
كان جدي -رحمه الله- هو الدافع الحقيقي لاستمراري في التعلم، وكلما دار الحديث بيني وبينه أخبرني أن الإنسان عليه التعلم ما دام على قيد الحياة، وما عليه إلا تطوير نفسه باستمرار. سمعت صوت جدي، وبدأت بالتعلم ممن حولي وممن سبقني لتلك المهنة لأقدم أجمل ما عندي.
متى أسست علامتك التجارية؟
في عام 2008 أسست "علامة رزان العزوني" التي حملت توقيعي الخاص، لتكون رؤية جميلة لجيل الشباب وفتحت أمامي مجالات عديدة وعرفتني على الكثير من الأشخاص الناجحين.
تصاميمي أنثوية وعملية
ما الأسلوب الذي تتخذه رزان في التصميم، لتبقى على قيد الإبهار؟
أستخدم التطريز اليدوي في تصاميمي، لاعتباره المكون الرئيس في إبراز تصاميمي الأنيقة، فهو يروي قصتي الأنيقة، ويبقيني على قيد الإبهار.
كيف توازنين بين التصاميم الجميلة والعملية في الوقت نفسه؟
أَضع في عين الاعتبار أن يعج التصميم بالأنوثة والرقة والرشاقة، للسيدة العملية، لتستطيع استخدامه من الصباح حتى المساء مع بعض التغيير في الإكسسوارت، أو في طريقة التنسيق. مع الحفاظ على لمسة من الدلع الأنثوي نظرًا لاستخدامي الأقمشة الخفيفة والقطنية التي تناسب كل الأوقات، وتتناسب مع أجواء المنطقة الحارة.
يُقال إنك تستلهمين تصاميمك من البحر، ما علاقة رزان بالبحر؟
تربيت وترعرعت في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية الواقعة على البحر، الذي يُعدّ منبعًا لكثير من العطايا الإلهية، وجمال مياهه الجوفية التي تتبع للتحلية، ومن ثم للشرب، إضافة لمخزونه باللؤلؤ والمرجان، والثروة السمكية الهائلة، فضلاً عن الألوان البراقة والمختلفة التي تمنحني إلهامًا لا حدود له نتيجة للتأمل المتواصل، والارتباط الوثيق بالبحر، لأخرج بأبدع التصاميم.




أستخدم اللؤلؤ
حجر اللؤلؤ رفيقك في التصميم، ما شكل محورًا رئيسًا في العمل، ما السبب؟
العودة للتراث من أجمل الروايات والقصص التي تلهمني في التصاميم، كنتيجة حتمية لوجود "صيادي اللؤلؤ" في الخليج العربي والغوص في قاع البحر قديمًا، ومدى تعرضهم للخطر من أجل البحث عن أجمل اللآلئ الموجودة لاستخراجها، لجلب الرزق الوفير آنذاك، ما جعلني أضع جلّ اهتمامي بأهمية هذا الحجر الثمين الذي يُعد زينة وخزينة، وتراثًا جميلاً.
كيف توائمين استخدام اللؤلؤ مع التطريز والخرز والأشكال الأخرى؟
يُعد ذلك ثمرة دراسة معمّقة في فن التطريز اليدوي، أتعامل معه كوسيلة فنية لرواية قصة، أو لإثارة المشاعر والتعبير عن الضوء، وكأنني ألتقط لحظات عبر عدسة تصوير فوتوغرافي. جرأتي في استخدام الخيوط الذهبية نابعة من عشقي للون الذهبي الذي يعكس شخصيتي، ويجسّد رؤيتي في المزج بين الأصالة والمعاصرة بأسلوب حديث ومتطور. من خلال ذلك أقدّم لعميلاتي تصاميم تعبّر عنهنّ وتؤكد على هويتهن الجمالية.
إذن رزان، من أنصار اللون الذهبي؟
كل من يعرفني يعرف ميلي للون الذهبي، حتى أولادي حين يسألون أفصح عن حبي لهذا اللون الذهبي الجميل، الذي أعدّه اللون المفضل في حياتي.
اقرأ أيضًا: رائدة الأعمال رنا سامي: الثقة والولاء أهم من الأرباح.. والدي منحني الشجاعة والإلهام
الصحراء ألهمتني
هذا التنسيق بين الأقمشة الحريرية والشيفون، ما قاعدته؟
بحثت عن تصميم حركي جميل فوصلت إلى اختيار الأقمشة الخفيفة لعرض الأزياء التي تريح الموديل في أثناء المشي. وجاء عرض 2025 عن جمال الصحراء وذرات رمالها الذهبية، وتلاعب الهواء بها، ليرسم دوائر إبداعية تشكل لوحة فنية رائعة حسب قربها وبعدها من البحر. تلك الصورة الطبيعية منحتني الفكرة لدمج الشيفون مع الحرير. أما تدرجات رمال الصحراء فأعطتني مواءمة للألوان كالوردي والترابي المتفاوت في الدرجات، إضافة إلى الأبيض مع لمسة مميزة من الزخارف الرقيقة ذات اللون الأبيض السكري المزركشة باللؤلؤ الجميل.
حققت نصف مليون متابع
عرضك الأخير في أسبوع الموضة خطف الأضواء، كيف تقرأ رزان هذا النجاح؟
بفضل من الله، فخورة جدًا بهذا النجاح الذي يعود للجهد الكبير الذي أبذله، سواء بالتصميم أو التنسيق أو اختيار الأقمشة المناسبة للعرض المناسب، وإلى فريق العمل الذي أتقدم له بوافر الشكر من خلال مجلة "الرجل" الغراء، والحضور الذي كان له الأثر الأكبر، دون أن ننسى الدعم الكبير من الحكومة ودعم هيئة الأزياء لكل مصممي الأزياء، من خلال تأسيس وزارة الثقافة في عام 2018 وهيئة الأزياء في عام 2020 إضافة لدعم منصات التواصل الاجتماعي بكل أشكالها. كل هذا ساعدني في تحقيق أكثر من نصف مليون متابع على إنستغرام.
قال أحدهم عن عرض مجموعتك "أنوثة قابلة للحياة"، كيف تفسرين هذه العبارة؟
تجمع بين الجمال والأناقة والبساطة بآن واحد، أي لا تقتصر على العرض البصري فقط بل قابلة للاستخدام بسهولة، وتُستخدم للصباح والمساء حسب طريقة الاستخدام والشخصية التي تعبر عنها، مع ملاءمتها للوقت والمكان.
الانفتاح الثقافي سهل المهمة
ما الصعوبات التي واجهتك على مدى 17 عامًا؟
لقد تغيرت قوانين كثيرة، وتبدلت رؤى المجتمع للأفضل، ما كان ممنوعًا أصبح مسموحًا، وهذا يعود للحكومة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على الانفتاح الثقافي، والتطور المجتمعي في مجال صناعة الأزياء، ومدى تقبل هذا التطور على جميع الأصعدة، وتوعية المجتمع بالصناعة السعودية، وجودتها وتطورها. كل هذا التغيير فتح مجالات متعددة ولم تعد الصعوبات التي واجهتها منذ بداية العمل موجودة لتعيق تحركي ونجاحي.
برأيك هل الأزياء السعودية أصبحت مستعدة للانطلاق بالسياق العالمي؟
أجل، مع الثقافة المجتمعية المتطورة، والاطلاع المستمر، والصناعة المتقنة بمهنية عالية تهيأت للانطلاق.
رسائل ونصائح
ما رسالتك للمرأة السعودية؟
لا يوجد مستحيل أمامك، واجعلي طموحك بلا حدود، لتحققي أحلامك كما تريدين.
ما نصيحتك لمن يحب أن يدخل مجال تصميم الأزياء؟
إيجاد نموذج مميز وخاص، يجب التمسك به لاعتباره بداية النجاح.
البطاقة التعريفية
الاسم: رزان العزوني
الشهادة: Tufts University
الحالة الاجتماعية: متزوجة ولديها ولدان
محل وتاريخ الولادة: الخبر 21 يونيو 1986
المهنة: مصممة أزياء
وهي مؤسسة علامة رزان العزوني (Razan Alazzouni) منذ 2008
